منظمة سينتري” التحقيقية: تكشف شبكة شركات وأفراد في الإمارات تموّل قوات الدعم السريع في السودان

–
الضغط الدولي يتصاعد، والفرصة سانحة لوقف هذا التمويل عبر الكونغرس والبرلمانات الأوروبية:

أنشأ فريق من رجال الأعمال المرتبطين بميليشيا قوات الدعم السريع السودانية شبكة من الشركات في الإمارات العربية المتحدة بما في ذلك محلات المجوهرات وشركة تصميم داخلي وشركة استشارات إدارية.

وفي حين تم بالفعل تحديد هوية سبع شركات وفرض عقوبات عليها علناً، فقد حددت منظمة “ذا سينتري” خمسة أفراد رئيسيين وراء الهياكل المؤسسية، فضلاً عن الكيانات التي لم يتم الإبلاغ عنها حتى الآن والتي أنشأوها، والتي تستحق المزيد من التدقيق والتحقيق.

أحد هؤلاء الأفراد، مازن فضل الله، اشترى سابقًا مئات سيارات تويوتا لقوات الدعم السريع لتحويلها إلى شاحنات صغيرة مزودة برشاشات ثقيلة. يُقدم تورط فضل الله وآخرين في أربع شركات ذهب مقرها دبي لمحة عن سلسلة توريد ذهب الصراع: يُهرَّب من غرب السودان، ويُستورد إلى الإمارات، ثم يُباع في الأسواق العالمية.

في السنوات التي سبقت اندلاع الحرب في السودان عام ٢٠٢٣، نوّعت قوات الدعم السريع وقادتها مصالحهم التجارية لتشمل مجموعة واسعة من القطاعات الاقتصادية. ومع تطور الحرب، ازداد اعتماد الميليشيا على نموذج أعمال أضيق نطاقًا، حيث يلعب تعدين الذهب دورًا حيويًا. وفي إطار هذا النموذج، تحتاج قوات الدعم السريع إلى شركات وبنوك لتحويل الذهب المُهرَّب إلى عملة صعبة. وسيُمكّن الكشف عن هويات المسؤولين عن هذه الشركات البنوك ومصافي الذهب والحكومات من التحقيق في المعاملات المستقبلية التي يتورط فيها فضل الله وآخرون، وإيقافها إن ثبتت جدواها.

التوصيات

الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة

ينبغي على سلطات العقوبات التحقيق مع مازن قمر الدين محمد فضل الله وشركاته، بما في ذلك شركة عون للوساطة التجارية، وإدراجها، عند الاقتضاء، ضمن العقوبات المفروضة على السودان أو برامج أخرى مناسبة. ليس من الواضح ما إذا كان فضل الله يقدم حاليًا دعمًا لقوات الدعم السريع، ولكن هناك أسباب وجيهة للاشتباه في أنه دعم عمليات قوات الدعم السريع في الآونة الأخيرة. أولًا، في عام ٢٠١٩، ساعد في شراء مئات من سيارات تويوتا التي تستخدمها الميليشيات بشكل شائع – وهي عملية شراء نُفذت من خلال شركة تراديف للتجارة العامة، والتي كُشف عنها في وسائل الإعلام في العام نفسه على أنها واجهة لقوات الدعم السريع. كان فضل الله أيضًا مساهمًا في ثلاث شركات عوقبت لاحقًا لصلاتها بقوات الدعم السريع: تراديف، وGSK Advanced Business، وAl Jil Alqadem General Trading. وأخيرًا، امتلك فضل الله حصة كبيرة في شركة عون، التي باعت قطع غيار سيارات لشركة GSK Advanced Business قبيل اندلاع الحرب في عام ٢٠٢٣.

ينبغي على سلطات العقوبات التحقيق في الشركات المرخصة تجاريًا والتي يُدرج فيها أحمد هاشم حمد البشير، أو ناصر هلال عبد الله هلال الحمادي، أو عيسى محمد راشد سيف المري، كمديرين أو مساهمين، وذلك للتحقق مما إذا كانت قوات الدعم السريع تمارس أي سيطرة على هذه الكيانات، أو ما إذا كانت مملوكة أو خاضعة لسيطرة أشخاص خاضعين للعقوبات. ونظرًا للروابط السابقة لهاشم والحمادي والمري بشركات داعمة لقوات الدعم السريع، فهناك ما يبرر التحقيق في الشركات التي يديرونها. ينفي هاشم أي علاقة حالية بقوات الدعم السريع. ومع ذلك، فقد ارتبط سابقًا بشركة GSK Advanced Business، وهو مساهم حالي في شركة Aoun Commercial Brokers. في حين أن المري مرشحٌ دائمٌ لعضوية مجلس الإدارة ومساهمٌ في مجموعةٍ من العملاء، فإن مكانته كمالكٍ لشركاتٍ مثل تراديف والزمرد والياقوت للذهب والمجوهرات، واللتين خضعتا لعقوباتٍ لاحقةٍ لصلاتهما بقوات الدعم السريع، ودوره كشريكٍ في ملكية العديد من الشركات مع فضل الله، يعني أن وجوده في مجلس إدارة أيٍّ من هذه الشركات يُمثل عاملَ خطرٍ قد يُشير إلى صلاتٍ بقوات الدعم السريع. امتلك الحمادي شركة كابيتال تاب القابضة والشركات التابعة لها لعدة سنواتٍ حتى يناير/كانون الثاني 2024. وخلال تلك الفترة، كانت لشركاته علاقاتٌ تجاريةٌ وثيقةٌ مع شركاتٍ مرتبطةٍ بقوات الدعم السريع مثل الجنيد وGSK Advanced Business.

ينبغي لسلطات العقوبات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والمملكة المتحدة مراجعة تسمياتها الحالية المتعلقة بأفراد وكيانات منظمة مراسلون بلا حدود والنظر فيما إذا كانت هناك أي ثغرات في العقوبات بين السلطات القضائية والتي ينبغي معالجتها لضمان أقصى قدر من التأثير.

البنوك ونظرائها التجاريين في سلسلة توريد الذهب

وينبغي للبنوك أن تطبق إجراءات العناية الواجبة المشددة عند التعامل مع المعاملات الخاصة بالشركات التي أنشأها فضل الله أو هاشم أو الحمادي أو المري للحماية من احتمال تورط قوات الدعم السريع في هذه الشركات من خلال مديرين بالوكالة.

ينبغي للبنوك والشركات في سلسلة توريد الذهب أن تتخذ إجراءات العناية الواجبة المعززة عند التعامل مع المعاملات التي تشمل فضل الله وهاشم والحمادي والمري للتأكد مما إذا كانوا يقدمون دعما ماديا لقوات الدعم السريع أو أي شخص خاضع للعقوبات وما إذا كانت قوات الدعم السريع أو أي شخص خاضع للعقوبات لا يزال يمارس أي سيطرة على الكيانات المرتبطة بهم.