أكثر من “200” مدنياً قُتلوا في الهجوم على شق النُوم، ومعظمهم حُرقوا أحياء داخل منازلهم

0

أكثر من “200” مدنياً قُتلوا في الهجوم على شق النُوم، ومعظمهم حُرقوا أحياء داخل منازلهم أو أُطلق عليهم الرصاص، وذلك منذ بدء الهجوم في 12 يوليو- مقال موقع Middle East Eye البريطاني يسلّط الضوء على جرائم #مليشيا الدعم_ السريع_ بشمال _كردفان:

وثّق المقال، من خلال شهادات حية وصور أقمار صناعية، حجم الدمار الذي لحق بقرية شق النُوم في شمال كردفان، التي سُوّيت بالأرض بالكامل وقُتل فيها أكثر من 200 مدني، معظمهم حُرقوا أحياء أو أُعدموا ميدانيًا. التقرير يُظهر بوضوح أن ما جرى لم يكن مجرد اشتباك عشوائي، بل هجوم ممنهج هدف إلى تفريغ المناطق من سكانها عبر الرعب والنار.
كما يتناول المقال مجازر متزامنة في قرى مجاورة مثل فوجه، وأم نبق، وجاكوه، ومشقه، حيث روى شهود عيان كيف وصلت المليشيا في قوافل عسكرية، وطوقت القرى، ثم بدأت بتفجير المنازل المصنوعة من القش، ما أدى إلى اندلاع حرائق واسعة وفرار السكان في رعب كامل.

ولا يغفل التقرير أهمية كردفان الاستراتيجية، حيث يرى المحللون أن السيطرة على هذه المنطقة قد تحسم اتجاهات المعركة في المدى القريب، خصوصًا في ظل التوتر حول مدن رئيسية مثل الأبيض والفاشر. ويُبرز المقال أيضًا التحديات الهائلة التي تواجه منظمات الإغاثة الإنسانية العاملة في الميدان، وسط استمرار القتال ونقص التمويل والدعم الدولي.

مقتطفات :
📌قُتل مئات المدنيين على يد مليشيا الدعم السريع يومي السبت والأحد،
📌أظهرت صور أقمار صناعية جديدة أن قرية في ولاية شمال كردفان السودانية سُويت بالأرض بعد مجزرة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).

📌رصد مختبر ييل تصاعد الدخان من عدة مبانٍ مدمرة حديثًا، إلى جانب وجود آثار حرارية متفرقة “تشير إلى هجمات حرق متعمدة”. كما أوضح أن هناك نمطًا واضحًا لآثار المركبات “حول المباني وفي أنحاء القرية”.

📌وقال فهيم، وهو رجل من إحدى هذه القرى، لمجموعة آفاز الحقوقية إن مليشيا الدعم السريع وصلت إلى قريته “فوجه” في قافلة تضم حوالي 30 مركبة.

📌وأضاف: “طوقت المركبات القرية، وأجبرت الناس على الاصطفاف، ثم بدأت بتفجير المنازل”. وتابع: “منازلنا مبنية في الغالب من القش، لذلك اندلعت الحرائق بسرعة”.

📌وقال: “رأيت منزل عمتي يحترق. إنها من أقدم النساء في القرية. أمسكت بأطفالي وركضنا. لم نسمع أي أخبار من الآخرين”.

📌قال علي إن مكتبين لمنظمة الإغاثة الإسلامية في غرب كردفان قد تعرضا للنهب – أحدهما في أغسطس 2024، والآخر في مايو 2025. وفي كلتا الحالتين، وقع النهب خلال اجتياحات مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، إلا أن المنظمة الخيرية لا تستطيع تأكيد الجهة المسؤولة بشكل قاطع.

📌وأضاف علي أنه بعيدًا عن كردفان، “الوضع يتحسن. لقد لعب المجتمع المحلي دورًا كبيرًا من خلال المطابخ المجتمعية التي توفر الطعام للناس”، في إشارة إلى المطابخ التي تديرها غرف الطوارئ في السودان، وهي شبكة من مجموعات الدعم الشعبي.

تصاعد الحرب في السودان بكردفان مع إحراق الدعم السريع للقرى
مجزرة مروعة تودي بحياة المئات وتُعد من الأشد دموية منذ بداية الحرب
أظهرت صور أقمار صناعية جديدة أن قرية في ولاية شمال كردفان السودانية سُويت بالأرض بعد مجزرة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).

قُتل مئات المدنيين على يد مليشيا الدعم السريع يومي السبت والأحد، في ظل تصاعد الحرب مع القوات المسلحة السودانية في إقليم كردفان الحيوي استراتيجيًا.

وتُظهر الصور التي جمعها مختبر البحوث الإنسانية التابع لجامعة ييل (HRL)، والذي يراقب الحرب في السودان منذ اندلاعها في أبريل 2023، أنقاض قرية شق النُوم المحترقة، وهي واحدة من عدة قرى في شمال كردفان هاجمتها المليشيا خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقد رصد المختبر تصاعد الدخان من عدة مبانٍ مدمرة حديثًا، إلى جانب وجود آثار حرارية متفرقة “تشير إلى هجمات حرق متعمدة”. كما أوضح أن هناك نمطًا واضحًا لآثار المركبات “حول المباني وفي أنحاء القرية”.

ويُعتقد أن أكثر من 200 مدني قُتلوا في الهجوم على شق النُوم، معظمهم حُرقوا أحياء داخل منازلهم أو أُطلق عليهم الرصاص، وذلك منذ بدء الهجوم في 12 يوليو.

وتُعتبر هذه المجزرة من أكثر الهجمات دموية منذ بدء الحرب في السودان. ووفقًا لما أورده موقع Sudan War Monitor، فإن لقطات مصورة من شق النُوم أظهرت مبانٍ مشتعلة ومسلحين من مليشيا الدعم السريع يركضون بين المنازل، وكان يمكن سماع أصوات صراخ وإطلاق نار.

قالت مجموعة محامو الطوارئ لحقوق الإنسان إن ما لا يقل عن 38 شخصًا آخرين قُتلوا في مجازر متزامنة وقعت في قرى فوجه، أم نبق، جاكوه، ومشكه المجاورة، بينما اختُطف العشرات قسرًا أو اعتُقلوا.

وقال فهيم، وهو رجل من إحدى هذه القرى، لمجموعة آفاز الحقوقية إن مليشيا الدعم السريع وصلت إلى قريته “فوجه” في قافلة تضم حوالي 30 مركبة.

وأضاف: “طوقت المركبات القرية، وأجبرت الناس على الاصطفاف، ثم بدأت بتفجير المنازل”. وتابع: “منازلنا مبنية في الغالب من القش، لذلك اندلعت الحرائق بسرعة”.

وقال: “رأيت منزل عمتي يحترق. إنها من أقدم النساء في القرية. أمسكت بأطفالي وركضنا. لم نسمع أي أخبار من الآخرين”.

أهمية كردفان
قالت خلود خير، المحللة السودانية ومؤسِّسة مركز التفكير “كونفلونس أدفايزري”، لموقع “ميدل إيست آي” إن تصاعد القتال المتبادل في أنحاء كردفان يذكّر ببداية الحرب، حين لم يكن الطرفان قد استقرا بعد في مناطق نفوذهما؛ مليشيا الدعم السريع في إقليم دارفور غربًا، والجيش في المناطق الوسطى والشرقية من البلاد.
وأضافت أن مدينة الأبيض، وهي نقطة استراتيجية مهمة تقع قرب الطرق المؤدية إلى دارفور والعاصمة الخرطوم، تخضع الآن لسيطرة الجيش، لكنها كانت سابقًا تحت حصار من مليشيا الدعم السريع، والتي عادت الآن لقصفها في محاولة لاستعادة السيطرة عليها.
في غرب كردفان، أسفرت ضربات جوية نفذتها القوات المسلحة السودانية عن مقتل ما لا يقل عن 23 مدنيًا في الفترة من 10 إلى 14 يوليو، وفي 17 يوليو قُتل 11 مدنيًا آخرين في ضربة جوية جديدة بمنطقة بارا.

وقالت خلود خير: “كردفان أصبحت الآن النقطة الاستراتيجية”. حيث تمر طرق رئيسية عبر شمال كردفان إلى الفاشر، عاصمة شمال دارفور المحاصرة من قبل مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، وإلى الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة لها، والتي استعاد الجيش السيطرة عليهما مؤخرًا.

ومع بلوغ موسم الأمطار ذروته في السودان بين يونيو وسبتمبر، قالت خير إن كلا من مليشيا الدعم السريع والجيش يسعيان لتحقيق مكاسب ميدانية في كردفان استعدادًا لشنّ هجمات على الفاشر أو أم درمان مع بداية موسم الجفاف في أكتوبر ونوفمبر.

وذكر شهود لموقع “ميدل إيست آي” أن الطائرات المسيّرة تُستخدم من قبل الطرفين في مختلف أنحاء كردفان، كما هو الحال في مناطق أخرى من السودان.

ويأتي هذا القتال المتبادل في وقت ينتظر فيه الطرفان تدخلًا دبلوماسيًا من جهات دولية، وعلى وجه الخصوص من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت خير: “الطرفان حريصان جدًا على مواصلة الدفع العسكري، وفي الوقت ذاته يجهّزان الظروف الملائمة لأنفسهم قبل أي وساطة دبلوماسية – وخاصة من الولايات المتحدة”.

وتُدار الحكومة السودانية بقيادة الجيش من مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، في حين أن مليشيا الدعم السريع أقامت تحالفًا إداريًا في نيالا، جنوب دارفور.

وفي 13 يوليو، قُتل 46 مدنيًا، بينهم نساء حوامل وأطفال، في هجوم شنّته مليشيا الدعم السريع على قرية “حلة حامد”، القريبة من مدينة “بارا”، التي بقيت بمعظمها تحت سيطرة المليشيا طوال فترة الحرب.
العمليات الإنسانية
قال شهاب محمد علي، مدير البرامج الأول في منظمة الإغاثة الإسلامية بالسودان، لموقع “ميدل إيست آي” إن تصاعد القتال في جميع أنحاء كردفان “أثر بشدة” على عمل وكالات الإغاثة هناك.

وتدير المنظمة 36 مركزًا صحيًا في غرب كردفان و48 مركزًا صحيًا في شمال كردفان بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمي (WFP) ومنظمة اليونيسف.

وتوزع الإغاثة الإسلامية الغذاء والماء والنقود على المدنيين السودانيين الذين قلبت الحرب حياتهم رأسًا على عقب، وهي الحرب التي أجبرت حتى الآن أكثر من 12 مليون شخص على الفرار من منازلهم.

قال علي إن مكتبين لمنظمة الإغاثة الإسلامية في غرب كردفان قد تعرضا للنهب – أحدهما في أغسطس 2024، والآخر في مايو 2025. وفي كلتا الحالتين، وقع النهب خلال اجتياحات مليشيا الدعم السريع (الجنجويد)، إلا أن المنظمة الخيرية لا تستطيع تأكيد الجهة المسؤولة بشكل قاطع.

وقال علي: “معظم مناطق غرب كردفان تحت احتلال مليشيا الدعم السريع، والنزاع مستمر. وفي ظل هذا الوضع، تحاول الإغاثة الإسلامية، واليونيسف، وبرنامج الغذاء العالمي توزيع المساعدات.”

وأضاف علي أنه بعيدًا عن كردفان، “الوضع يتحسن. لقد لعب المجتمع المحلي دورًا كبيرًا من خلال المطابخ المجتمعية التي توفر الطعام للناس”، في إشارة إلى المطابخ التي تديرها غرف الطوارئ في السودان، وهي شبكة من مجموعات الدعم الشعبي.

وقال علي: “لقد تمكنوا من تجاوز وقت عصيب”، مشيرًا جزئيًا إلى التهديد بسحب التمويل الأمريكي بعد تفكيك الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID). “لكن الوضع يتحسن في مناطق مختلفة من البلاد.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.