بيوت أشباح جديدة .. تصفيات أرواح…إبتزاز مالي ومقابر سرية
معتقلات المليشيا لا تقل عن ممارسات داعش
تقرير : شوارع
المرصد السوداني
“لا يجوز تعريض أي شخص للإختفاء القسري، لا يجوز التذرع بأي ظرف إستثنائي كان، سواء تعلق الأمر بحالة الحرب أو التهديد بإندلاع حرب أو بانعدام الإستقرار السياسي الداخلي أو بأية حالة إستثناء أخرى لتبرير الاختفاء القسري”.
تلك هي المادة الأولى من الاتفاقية الدولية لحماية جميع الاشخاص من الاختفاء القسري، كما يهون ويسهل علي السودانيين الموت من ان يظل احد الأفراد مفقودا ومجهول المكان والمعيشة مما يسبب ضغطا نفسيا هائلا علي الأسر .
ُبُعيد فض إعتصام القيادة العامة في يونيو 2019م تصاعدت حالات الفقد والاختفاء القسري دون تحديد دقيق للارقام مرورا بطفح قضية الجثث المكدسة في المشارح الي الاعلام في 2021م ، والتي تم دفنها لاحقا دون ان يتسني للاهالي لمعرفة وتحديد الهوية. وبانفجار حرب السودان تمارس مليشيا الدعم السريع ابشع صور الاختفاء القسري والاعتقال دون معرفة ذوي المعتقلين. وتقوم بذلك بحجة واحدة هي وصف المدنيين بأنهم ينتمون الي الاستخبارات العسكرية. بينما ينفي ذوي المعتقل أية صلة عسكرية أو سياسية له . وتؤكد المعلومات التي تحصلت عليها “شوارع” من ذوي المعتقلين أنهم لا يعرفون ان المفقود قد اعتقل إلا اذا شاهد احد المواطنين ذلك واخبرهم ، وعند ذهابهم الي المليشيا للاستفسار تتنصل وترفض تماما وجوده بحوزتهم. إذ تقول ل« شوارع » احدي اسر المفقودين أنهم بعد اسبوعين من اختفاء ابنهم عرفو أنه كان معتقلا في منزل يطل علي شارع اوماك وعند ذهاب الأسرة انكرت المليشيا انه مسجونا ليهم.
https://chat.whatsapp.com/EoIA9lUhzM1GXQTsWqJAVO
أرقام متصاعدة:
حالات الاختفاء والاعتقال والخطف ظلت في ازدياد غداة انطلاق الاشتباكات، ففي سبتمبر بعد مرور خمسة أشهر من الحرب وخلال انعقاد الدورة الرابعة والخمسين لمجلس حقوق الإنسان في جنيف اعلن المفوض السامي ان عدد المفقودين لا يقل عن خمسمائة شخص في ولاية الخرطوم لوحدها، وهذا قبل ان تتوسع المليشيا الجنجودية نحو ولاية الجزيرة وحاميات دارفور. وتشير اخر احصائية للمجموعة السودانية لضحايا الاختفاء القسري حتي ديسمبر نهاية عام 2023 م الي ما يفوق 800 شخص ، بينما يؤكد ناشطون في قضايا المفقودين ان العدد يتجاوز ذلك بكثير خاصة في مناطق تواجد مليشيا الدعم السريع حيث يخشي الاهالي التبليغ لجهات حقوق الإنسانية خوف من تصفية وقتل المفقود.
بيوت أشباح جديدة – ومقابر لشهداء التعذيب والتصفية:
تقارير كثيرة تذهب الي استخدام المليشيا منازل المواطنين كمعتقلات تمارس فيها ابشع أنواع التعذيب وتسجيل فيديوهات يقر بها المعتقل بالانتماء الجيش تحت الارهاب، حيث يتم جمع المعتقلين في غرف سيئة التهوية أو بعض مخازن الشركات أو اقسام الشرطة ، دون توفير طعام كافي أو رعاية صحية واحيانا كثيرة تتم التصفية بالقتل، اذ تقول رواية لاحد الناجين من هذه المعتقلات البشعة ان عدد مقدر من المعتقلين يموتون جراء التعذيب أو التصفية ويؤكد انه يتم الدفن في ساحة بالقرب من شارع عبيد ختم الخرطوم. لهذا تلجأ المليشيا الي انكار وجود المعتقل حتي تدفن أثر جريمتها في حالة الموت.
واوردت «شوارع» في يناير الماضي وفاة المواطن حسن ساتي، عقب تعذيب إستمر لخمسة أشهر بمعتقلات مليشيا الدعم السريع، وصلت بعده حالته للفشل الكلوي نتيجة للتعذيب و منعه من شراب الماء، لتقوم المليشيا لتسليمه لأسرته في حالة حرجة فارق على إثرها الحياة.
و كانت المليشيا قد مارست وسائلها المعروفة في إبتزاز المواطنين، حيث إبتزت أسرة الراحل بأموال طائلة دون إطلاق سراحه.
خاتمة:
الامر الاكثر خطورة في اعتقالات وحالات الاختفاء القسري لدي المليشيا ان بعض المفقودين يظلو مفقودين الابد ، لان اعتقال يتم بتكتم دون اخبار ذويهم وقد يتعرضون الموت دون ان بهم احد ، عكس حالات الاعتقال بواسطة القوات المسلحة تكون الأسرة علي علم بهم . لابد من جهود اكبر لكشف انتهاكات المليشيا المروعة والمقابر السرية التي تستخدمها لاخفاء جرائمها وتقديم تلك الملفات للحقوقين والعدالة والعالم ،ووقف هذه الممارسات القميئة فورا.