عين الحقيقة : حلفاء مليشيا الدعم السريع المتمردة : دول ومنظمات اقليمية ودولية لديها مشاريع ذات اجندة وحاضنة سياسية لها شغف السلطة
عين الحقيقة
علمت (اليوم التالي) من مصادر موثوقة عن اعتزام انعقاد اجتماع في الأسبوع الاول من شهر سبتمبر ، في العاصمة الكينية نيروبي لمناقشة تشكيل جبهة مدنية موحدة، تتجاوز قوى الحرية والتغيير وذلك من أجل تغيير صورتها الجماهيرية التي اتسمت بالصلة مع قوات الدعم السريع في الفترة السابقة.
ويشرف على عقد هذا الاجتماع بدعم وتمويل إماراتي، ليطرح كمبادرة من د.عبدالله حمدوك، وكان حمدوك قد شكل لجنة تنسيق رباعية لمبادرته مكونة من ثلاثة اعضاء من قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي وهم (خالد عمر يوسف (سلك)، وزير شئون مجلس الوزراء في حكومة حمدوك الاخيرة، و دكتور عمر النجيب وزير الصحة في حكومة حمدوك الأخيرة، و طه عثمان اسحق، الذي تم فرضه بواسطة ياسر عرمان، الذي يشاركه طه في المواقف السلبية الحادة ضد حمدوك.
ووفق المصادر أن التجمع الاتحادي قد أيد الخطوة بغرض ضمان مقعد طه في الجبهة الجديدة بعد إصرار بعض التنظيمات في قوى الحرية والتغيير على التعامل مع النقابات المنتخبة وليس مع تجمع المهنيين الذي أصبح بحسب رأيهم مجرد واجهة لحزبي المؤتمر السوداني والتجمع الاتحادي)، وتم اضافة السفير نور الدين ساتي للجنة التنسيق للاستفادة من العمل الذي قامت به مبادرته في أوساط سودانيي المهجر.
وأكدت المصادر بأن عبدالله حمدوك كان قد نجح في إيقاف اجتماع الحوار السوداني الذي كان يعزم عقده الاتحاد الافريقي، وذلك بناءً على طلب قوى الحرية والتغيير – المجلس المركزي التي كانت قد طالبت الاتحاد الافريقي بتخصيص ٥٠٪ من الدعوات لها وتخصيص ٢٥٪ أخرى لقوى المجتمع المدني التي يرشحها المجلس المركزي.
وقام ممثلو المجلس المركزي بتهديد الاتحاد الأفريقي بانه سيقاطعون الاجتماع في حالة عدم تنفيذ هذه الشروط ويروجون انه اجتماع يضم المؤتمر الوطني والفلول وهو ما اورده ياسر عرمان بالفعل في مقال سابق له.
ولكن بعد تسرب قائمة المدعوين والتي لم تضم اسماء من المؤتمر الوطني، قام حمدوك، بالاتصال بمساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الافريقية، مولي فيي وطلب منها الضغط على الاتحاد الافريقي لإيقاف الاجتماع أو تأجيله،وقامت فيي بدورها بالاتصال برئيس مفوضية الاتحاد الافريقي والتلميح له بان عقد اجتماع الاتحاد الافريقي غير مقبول وانه قد يهدد تعامل الخارجية الأمريكية مع الاتحاد الافريقي في كلفات اخرى مهمة دون الإشارة اليها وتحديدها، وطلبت منه ان يترك الامر لاجتماع مبادرة “حمدوك ساتي” الذي تم ترتيبه على عجل في نيروبي بتمويل إماراتي ومتابعة مباشرة من مستشارة الأمن القومي الكينية مونيكا جمعة.
وأكدت المصادر بأن اجتماع مطلع سبتمبر يثير خلافات واسعة داخل أروقة المجلس المركزي، حيث يرفض ياسر عرمان بشكل قاطع اتجاه اجتماع نيروبي لتجاوز الحرية والتغيير او العمل مع مبادرة حمدوك، وهو الأمر الذي اثار خلافات عميقة بينه وبين سلك في الفترة الماضية، خصوصا ان استقرار خالد سلك في الإمارات برفقة أسرته، جعله اكثر قربا وتفاهما مع حمدوك وهو الأمر الذي أثار حفيظة عرمان الذي يحمل تحفظات سلبية عميقة ضد حمدوك. ادى ذلك الخلاف الي استقالة عرمان من رئاسة لجنة الاتصال السياسي لقوى الحرية والتغيير وتغيبه عن حضور اجتماع اديس ابابا الاخير الذي تم عقده في ١٥ أغسطس الماضي.
من جهة أخرى يعترض حزب الأمة على الطريقة غير المؤسسية التي يدار بها الامر، وعلى انخراط خالد وعمر النجيب وطه في لجنة التنسيق بدون نقاش ذلك او اي تفويض من المجلس المركزي او المكتب التنفيذي، وكما اعتبرت مصادر مطلعة داخل حزب الأمة ان ما يمارسه صديق الصادق الذي استقر حاليا في اديس والواثق البرير بدون العودة لمؤسسات الحزب سواء في مؤسسة الرئاسة او الأمانة العامة أو المكتب السياسي هي توجهات فردية تخصهم وان حزب الامة على وشك اتخاذ إجراءات تنظيمية بحقهم تتعلق باختطاف اسم وتمثيل الحزب في الحرية والتغيير.
وكما أكدت مصادر من داخل المجلس المركزي على اتصالات مكثفة يجريها يوسف عزت مع الحكومة الكينية ومع الاطراف المقربة منه في تنسيقية مبادرة حمدوك لضمان تقديم الدعوة لنصر الدين عبدالباري ومحمد حسن التعايشي وضمان وجودهم في الجبهة المدنية الجديدة التي يزمع تكوينها وهو امر يعترض عليه البعض تخوفا من عواقب ظهور انحيازهم لقوات الدعم السريع بشكل كبير في الفترة السابقة وبمبررات عدم وجود منظمات او جهات يمثلونها.
وقد ألمح “عزت” إلى ان وجود عبدالباري ضروري في هذه الجبهة لضمان رضاء الولايات المتحدة الامريكية عن هذه الجبهة وان عدم دعوته قد يتم تفسيره بانه محاولة لاستبعاد النفوذ الامريكي او التقليل منه في جانب المدنيين.
واقترح عزت ايضا الدفع بعناصر قريبة من الدعم السريع ولكنها غير ظاهرة لحضور الاجتماع قائلا في اتصال مشترك مع سلك وطه بان ذلك سيضمن الدعم المالي الإماراتي لانشطة الجبهة الجديدة.
وفي جدة، تتواصل الجهود الامريكية السعودية المشتركة لعقد مؤتمر يضم بالاضافة الي ممثلي الجيش والدعم السريع ممثلين مدنيين لقوى الحرية والتغيير بغرض الاتفاق على توحيد منبر جدة وإقصاء بقية المبادرات وعدم التعامل معها.
والجدير بالذكر أن الحاضنة السياسية لمليشيا الدعم السريع المتمردة عقدت اجتماعات باديس ابابا في14-15اغسطس بمشاركة ممثلين من مليشيا الدعم السريع المتمردة وزعمت أنها تسعي لانهاء الحرب وتشكيل جبهة مدنية عريضة من القوي الرافضة لاستمرار الحرب وتصميم عملية سياسية ذات مصداقية عبر حوار سوداني تحت مظلة الاتحاد الافريقي قبيل فشلها.