تقارير : أضرار جسيمة خلفها استمرار قطع الاتصالات في السودان
يثير انقطاع خدمة الاتصالات والانترنت في غالب مدن السودان لأكثر من اسبوعين موجة قلق واسعة كما تشكو قطاعات نسوية من تعطل نشاطها ومبادراتها تجاه معاونة المتضررات من الحرب واللاتي يعيشن اوضاعا معقدة ويعتمدن في المقام الاول على المساعدات المالية التي يرسلها الأقارب من المهجر او تلك التي توفرها منظمات محلية وعالمية.
وتعيش مناطق واسعة في الخرطوم ودارفور والجزيرة وولايات اخرى عزلة كاملة جراء توقف شبكات الاتصال، حيث تتهم قوات الدعم السريع بالتسبب في وقف الخدمة باغلاق المقسمات الرئيسية لثلاث من شركات الاتصال العاملة في البلاد.
ونجحت شركة سوداني الاسبوع الماضي في تشغيل مقسم بديل من بورتسودان لتعود الشبكة للعمل في عدد من مدن شرق وشمال البلاد وبعض المدن في دارفور، لكن المشتركين يشكون من محدودية الخدمة سيما فيما يخص شبكة الانترنت.
واعتبرت مجموعات نسوية اقحام الاتصالات في الحرب جريمة يجب ان يحاسب المسؤولين عنها.
وبينما قالت شبكة نساء القرن الافريقي (صيحة) إن خدمة الاتصالات حق ولا ينبغي استخدامه كسلاح في ساحة الحرب اعتبرت مبادرة معا ضد الاغتصاب والعنف قطع الخدمة يمثل تهديدا متزايداً لحقوق النساء والفتيات.
واصدرت صيحة بيانين على التوالي حول توقف خدمة الاتصال بالسودان وقالت في تقرير الاربعاء 21 فبراير ان توقف الخدمات الخاصة بالاتصالات والانترنت يعد انتهاكا خطيرا لحقوق الانسان تأثرت به النساء بنسبة أكبر بسبب صعوبات وصول المساعدات المالية والسلع الاساسية وعدم المقدرة للتواصل مع الاهل والاطمئنان على حالتهم او وضعهم الصحي.
وشددت على أن وصول خدمات الاتصالات في اوقات الحرب مسالة حيوية لا غنى عنها تحديدا للمرضى والاشخاص ذوي الاعاقة والعجزة والاطفال والحوامل في التواصل مع القابلات ومقدمي الرعاية الصحية، كما يعيق ايضا التقارير المباشرة عن حالات الاغتصاب والاختفاء القسري للفتيات.
وقالت شبكة نساء القرن الافريقي إن حجب الاتصالات فاقم كارثة السودان محملة طرفي الحرب المسؤولية وان الدعم السريع عطل محولات شركة ام تي ان وسوداني وهدد بتدمير المزيد من البنية التحتية للاتصالات حال عودتها للخدمة متهمة القوات المسلحة ايضا بقطع الاتصالات في دارفور لفترة طويلة قادت الى ردة الفعل هذه وان الأمر بات استراتيجية للطرفين يستخدمانها كسلاح في الحرب.
وطالبت صيحة باعادة الاتصالات والتوقف عن تدمير البنية التحتية كما طالبت بمحاسبة الاطراف المسؤولة عن هذه الجريمة ومالاتها ودعت المجتمع الدولي لطرح بدائل للتواصل مع السودانيين المتأثرون بالحرب
وفي التقرير الاول لصيحة الاتنين 19 فبراير اكدت ان انقطاع الاتصالات هو شكل جديد من اشكال العنف الذي يواجه النساء حيث يتوقع ان يؤدي انقطاع الاتصالات الى زيادة وتيرة العنف من قبل طرفي النزاع لغياب التوثيق والرصد للتحركات العسكرية على الارض وتنامي جرائم العنف الجنسي واختطاف النساء.
وأشارت الى توقف عمل غرف الطوارئ في المحليات والتي تعمل على مساندة المنكوبين واغاثة الجوعى خاصة وان الالاف المواطنين في مناطق النزاعات معتمدون بشكل كامل على (التكايات) -اماكن توزع الغداء مجانا- والحقائب التموينية التي تعدها الغرف.
والاثنين الماضي 19 فبراير أعلنت غرفة طوارئ بحري توقف كافة المطابخ الجماعية بسبب انقطاع الاتصالات ما تسبب في شح وانعدام المواد التموينية محذرة من ان الالاف المواطنين مهددين واغلبهم من النساء والاطفال وكبار السن بالجوع المدقع حيث ادى لوفيات متعددة وسط المواطنين وفي اماكن متفرقة من العاصمة القومية
وابدت حملة معا ضد الاغتصاب والعنف الجنسي في بيان د قلقها البالغ ازاء استمرار انقطاع الاتصالات في بعض المناطق في السودان وقالت انه يشكل تهديدا متزايدا لانتهاك حقوق النساء والفتيات بما في ذلك من اغتصاب والعنف الجنسي ما يجعل الوضع أكثر تعقيدا.
واكدت ان ابعاد مناطق النزاع عن الانترنت يعرضهن لخطر فقدان الحماية والدعم ما يصعب معه تقديم المساعدة النفسية والقانونية، ودعت المجتمع الدولي لتحرك للمساهمة في استعادة الاتصالات قي السودان ومنع النساء من خطر الاسترقاق الجنسي
وفي استطلاع اجرته “سودان تربيون” حول تأثر المبادرات النسوية بوقف الاتصالات قالت رباب بلدو ناشطة تقيم بالقاهرة إن انقطاع الاتصالات أحدث بلبلة كبيرة بالنسبة لتقديم المساعدات والحوالات المالية للمحتاجين بينما لا توجد اي تدابير او بدائل لسد تلك الحاجة.
وقالت فاطمة مصطفي ناشطة ومدير منظمة زينب لتنمية المرأة “ما يحزنني ان قطع الاتصالات اوقف الوسيلة الوحيدة لإرسال المعونة للمتضررات من الحرب وأفادت انها غير قادرة على التواصل مع مكتبها في القضارف لتقصي الوضع هناك وحدثت ربكة حقيقية في العمل والنتيجة تعقيدات اضافية ومعاناة مركبة.
واردفت “نحن نعتمد على ايصال التمويل عبر تطبيق بنكك ويقوم الكادر في الولايات الذي يعمل على شراء سلع عينية وتوزيعها هناك في ام بدة و الكلاكلة”
واكدت ان عدم وصول المساعدات يعني موت الناس من الجوع والمرض خاصة الاطفال والنساء.
وجسدت حباب النيل ناشطة تقيم بالولايات المتحدة الأثر النفسي والاجتماعي لقطع الاتصالات على الموجودين في المهاجر ونضيف ” مشاهد كثيرة نسجتها مخيلتي قتلت ناس واحييت اخرين ورسم لي ذهني صور قاتمة عن اهلي في السودان”.
وتصف النيل في حديثها لسودان تربيون الوضع بانه الأسوأ منذ بدء الحرب وتقول “يزداد قلقي بشدة ..لأول مرة تغيب عني اخبار اسرتي”.
وتفيد ان ذويها كانوا في طريقهم الى بورتسودان عندما انقطعت الشبكة ولا تدري هل وصلوا ام لا، كما انها لا تتمكن من ارسال حوالة مالية وهم في حاجة ماسة لذلك وبينهم اصحاب احتياجات خاصة وفي حاجة ماسة للدواء.