بالأرقام والإحصائيات وأخطر الإفادات : تعرف على إنتهاكات مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين في السودان

0

بسم الله الرحمن الرحيم
*الحقيقة*
المجلة الإلكترونية الدورية الأولى المتخصصة في توثيق جرائم مليشيا الدعم السريع الإرهابية في السودان لتكون مرجعية للمنظمات والآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان في العالم-العدد30-نوفمبر2025-.

*تمهيد*
في 11-أكتوبر2025-أقدمت مليشيا الدعم السريع على قتل أكثر من “60” مدنياً إثر قصفها لمركز إيواء للنازحين بمدينة الفاشر في شمال دارفور ،حيث ظلت هذه المليشيا الإرهابية تقصف وبصورة مستمرة أهدافاً مدنية عبر المدافع والطائرات المسيرة مما أدى الى تدمير الأسواق ومصادر المياه والمرافق الصحية،بعد إن ضيقت الحصار على مدينة الفاشر .

وقد ‏إستنكر مجلس السيادة الإنتقالي السوداني ووزارة الخارجية السودانية إستمرار الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع، والتي وصفوها بأنها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” بحق المدنيين في مدينة الفاشر وعدد من المدن السودانية الأخرى.

حيث تمارس هذه المليشيا قتلاً ممنهجاً على أسس قبلية، وتطهيراً عرقياً، وتستهدف البنية التحتية والخدمية، بما في ذلك معسكرات النازحين ودور الإيواء، في تحدٍ صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي وانتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

فيما تكتفي الأمم المتحدة بالإدانة على هذه الإستهدافات والجرائم المتكررة دون إتخاذ أي تدابير وإجراءات عملية تجاه هذه المليشيا الإرهابية وداعموها.

وفي ظل هذا الصمت الدولي المخزي تواصل مليشيا الدعم السريع في تكثيف عملياتها الإجرائمية بإستخدام الطائرات المسيرة و الأسلحة والغازات الكيميائية السامة المحرمة دولياً مما يهدد حياة آلاف المدنيين المحاصرين في الفاشر عاصمة شمال دارفور وعدد من الولايات.

الحقيقة في عددها الـــ 30،تورد أرقام صادمة عن الوضع الإنساني في مدينة الفاشر في شمال دارفور و تلّسط الضوء على أبشع جرائم مليشيا الدعم السريع ضد الإنسانية تجاه المحاصرين قسريأً في مدينة الفاشر،بعد أن منعت عنهم وصول الغذاء والدواء وكثفت الهجوم على المدينة عبر الطائرات المسيرة والمدافع والغازات الكيميائية المحرمة دولياً.

فيما توثق الحقيقة عبر إحصائيات مستحدثة حجم العنف الجنسي المرتكب بواسطة هذه المليشيا في شمال دارفور ،ومايتعرض له الأطفال من قتل وتجنيد قسرياً عبر المرتزقة الكولمبيين المدعومين من قبل دولة الإمارات .

وتورد الحقيقة أخطر الإفادات لمرتزقة كولمبيين مشاركين في القتال في صفوف مليشيا الدعم كيف أٌقدموا الى دارفور وماذا يفعلون.
كما تسلّط الحقيقة الضوء على مساعي المليشيا في إعاقة عودة آلاف المواطنين الى منازلهم بولاية الخرطوم عبر الإستهداف الممنهج لمطار الخرطوم بعد الخطوة التاريخية نحو إستعادة السيادة الجوية والإعلان عن تشغيل المطار بعد توقف دام “921” يوماً .

*الحقيقة تورد أرقام صادمة عن الوضع الإنساني في الفاشر*
كشفت مصادر مطلعة للحقيقة بأن الوضع الإنساني في الفاشر شمال دارفور ،يشهد تدهوراً حاداً ومقلقاً نتيجة إستمرار الإستهداف المتعمد بالقصف المدفعي والمسيرات الإنتحارية وإنتهاكات حقوق الإنسان مما أدى الى زيادة كبيرة في أعداد النازحين وتضررت البنية التحتية والمراكز الحيوية.

حيث بلغ إجمالي المراكز والجمعيات “127” مركزاً وتجمعاً تشمل المراكز العاملة والمتوقفة .

وبلغ عدد المراكز والتجمعات داخل الخدمة “107” وعدد التجمعات خارج الخدمة “20” مركزا توقف بسبب التدوين المتعمد للمليشيا.

وبلغ إجمالي الاسر النازحة 12,136 داخل المراكز والتجمعات،بينما بلغ عدد النازحين بالافراد 74,050 وهو حجم الكتلة السكانية المتضررة والمحتاجة للدعم.

اما الفئات الأكثر ضعفاً الأطفال والنساء والأطفال فاقدين السند وكبار السن حيث بلغ الإجمالي 74,050.

بينما هنالك أكثر من “35 ” حي سكني مليئ بالمواطنين تقدر عددهم 10600 أسرة أي حوالي 58300 فرد.
فيما بلغ إجمالي الجرحي والمصابين 1,464 جريحاً ومصاباً ،فيما بلغ عدد الشهداء داخل مراكز الإيواء والتجمعات في الفترة من 29 أغسطس حتى 14سبتمير الى 264 من النساء و227 من الأطفال و84 من الرجال.

أما الشهداء من الأطفال وكبار السن بسبب الجوع 171طفلاً و58 فردا من كبار السن.

فيما بلغ عدد التكايا الكلية”22″ تكية تعمل منها “6” فقط يوميا،أما التكايا العاملة بشكل جزئي “15”تكية فمنذ 13أكتوبر توقفت جميع التكايا عن الخدمة عدا “6” منها وذلك بسبب إنعدام المواد الغذائية في أسواق الفاشر .

وبحسب مصادر للحقيقة ناشدت مفوضية العون الإنساني بالولاية وإدارة النازحين والعودة الطوعية الحكومة بالإسراع في فك الحصار عن المدينة وإسقاط الغذاء والدواء للمواطنين بصورة عاجلة.

*”تقارير دولية – آلاف المدنيين العالقين في حصار الفاشر على حافة البقاء*
تناول تقرير صادر من صحيفة الغارديان بتاريخ 14أكتوبر-2025 الوضع الإنساني الكارثي في مدينة الفاشر والتي تواجه حصاراً خانقاً من قبل مليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات العربية المتحدة منذ أكثر من 549 يوماً.

ووصف التقرير المدينة بأنها “غير صالحة للعيش” بعد الدمار الواسع الذي لحق بالمنازل، والانقطاع الكامل للمساعدات الإنسانية، وانعدام الغذاء والماء والرعاية الصحية. وتشير بيانات منظمة ميد غلوبال (MedGlobal) إلى أن ثلاثة أرباع السكان الذين تمكنوا من الهرب قالوا إنهم نادراً ما يحصلون على الطعام، فيما كشف نصفهم أنهم نادراً ما يجدون الماء.

ويؤكد المدير التنفيذي للمنظمة أن سكان الفاشر “دُفعوا إلى حافة البقاء على قيد الحياة”، مشيراً إلى أن المدينة تعيش وسط عنف واسع النطاق، ونقص حاد في الغذاء والمياه، وتدمير للبنية الصحية. وتصف إحدى النساء الحياة هناك بقولها: “في الفاشر أشم رائحة الموت أكثر من الحياة والأمل.”

فيما كشف التقرير عن استمرار القصف المدفعي وهجمات الطائرات المسيّرة من قبل المليشيا، بما في ذلك قصف مأوى للنازحين أدى إلى مقتل أكثر من “57” مدنياً بينهم نساء وأطفال. كما أوضحت الفحوصات أن واحداً من كل خمسة أطفال دون الخامسة يعاني من سوء تغذية حاد، وأن 38% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من نقص غذائي خطير، فيما تبلغ النسبة 60% بين الفتيات المراهقات.

كما أورد التقرير شهادات مأساوية من داخل المدينة، منها قصة عبد السلام أكتر من (50 عاماً) الذي استخدم حليب ماعزه الوحيد لإبقاء طفل رضيع على قيد الحياة بعد أن فقد أسرته بالكامل في قصفٍ لمليشيا الدعم السريع وحتى المستشفى السعودي، آخر المرافق الطبية في المدينة، لم يسلم من القصف.

*الحقيقة توثق*
*من أجل إعاقة عودة آلاف المواطنين النازحين الى منازلهم مليشيا الدعم السريع تستهدف مطار الخرطوم الدولي*
في خطوة بائسة وضمن إستهدافها الممنهج ضد المدنيين هاجمت مسيرات مليشيا الدعم السريع فجر يومي الثلاثاء والأربعاء 21و22أكتوبر2025 – مطار الخرطوم الدولي ومحيطه وذلك بعد ساعات من إعلان سلطة الطيران المدني إعادة تشغيل المطار .

حيث أكدت المصادر وشهود عيان إن المضادات الأرضية للقوات المسلحة السودانية تصدت للطائرات التي هاجمت المطار ومحيطه فيما أحصى شهود عيان أكثر من خمس مسيرات، تصدت لها المضادات الأرضية للجيش وأسقطتها.

وحدث الهجوم الغادر بعد خطوة تاريخية نحو إستعادة السيادة الجوية والإعلان عن عودة مطار الخرطوم الدولي إلى التشغيل الكامل بعد توقف دام (921) يوماً وذلك بفضل جهود القوات المسلحة والقوات المساندة وتفاني العاملين في الشركة .
ويأتي إستهداف مليشيا الدعم السريع لمطار الخرطوم ضمن سلسلة إستهدافاتها الممهجة لإعاقة عودة المواطنين النازحين الى ديارهم بعد رحلة نزوح دامت ثلاثة أعوام.

ومؤخراً أعلنت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة عن إرتفاع أعداد العائدين الى ديارهم إلى أكثر من 2.6 مليون شخص في أقل من عام و أن “2.618.360 سودانيًّا عادوا إلى مناطقهم الأصلية في 47 محلية تقع في 8 ولايات خلال الفترة بين نوفمبر 2024 وسبتمبر 2025”.

*الحقيقة توثق*:
*في ظل صمتٍ دوليٍ مخزٍ : مراكز إيواء النازحين بالفاشر شمال دارفور تحت نيران مليشيا الدعم السريع*
قُتل أكثر “60” مدنيًا وأُصيب عشرات آخرون في قصف نفذته مليشيا الدعم السريع في 11أكتوبر2025- على مركز إيواء للنازحين بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور و فقًا لشهود عيان ومصادر طبية.

وظلت مليشيا الدعم السريع على مدى شهور تقصف بالمدافع والطائرات المسيّرة أهدافًا مدنية، ما أدى إلى تدمير الأسواق ومصادر المياه والمرافق الصحية في الفاشر وإستهداف أماكن تجمعات النازحين، مرتكبة انتهاكات واسعة شملت القتل والاعتقال والتهجير القسري.

وقال المتحدث باسم نازحي مخيم زمزم، محمد خميس دودة، لـ”سودان تربيون”، إن “مسيّرة أطلقتها مليشيا الدعم السريع قصفت مدرسة دار الأرقم، ما أدى إلى مقتل “37” مدنياً بعضهم قضى حرقًا داخل الفصول”.

وأشار دودة إلى أن ذات المركز كان تعرّض لقصف مماثل بالمدفعية، استهدف ملاجئ تحت الأرض كان النازحون يحتمون بها، ما أدى إلى مقتل نحو “30” شخصًا على الأقل.

وأفاد شهود إن القصف نُفّذ باستخدام المسيّرات والمدفعية الثقيلة، وأدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المركز الذي يضم مئات النازحين، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن.

وأفاد ناجون أن المسيّرة الاستراتيجية أطلقت أربعة صواريخ، اثنان أصابا الملاجئ مباشرة، وقتل فيها “30” شخصًا وتم تدمير الملاجئ بالكامل، وأن بعضهم حاول الفرار إلى موقع آخر داخل المركز، لكن الطائرة لاحقتهم بصاروخين آخرين وقتلت منهم “37” آخرين، ليرتفع عدد الضحايا إلى نحو 67 قتيلًا وأكثر من “40” جريحًا.

ويعيش ما تبقى من سكان مدينة الفاشر في ظروف إنسانية بالغة القسوة، إذ يضطر معظمهم للبقاء داخل ملاجئ تحت الأرض أو حاويات معدنية ضخمة أنشأتها منظمات دولية ومتطوعون محليون للحماية من القصف الجوي والمدفعي المستمر.

ويؤوي مركز دار الأرقم المستهدف أكثر من “150” أسرة نازحة، تعاني من نقص حاد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية، وسط انعدام شبه تام للأمن بسبب القتال الدائر.

وفي 7 أكتوبر، ارتكبت مليشيا الدعم السريع عملية تصفية جسدية بحق عدد من النازحين داخل مركز إيواء مدرسة أبو طالب بحي أبو شوك الحلة، وجاء الهجوم البري على الموقع بعد أسبوع من قصف مكثف استهدف المركز بأكثر من عشر قذائف مدفعية، أعقبه هجوم بطائرة مسيّرة استراتيجية، ما أسفر عن مقتل أكثر من “15” شخصًا وإصابة العشرات بجروح متفاوتة.

وترمي مليشيا الدعم السريع، من خلال استهدافها مراكز الإيواء وأماكن تجمعات المواطنين في المساجد والمستشفيات، إلى إجبار ما تبقى من المدنيين على الفرار ومغادرة الفاشر.

و أدانت الامم المتحدة الإستهداف المتكرر والمتعمد للمدنيين في الفاشر المحاصرة وذلك بعد هجمات شنتها مليشيا الدعم السريع.

فيما‏ إستنكر مجلس السيادة الإنتقالي استمرار الصمت الدولي تجاه الجرائم التي ترتكبها مليشيا الدعم السريع، والتي وصفها بأنها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” بحق المدنيين في مدينة الفاشر وعدد من المدن السودانية الأخرى.

وقال المجلس في بيان أن هذه المليشيا تمارس قتلاً ممنهجاً على أسس قبلية، وتطهيراً عرقياً، وتستهدف البنية التحتية والخدمية، بما في ذلك معسكرات النازحين ودور الإيواء، في تحدٍ صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي وانتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

وأكد المجلس أن هذه الجرائم تستوجب تحركاً دولياً عاجلاً لدعم السودان في اجتثاث المليشيا الإرهابية، ومحاسبة قادتها وكل من يدعمهم أو يساهم في تمكينهم من ارتكاب هذه الأفعال ضد المدنيين الأبرياء.

وأشار البيان إلى أن الهجوم الدامي الذي وقع على النازحين في دارفور لن يزيد الشعب السوداني إلا إصراراً على موقفه الثابت بضرورة القضاء على هذه المليشيا، التي تهدد الأمن والاستقرار في السودان والمنطقة بأسرها.

ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الانتهاكات ودعم جهود السودان في استعادة الأمن والاستقرار، مؤكداً التزام الحكومة السودانية بحماية مواطنيها وإنهاء التهديدات التي تشكلها هذه الجماعات المسلحة.

*الحقيقة توثق*:
*هجوم مليشيا الدعم السريع بغازات كيميائية على المدنيين بالفاشر*
في أكتوبر2025- تحصلت صحيفة (السوداني) على معلومات حصرية من مصادر طبية مطلعة، حول استخدام مليشيا الدعم السريع لأسلحة غازات كيميائية سامة خلال هجومها على مدينة الفاشر، مما يهدد حياة آلاف الناس المحاصرين هناك.

وفقاً للمصادر الطبية، شنت الميليشيا هجومها الكيميائي الأول يوم الخميس 25 سبتمبر الماضي عبر قصف بطائرات مسيرة استهدفت مواقع دفاعية في المدينة. وشوهدت خلال الهجوم غازات سامة تخرج من علب ألمنيوم وبلاستيك ملحقة بأجسام المسيرات، مما أدى إلى إصابة عدد من الجنود والمدنيين بأعراض خطيرة تشمل التشنجات العضلية الشديدة، الهلوسة، والتقيؤ الدموي الناتج عن استنشاق هذه المواد الكيميائية السامة.

وأكدت المصادر أن هذا الهجوم يمثل انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية المتعلقة بحظر الأسلحة الكيميائية، مشيرة إلى أن آلاف السكان في الفاشر – الذين يعانون من حصار مستمر لأكثر من عام ونصف – معرضون لخطر الإصابة أو الوفاة الفورية جراء تعرضهم لهذه الغازات. وتفاقم الوضع بسبب النقص الحاد في الإمدادات الطبية والغذائية، حيث أصبحت المستشفيات غير قادرة على التعامل مع حالات التسمم الكيميائي دون معدات متخصصة أو أدوية مضادة.

قال أحد الأطباء الذين تفضلوا بالكشف عن التفاصيل لصحيفة (السوداني) شريطة عدم الكشف عن هويته: “الأعراض التي رأيناها لم تكن ناتجة عن الرصاص أو الشظايا، بل عن غازات تسبب شللاً مؤقتاً وتلفاً في الجهاز التنفسي”. مضيفًا:
“إذا استمر الهجوم الكيميائي، قد نواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة في المدينة”.

وظلت الإمارات تمد مليشيا الدعم السريع بالأسلحة، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والأسلحة المحظورة، عبر تشاد وليبيا، إضافة إلى الإمداد عبر جسر جوي في مطار نيالا، رغم حظر مجلس الأمن الدولي إمداد الكيانات الفاعلة في إقليم دارفور بأي أسلحة.

*الحقيقة توثق*:
*أخطر الإفادات لمرتزقة كولمبيين-كيف أتوا الى السودان وماذا يفعلون*
أوردت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير بعنوان:
«الحرب تجارة: المرتزقة الكولومبيون في جبهات السودان»
أخطر الإفادات لمرتزقة كولمبيين يقاتلون في صفوف مليشيا الدعم السريع حيث يكشف التقرير كيف تحوّل الصراع في السودان إلى ساحة جديدة لتجارة المرتزقة الكولومبيين، الذين جرى تجنيد المئات منهم عبر شركات أمنية خاصة لقتال الجيش السوداني ضمن صفوف مليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات العربية المتحدة.

يبدأ التحقيق بشهادة أحد المرتزقة يُدعى كارلوس، الذي وصف كيف تم نقله من كولومبيا إلى قاعدة إماراتية في بوصاصو بالصومال، ومنها إلى نيالا في السودان، حيث تولّى تدريب مجندين سودانيين، كان معظمهم من الأطفال، على استخدام الأسلحة الثقيلة قبل إرسالهم إلى جبهات القتال ليموتوا هناك.

ويعرض التقرير صوراً ومقاطع فيديو تؤكد وجود المرتزقة الكولومبيين في السودان، بما في ذلك داخل مدينة الفاشر المحاصرة ومخيم زمزم الذي شهد مجزرة راح ضحيتها مئات المدنيين على يد مليشيا الدعم السريع. ويشير التقرير إلى أن الإمارات، التي تواجه اتهامات متكررة بتمويل وتسليح المليشيا، هي الجهة التي تقف وراء استقدام المرتزقة الكولومبيين عبر شركاتها الأمنية.
كما يناقش التقرير خلفية الظاهرة في كولومبيا، حيث يجد الجنود المتقاعدون أوضاعاً اقتصادية صعبة تدفعهم للانخراط في حروب خارجية مقابل المال. ويشير الخبراء إلى أن النظام العسكري الكولومبي نفسه يسهم في تفاقم المشكلة بسبب التقاعد المبكر وضعف الدعم للمقاتلين السابقين.

وختم التقرير بتأكيد أن تجارة المرتزقة آخذة في الاتساع من جديد، وأن الحروب الحديثة باتت تُدار بشكل متزايد عبر وكلاء ومقاتلين مأجورين تموّلهم دول غنية مثل الإمارات لتحقيق مصالحها بعيداً عن أي مساءلة قانونية أو إنسانية.

*مقتطفات من أخطر الإفادات :*
▪︎ قال كارلوس، أحد مئات الكولومبيين الذين جرى توظيفهم للقتال في ذلك البلد الإفريقي: «في السودان، يقضون الليل نائمين – لا يوجد لديهم حتى تأمين للحراسة لأن الجميع يخلد إلى النوم». وأضاف: «أما الكولومبيون فمختلفون – نحن معتادون على نوع آخر من الحروب».

▪︎ في الفاشر، تم إرسال الكولومبيين للقتال إلى جانب مليشيا الدعم السريع. وقال كارلوس: «الحرب تجارة».

▪︎ وُجِّهت أصابع الاتهام إلى الإمارات العربية المتحدة – التي طالما وُجهت إليها اتهامات بتسليح ودعم مليشيا الدعم السريع – بالوقوف وراء تجنيد هؤلاء المرتزقة عبر شركات أمنية خاصة. إلا أن الإمارات دأبت على نفي هذه الاتهامات باستمرار.

▪︎ قال كارلوس ان رحلته بدأت بإجراء فحوصات طبية في بوغوتا، حيث وقّع عقداً براتب شهري قدره 2600 دولار. وبعدها نُقل جواً عبر أوروبا إلى إثيوبيا، ثم إلى قاعدة عسكرية إماراتية في بوصاصو بالصومال، كما قال. وبعد ذلك أُرسل إلى نيالا في السودان، وهي مدينة أصبحت سيئة السمعة اليوم كمركز لتجمع المرتزقة الكولومبيين.

▪︎ إعترف كارلوس – الذي طلب عدم الكشف عن هويته ليتحدث بحرية بأن مهمته الأولى كانت تدريب المجندين السودانيين، وكان معظمهم من الأطفال.

▪︎ يقول كارلوس «كان في المخيمات آلاف المجندين، بعضهم بالغون، لكن الغالبية أطفال — الكثير والكثير من الأطفال»، قال. «هؤلاء أطفال لم يمسكوا سلاحًا من قبل. علمناهم كيفية التعامل مع البنادق الهجومية والرشاشات وRPG. وبعد ذلك أُرسلوا إلى الجبهة. كنا ندربهم ليذهبوا ويُقتلوا».

*ووصف تدريب الأطفال بأنه «مرعب ومجنون» لكنه قال إن «للأسف هكذا هي الحرب».*

▪︎ ويقول ماكفيت إن المرتزقة يمنحون الدول «قدرة جيدة على الإنكار المقبول» في الحالات التي تريد فيها التهرب من القانون الدولي أو تنفيذ استراتيجيات تشمل انتهاكات لحقوق الإنسان. ويضيف: «عندما يُؤسرون أو يُقتلون، يمكنك ببساطة التنصل منهم».

▪︎ قال كارلوس، أحد مئات الكولومبيين الذين جرى توظيفهم للقتال في ذلك البلد الإفريقي: «في السودان، يقضون الليل نائمين – لا يوجد لديهم حتى تأمين للحراسة لأن الجميع يخلد إلى النوم». وأضاف: «أما الكولومبيون فمختلفون – نحن معتادون على نوع آخر من الحروب».

وصل كارلوس إلى السودان في وقت سابق من هذا العام، بعد قرابة عامين من اندلاع الحرب الوحشية بين الجيش السوداني والمليشيا شبه العسكرية المعروفة باسم قوات الدعم السريع.

وقد أدخلت هذه الحرب السودان في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في التاريخ الحديث، بحسب مسؤولين في الأمم المتحدة: قُتل “150” ألف شخص، وتعرّضت نساء وفتيات للاختطاف والاغتصاب، ونُزح نحو “13” مليون شخص من منازلهم، في أسوأ أزمة نزوح يشهدها العالم اليوم.

ولا يزال نحو “260” ألف شخص محاصرين في مدينة الفاشر، عاصمة شمال بواسطة مليشيا ولم تصل أي مساعدات إلى المدينة المنكوبة منذ نحو 18 شهراً، حتى اضطر الأطفال إلى أكل الجراد وعلف الحيوانات للبقاء على قيد الحياة.

*الحقيقة توثق*:
*مسؤولة: تعرض آلاف الأطفال لإنتهاكات التجنيد القسري والعنف الجنسي في السودان*
قالت وزيرة الدولة بوزارة الرعاية الاجتماعية سليمى إسحاق إن الأطفال السودانيين تعرضوا لانتهاكات واسعة خلال النزاع، بما في ذلك العنف الجنسي والتجنيد القسري.

ويُعد النساء والأطفال أكثر الفئات تضررًا من النزاع القائم، حيث لم يسلم حتى الرُضع من العنف الجنسي، وفقًا لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”.

وقالت سليمى إسحاق، لـ”سودان تربيون”، إن الرعاية الاجتماعية وثقت “تعرض :269 ” طفلًا للعنف الجنسي”.

وأشارت إلى أن مليشيا الدعم السريع جندت قسريًا “9” آلاف طفل.

وأفادت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في 20 سبتمبر الماضي بأن مليشيا الدعم السريع جندت أطفالًا قسريًا في دارفور فيما ينشط المرتزقة الكولومبيون في تدريب اليفع على أساليب حرب العصابات، خاصة في جنوب دارفور لصالح مليشيا الدعم السريع.

وذكرت سليمى إسحاق أن أعدادًا كبيرة من الأطفال تعرضوا للانتهاكات ضد حقوق الطفل، كما جرى تهجير أكثر من 10 آلاف طفل في سن التمدرس، منذ بداية الحرب حتى سبتمبر الحالي.

وقالت إن الأشخاص الذين فقدوا أطرافهم خلال فترة الحرب حتى الآن، بالتقريب، حوالي “40 ” ألف شخص، منهم بين “9 إلى 10 ” آلاف طفل.

وأرجعت تعرض هذا العدد الكبير من الأطفال للانتهاكات إلى اختفاء آليات الحماية، ووجود مشكلة في البيئة الحامية، بجانب عدم التحاق الأطفال بالمدارس.

وأضافت: “هناك أعداد كبيرة من الأطفال المنفصلين عن أسرهم، بالإضافة إلى تم تهريبهم أو سرقتهم عبر عصابات الاتجار بالبشر خلال الحرب”.

ووثقت الأمم المتحدة ارتكاب عناصر مليشيا الدعم السريع جريمة إغتصاب النساء أمام أطفالهن، حيث تتخذ القوات العنف الجنسي وسيلة لإذلال المجتمعات المحلية والسيطرة عليها.

*الحقيقة توثق*:
*المندوب الدائم بجنيف يفضح تستر بريطانيا على تورط دولة الإمارات في رعاية ودعم المليشيا الإرهابية.*
قدم المندوب الدائم بجنيف، السفير حسن حامد حسن، تعقيباً ختامياً في ختام جلسة اعتماد القرار البريطاني الخاص بالتجديد الدوري لتفويض لجنة تقصي الحقائق، شكر من خلاله جميع الدول التي صوتت مع السودان ضد القرار البريطاني لأنها صوتت من أجل ميثاق الأمم المتحدة والمبادئ المستقرة فيه بشأن سيادة الدول واحترام قرارها، وأنها صوتت من أجل المبادئ المنصوص عليها في القرار الذي أنشأ مجلس حقوق الإنسان.

وتساءل السيد المندوب الدائم قائلاً: إن كان الغرض من اعتماد هذا القرار هو فعلاً صيانة حقوق الإنسان وتحقيق العدالة، فهل يعني ذلك أن آليات حقوق الإنسان الخاصة بالسودان، وعلى رأسها المكتب القطري للمفوضية السامية الموجودة على الأرض، والخبير المعين، أصبحت الآن عاجزةً وبلا جدوى؟

مضيفاً أنه إذا كانت الإجابة بلا، فإن تفويض آلية إضافية من ثلاثة أفراد وبموجب قرار يساوي بين المليشيا المتمردة والقوات المسلحة السودانية يؤكد أن الغرض منه ليس سوى الابتزاز السياسي وممارسة الضغوط على السودان، خاصةً بعد أن توالت انتصارات القوات المسلحة السودانية على هذه المليشيا الإرهابية.

واستطرد السيد المندوب الدائم متسائلاً: كيف لقرارٍ يتفادى مجرد الإشارة بالاسم إلى الدولة التي ترعى المليشيا المتمردة وتمدها بالسلاح والعتاد العسكري والمرتزقة؟ كيف لهذا القرار أن يسهم في وقف القتال أو حماية المدنيين أو صيانة حقوق الإنسان؟

وأضاف سيادته: ألم يقرأ مقدمو هذا القرار عشرات التقارير المعضدة بالأدلة الدامغة التي أثبتت تورط دولة الإمارات في دعم المليشيا الإرهابية؟ فلماذا سكت القرار عن ذلك؟ ثم أكد سيادته أن مقدمي القرار إنما هم يحمون هذه الدولة الراعية للمليشيا الإرهابية.

وإختتم السيد المندوب الدائم تعقيبه مؤكداً أن حكومة السودان ماضيةٌ في التزامها تجاه شعبها، وأن حقوق الإنسان بالنسبة للسودان أولوية وطنية مطلقة، وليست مجرد ولاية خارجية تُفرض عليه بموجب قرارات، كما أن القوات المسلحة السودانية التي حاول مقدمو القرار مساواتها بالمليشيا المتمردة، ماضيةٌ في تنفيذ واجبها بموجب الدستور، ومن خلفها الشعب السوداني بكل فئآته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.