عدد متخصص : “الحقيقة” ترصد معاناة نازحي الفاشر وتسلط الضوء على الأسباب

0

بسم الله الرحمن الرحيم
الحقيقة
المجلة الإلكترونية الدورية الأولى المتخصصة في توثيق جرائم مليشيا الدعم السريع في السودان لتكون مرجعية للمنظمات والآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان في العالم.

عدد متخصص
“الحقيقة” ترصد معاناة نازحي الفاشر وتسلط الضوء على الأسباب

 

الفاشر مدينة مأساة العصر..

الفاشر مدينة مأساة العصر التي نسجت مشاهدها بالأهوال على مرأى ومسمع من العالم الذي ظل يراقب اكتمال فصول المأساة دون أن يطرف له جفن.

جف حلق اللسان الناطق بالحال هناك وحذر مرارا وتكرارا من المآل ولكن لا حياة لمن تنادي فهناك تقاطعات ما يزعم أنها مصالح لتحالفات دولية رأت أن أقصر الطرق لتحصيل تلك المصالح هو ترك الفاشر فريسة لشهوات وأطماع الإمارات ومليشيا الدعم السريع الإرهابية العنصرية المتطرفة لأجل السيطرة على البلاد.

الصمت الدولي وتزايد الأطماع

كان من الغريب أن تصمت الأمم المتحدة ومجلس أمنها وجميع الدول ذات التأثير على مجريات الأحداث الإقليمية والعالمية وتختار موقف المتفرج. تزايدت الأطماع في إخضاع مدينة الفاشر عبر سلاح التجويع وقصف المواطنين بالسلاح الإماراتي وبمساعدة عدة دول تتقاسم الحدود مع السودان في تسهيل عبور الأسلحة والمرتزقة وجميع مستلزمات الموت والدمار نظير عقودات الاستثمار والتمويل الإماراتي، وهو أمر ليس بالمستبعد في ظل الديكتاتوريات التي تسيطر على الوضع في تلكم البلاد.

صمود تكذب وتجمل قبح المليشيا..

لأكثر من عامين تحملت مدينة الفاشر ومواطنوها أعباء الحصار العنيف من المليشيا ومن ورائها تأسيس التي تم تذويبها داخل المليشيا ولم يعد لها أثر وكذلك يقف خلف المليشيا تحالف صمود بقيادة عبدالله حمدوك يشد من أزرها ويقتفي أثر أكاذيبها ويكررها ويمسح الدنس عن ثوبها الملطخ بدماء الأبرياء فما يزيده ذلك إلا قذارة، فهما في الإثم سواء.

لم يطرف لهم جفن وعظام أطفال الفاشر ينهشها الجوع والمرض، وشيوخها يئنون تحت وطأة اشتداد المرض وانعدام جرعة الدواء، لدرجة أن بعضهم صارت وجبته علف الحيوانات (الأمباز) وحتى هذه السلعة أصبحت معدومة بعد أن استولى عليها عناصر المليشيا وصاروا يبيعونها بـ(الفنجان) وبأغلى الأثمان.

دول الجوار المأجورة..

حرب الإمارات الاحتلالية ضد السودان وراءها كل دول الجوار المأجورة والمرهونة لمال الإرتزاق على حساب المصالح الاستراتيجية لشعوب تلك الدول مع السودان. وعملاء الحرية والتغيير الذين تولوا زمام الأمور في غفلة من صناع ثورة ديسمبر واجتهادهم في تخذيل السودانيين في الدفاع عن أموالهم وانفسهم وحرماتهم يأتي كمزية في طي هذا البلاء الذي واجهه الشعب بجسارة وثبات نادر النظير.

سر الجسارة..

فهؤلاء هن نساء الفاشر من معسكر الإيواء بمنطقة العفاض بمدينة الدبة في الولاية الشمالية يلخصن سر هذه الجسارة بعد أن وقفن صامدات في وجه كل المحن الثقيلة التي واجهنها وهن في طريقهن للخروج من الفاشر بعد تقديرات الجيش وقراره بالانسحاب بعد صمود أسطوري امتد زهاء العامين وسط ظروف ومعطيات الاحتشاد الإقليمي والدولي الداعم للمليشيا ذراع الامارات.

قدرهن التعب..

تقول إحدى النازحات الناجيات أن قدرهن وقسمتهن كانت التعب وقد تجاوزته باقتدار متكئة على الإيمان بوطنها ىإنسانيتها وحقها في حياة آمنة وكريمة.

تجاوزن الأمر وقد لاقين في طريق خروجهن وجميع النازحين من عناصر مليشيا الدعم السريع، أشد الأهوال بجانب الجوع والعطش والسفر لمسافة مئات الكليو مترات على الأقدام ومعهن الاطفال والشيوخ. والمتوحشين من مجرمي المليشيا ينتشرون في كل مكان ويتربصون النازحين بالتصفيات العرقية والإذلال والاغتصاب والنهب.

القتل الجنوني..

إن أشد ما حملته هؤلاء النساء اللاتي يتوفرن على نصيب وافر من الشجاعة ورباطة الجأش هو رؤيتهن لحالات القتل الجنوني واحتمالهن لقتل ذويهم من الأشقاء والأبناء أمام أعينهن ومن ثم احتمال عبء تدبر أمر المسير وعلى عاتقهن الأطفال والعجزة والمرضى.

التطهير العرقي وإعادة التوطين..

إن معسكرات النزوح الحديثة في الدبة وعطبرة بالشمالية ونهر النيل، تظل خير شاهد على مأساة التطهير العرقي التي ولغت فيها المليشيا الإجرامية، وهو أمر يوضح المقصد الحقيقي من هذه الحرب الجنجويدية الإماراتية ضد البلاد.  فهي ترى في السودان ساحة لتنفيذ أجندة التطهير العرقي وإعادة التوطين لدى المليشيا وهى مساحة شاسعة من الموارد البكر تريد الإمارات المتخمة بالأموال أن تستولي عليها وتدخل بها (العصر الجديد) الذي تمليه ضرورات وأطماع لا مكان لها على أرض الواقع، الواقع الذي يتشبث مواطنوه بأرضهم وبلادهم مهما كلف الأمر كما فعلت نساء الفاشر.

حلم النخبة الفاسدة..

ولا تقف الأطماع الدنيئة عند حد، وها هي أحزاب تحالف صمود المأجورة تجوب العالم تذر الرماد في العيون رجاء سلطة ولو على حساب نساء ود النورة والجنينة والسريحة والفاشر الماجدات.

إن مدن وأرياف البلاد وإنسانها يقف وتقف جميعها شاهدة على حلم فاسد لنخبة من أبناء وبنات الوطن الفاسدين الذين استحلوا لأنفسهم تمرير أجندتهم للوصول إلى سلطة لا يستحقونها ولا يعرفون قيمتها سوى متعة شهوة عمياء قرروا أن تهون في سبيلها الدماء البريئة والأعراض خدمة لتعصب وانحرافات أخلاقية عميقة تستبطن ثوبا سياسياً زائفا.

إن ما احتملته نساء الفاشر وجميع مواطني المدينة من مشقة وهم يهيمون في الصحاري والفيافي طلبا للأمان وحماية للأعراض والأنفس والتي بذلوا وبذل ذووهم في سبيلها المال لأجل دفعه فدية لرعاع المليشيا المنبتين عن كل خلق وعرف سوداني وإنساني.

دموع في الرمال..

إن الدموع التي روت بها نساء الفاشر النازحات رمال الدبة ستكون شاهدة على فداحة الجرائم وحائطا يذكر جميع الشعب السوداني وقيادته بأن أوان التفريط في أمانة الأمة لفاقدي الشرعية وإجراء الدول الاستعمارية قد ولى إلى غير رجعة، بعد أن أتاح التاريخ للجميع رؤية المليشيا ومرتزقة السياسة الأولى تذيقهم الذل وتسومهم العذاب والثانية تحاول جهد خيانتها أن تستوفي المستأجر الغازي ما نفحها من مال السحت حين يخرج علاء الدين نقد الناطق باسم تأسيس وهو يحاول أن يستر عورة المليشيا ويدمغ المغتصبات بالكذب، وجراح أنفسهن بالعواء الخائر، ولكن تذهب صيحاته أدراج الرياح والسجلات تحفظ الجرائم الموثقة.

حكم بأي ثمن..

وحين يخرج محمد الفكي محاولا إزاحة ثقل الانتهاكات والجرائم من صدر المليشيا وإلصاقها بالتعليمات إدعاء أن الحرب سمتها الانتهاكات ولسان حاله استسلموا ودعونا نجلس في سدة الحكم نمارس ما نجيده من تخريب البلاد،  ولكنه لا يفلح في فت عضد نساء الفاشر وجميع السودانيات اللاتي احتملن المصائب بجلد وينتظرن فجر الخلاص من المليشيا والعملاء.

رحلة عذاب..

ما بين عطبرة والدبة في تلك المعسكرات انتهاكات تزن مئات الجبال حكت وتحكي عنها النازحات وأطفالهن القتل من الفاشر مرورا بالنهود وغبيش والمزروب كان يتربص بالخارجين النهب أهون تلك الانتهاكات وطلب الفدية إلا إن اختطاف الفتيات وقتل الشباب اليافعين مثل صورة قاتمة في ذاكرة النازحين والمجتمع السوداني. وهى بالضرورة من عظات الحرب التي تضيء مستقبل الأمن والاستقرار.

الله يصلح الفاشر

حينما يرفع الأطفال أصواتهم وأكفهم بالدعاء بكل براءة وبراعة: (الله يصلح الفاشر .. يارب يارب ترجع لينا الفاشر)، لا تملك الأمهات إلا أن تؤمن على هذا الدعاء، بل وتردده بقوة وأمل ورجاء في دعوات إله لا يرد دعوة المظلوم وثقة في جيش لايعرف المستحيل وشباب وهبوا أرواحهم للدفاع عن كل شبر في هذا السودان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.