الأمم المتحدة: تزايد تقارير العنف الجنسي الرامي لترويع المجتمعات وفرض السيطرة

0

|

يواجه 6.7 مليون شخص خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان.. صندوق الأمم المتحدة للسكان 18 يونيو 2024

بورتسودان 18 يونيو 2024 – كشف صندوق الأمم المتحدة للسكان، الثلاثاء، عن تزايد تقارير العنف الجنسي الذي يُستخدم كسلاح لترويع المجتمعات وفرض السيطرة مع استمرار النزاع في السودان والذي تحول إلى كارثة إنسانية.

ويعمل ناشطون ومتطوعون على توثيق جرائم العنف الجنسي المرتبطة بالصراع، ولكن طبيعة المجتمع السوداني المحافظة والتي تميل للتكتم على هذا النوع من الانتهاكات بسبب ارتباطه بمفاهيم الشرف والقيود القانونية تعيق الوصول إلى الضحايا.

وقال الصندوق في بيان تلقته “سودان تربيون”: “الصراع في السودان استمر لأكثر من عام وتحول إلى كارثة إنسانية، حيث تلوح المجاعة في الأفق في مناطق متعددة. وقد تزايدت التقارير عن العنف الجنسي المروع الذي يُستخدم كسلاح لترويع المجتمعات وفرض السيطرة”.

ونقل الصندوق، وهو وكالة تابعة للأمم المتحدة، قصة عائشة، 17 عامًا، التي فقدت والديها في عام 2023، بعد استيلاء مليشيا مسلحة على الحي الذي تعيش فيه في الخرطوم وحولته إلى معقل وقيدت كل الحركة.

وقالت عائشة إنها كانت تخرج من منزلها فقط للحصول على الإمدادات الأساسية والطعام. في البداية، رأوها الجنود دون أن يضايقوها أو يؤذوها، ولكن في أحد الأيام جاء جنديان إلى منزلها وسألاها إذا كان هناك أي شخص آخر في المنزل وأخبرتهم أنها وحيدة، ثم غادروا.

وأضافت: “عادوا لاحقًا، وهذه المرة لم يطرقوا الباب، وجهوا مسدسًا نحوي وقالوا لي ألا أصرخ، ثم بدأوا في خلع ملابسي. أمسك أحد الجنود البندقية بينما اغتصبني الآخر، وبعد ذلك تناوبوا”.

وتابعت: “في اليوم التالي، عادوا مع جنديين آخرين وكرروا الاعتداء، ولم يغادروا المنزل لمدة أربعة أيام. وعندما غادروا أخيرًا، هربت إلى منزل أحد الأصدقاء الذين كانوا يستعدون للمغادرة ولم أخبرهم بما حدث لي، وسافرنا معًا إلى ولاية كسلا”.

وأفادت عائشة بأنها اكتشفت حملها في ولاية كسلا بشرق السودان، حيث قررت الأسرة التي نزحت معها من الخرطوم الرحيل عن كسلا ورفضت اصطحابها بعدما علموا بحملها، كما رفض مركز الإيواء استقبالها.

وتابعت: “كانت تلك الأيام صعبة للغاية، حتى أنني حاولت الانتحار. قبل أن تخبرني إحدى الأسر عن وجود مكان آمن للنساء والفتيات في كسلا، وعندما وصلته رأيت طبيبًا وطبيبًا نفسيًا أرسلوني إلى المستشفى بعد أن أعطوني بعض المال ووفروا لي مأوى مؤقتًا”.

وأشار الصندوق إلى أن المكان الآمن في كسلا يُعد واحدًا من 64 مكانًا يدعمه في السودان، حيث تتوفر فيهم الرعاية الطبية والمأوى والمشورة لضحايا العنف القائم على النوع الاجتماعي.

وشدد على أن عائشة التي وجدت المساعدة والشفاء في المكان الآمن بحاجة إلى دعم طويل الأمد مع اقتراب موعد ولادتها، حيث ستكون لوحدها مع الطفل دون مال ولا مكان تذهب إليه.

ونقل صندوق السكان قصة مأساوية أخرى لامرأة من دارفور، حيث تعرضت وابنتها البالغة من العمر 14 عامًا لكمين نصبه رجال مسلحون أثناء خروجهما لجمع الحطب.

وقالت المرأة إنها حاولت حماية ابنتها لكن الجنود هاجموها حتى انهارت، ثم اغتصبوا ابنتها قبل أن يلوذوا بالفرار. اكتشف بعض القرويين الأمر وهرعوا بهما إلى أقرب مركز صحي، وعندما استيقظت أدركت أنها فقدت القدرة على استخدام ساقيها، حيث قال الأطباء إن جهازها العصبي تعرض لأضرار لا رجعة فيها: أنا مشلولة.

وأفاد الصندوق بأنه نقل المرأة وابنتها إلى مكان آمن وقدم الرعاية الصحية السريرية والنفسية بعد الاغتصاب، كما خضعت ابنتها لعملية جراحية لإصلاح الناسور الناتج عن تمزق داخلي أصيبت به أثناء الاعتداء.

ويواجه 6.7 مليون شخص خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان، مع تعرض النساء والفتيات النازحات واللاجئات والمهاجرات لخطر أكبر، بعدما تسبب النزاع في فرار 12 مليون شخص من منازلهم، منهم مليوني فرد عبروا الحدود.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.