سقوط الفاشر تواطؤ دولي ووصمة عار في سجل المجتمع الدولي
بسم الله الرحمن الرحيم
*الحقيقة*
المجلة الإلكترونية الدورية الأولى المتخصصة في توثيق جرائم مليشيا الدعم السريع في السودان لتكون مرجعية للمنظمات والآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الإنسان في العالم-العدد31-ديسمبر2025م
*تمهيد*
رحّبت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في السودان، بتصريحات وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو حول الوضع في السودان.
وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي السفير محي الدين سالم في تصريح لوكالة السودان للأنباء إن تسمية الأشياء بسمياتها وتوجيه الإتهام المباشر للمليشيا الإرهابية والمرتزقة الذين إستعانت بهم بإرتكاب المجازر في حق المدنيين الأبرياء وإمكانية تصنيفها كمنظمة إرهابية يمهّد الطريق لتصحيح وجهة نظر المجتمع الدولي تجاه ما يجري في السودان، ويباعد بين مساواة جيش نظامي قومي مع مليشيا قبلية خارجة عن القانون.
وأضاف أن تصريحات السيد وزير الخارجية الأمريكي وإعترافه بوحشية ممارسات الميليشيا الإرهابية وضرورة التعامل معها ووقف تزويدها بالسلاح، يرسل رسالة قوية لبقية الدول التي تتابع ملف السلام في السودان وتلك التي تساعد الميليشيا إما بتزويدها بالسلاح أو السماح لها باستخدام أراضيها وحدودها لإدخال السلاح والمرتزقة.
وقال الوزير أن الوقت قد تأخر لوقف نزيف دماء الشعب السوداني أن تأخر إستجابة المجتمع الدولي لنداءات الحكومة السودانية المتكررة بضرورة إلزام الميليشيا بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي مثل القرار 2736/2024، للسماح بإدخال الإغاثة إلى مدينة الفاشر، أدى إلى ما نراه من كارثة إنسانية في الفاشر. ونبه المجتمع الدولي إلى أن الميليشيا تمارس ذات النهج وتحاصر مدن الدلنج وكادقلي وبابنوسة الأمر الذي يجب أن يتداركه المجتمع الدولي حتى لا تتكرر مأساة مدينة الفاشر..
وكان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ،قد إتهم مليشيا الدعم السريع بأنها «المشكلة الجوهرية» في الصراع الدائر في السودان، مشيراً إلى أنها توافق على الأمور لكنها لا تلتزم بها أبداً ولا تستطيع تنفيذها، مما أدى إلى كارثة حقيقية على الأرض.
جاءت تصريحات روبيو خلال إحاطة صحفية أدلى بها أثناء مغادرته إجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، حيث طالب بتحرك دولي عاجل لوقف تدفق الأسلحة والدعم إلى الميليشيا، التي تواصل الانتهاكات الممنهجة.
وقال روبيو: “بعض الدول تمد أطراف الصراع في السودان بالسلاح، ويجب أن يتوقف ذلك فوراً”. وأكد أن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً على الدول الداعمة للدعم السريع لوقف تسليحها، محذراً من أن استمرار ذلك يفاقم إراقة الدماء.
وأشار الوزير الأمريكي إلى أن مليشيا الدعم السريع متورطة في ارتكاب فظائع بحق المدنيين، بما في ذلك اغتصاب النساء، واصفاً هذه الانتهاكات بأنها ممنهجة؛ وليست أعمالاً فردية من عناصر غير منضبطة. وأضاف: “إذا كان تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية سيساعد على حل ذلك “فليكن” .
ودعا المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة لإنهاء الدعم الخارجي لمليشيا الدعم السريع، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان.
وفي كلمته خلال كلمته أمام جلسة مجلس حقوق الإنسان في 14نوفمبر2025 قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الفظائع التي تتكشف في الفاشر “كانت متوقعة وكان من الممكن الحيلولة دون وقوعها – لكنها لم تُمنع”، مضيفا أنها تُشكل “أخطر الجرائم”.
وقال المفوض السامي إن مكتبه أصدر تحذيرات متكررة بشأن الوضع في عاصمة شمال دارفور خلال العام الماضي، “لذا لا ينبغي لأحد منا أن يفاجأ بالتقارير التي تفيد بأنه منذ سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر، كانت هناك عمليات قتل جماعي للمدنيين؛ وعمليات إعدام مستهدفة قبليا؛ وعنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي؛ وعمليات اختطاف مقابل فدية؛ واعتقالات تعسفية واسعة النطاق؛ وهجمات على المرافق الصحية والطاقم الطبي والعاملين في المجال الإنساني؛ وغيرها من الفظائع المروعة”.
فيما أدانت الأمم المتحدة والآليات الدولية وعدد من الدول الفظائع التي أُرتكبت بحق المدنيين في الفاشر شمال دارفور وبارا شمال كردفان.
الحقيقة في عددها الــ31 تسلّط الضوء على مأساة الفاشر في شمال دارفور والفظائع في بارا في،شمال كردفان في تغطية خاصة مدّعمة بالأرقام والإحصائيات والتقارير والتحقيقات الدولية والمحلية وشهادات الضحايا والشهود.
*الحقيقة توثق*
*مئات القتلى وتصفيات داخل المستشفيات وإغتصابات…. إنتهاكات مليشيا الدعم السريع تجبر الآلاف على الفرار من بارا في شمال كردفان*
في 31 أكتوبر 2025 – قالت شبكة أطباء السودان، إن “4500” شخص نزحوا من مدينة بارا بشمال كردفان جراء تدهور الأمن وإستمرار إنتهاكات مليشيا الدعم السريع ضد المدنيين.
وأكدت شبكة أطباء السودان أن مليشيا الدعم السريع تسببت في نزوح أكثر من “4500” مواطن من بارا، وصل منهم نحو “1900” شخص إلى مدينة الأبيض، بينما لا يزال الباقون في طريقهم وسط ظروف قاسية ونقص حاد في الغذاء والمياه والمأوى.
فيما أشارت التقارير الميدانية لفرق شبكة أطباء السودان إلى أن غالبية الأسر النازحة وصلت وهي في حالة إنهاك شديد، وسُجّلت إصابات متعددة بحالات الإسهالات وسوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
وأفادت بيانات الشبكة أن المرافق الصحية في مدينة الأبيض تواجه ضغطا متزايدا يفوق طاقتها التشغيلية بسبب النقص الكبير في الأدوية والمستلزمات الطبية والكوادر العاملة.
وأدانت عمليات التهجير القسري ضد المدنيين العزل من قبل مليشيا الدعم السريع في مدينة بارا وأعرب عن قلق شبكة أطباء السودان البالغ إزاء تفاقم الوضع الإنساني.
ودعت الشبكة المنظمات الإنسانية والسلطات المحلية إلى التدخل العاجل لتوفير الاحتياجات الأساسية للنازحين.
*ميليشيا الدعم السريع ترتكب مجازر وحشية في مدينة بارا.. مئات القتلى وتقارير عن تعذيب ممنهج ونهب مسلح*
أفادت مصادر محلية بإرتكاب ميليشيا الدعم السريع المتمردة، مجازر مروعة ضد المدنيين في مدينة بارا، حيث قُتل مئات الأشخاص في هجمات عنيفة شملت عمليات تعذيب ممنهجة، ونهب مسلح واسع النطاق، وإخفاء قسري لعشرات الضحايا.
حيث إقتحمت مليشيا الدعم السريع المدينة في 27-أكتوبر2025- وإجتاحت الأحياء السكنية في المدينة مستهدفة المدنيين العزل دون تمييز بين الأعمار أو الجنسين. وأكدت المصادر أن عدد القتلى تجاوز الـ300 شخص خلال يوم واحد فقط، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، فيما لا يزال العديد من الجثث ملقاة في الشوارع بسبب منع الوصول الإنساني.
وشملت الإنتهاكات عمليات تعذيب ممنهجة، حيث روى ناجون كيف تم احتجاز عشرات الأشخاص في مراكز مُؤقّتة وتعريضهم للضرب والحرق والصعق بالكهرباء، بهدف إستخراج معلومات أو بث الرعب.
كما نفذت المليشيا عمليات نهب مسلح للمنازل والأسواق، مما أدى إلى تدمير ممتلكات عامة وخاصة.
وسرقة الماشية والمحاصيل الزراعية التي تعتمد عليها المنطقة في معيشتها.
وفي سياق متصل، أبلغت عائلات عن إخفاء قسري لأكثر من” 50″ شخصاً، دون أي أثر أو تواصل.
وفي 1- نوفمبر2025-،كشفت شبكة أطباء السودان إن مليشيا الدعم السريع إرتكبت مجزرة بالمستشفى الطبي بمدينة بارا بولاية شمال كردفان ونفذت تصفيات على جميع الأطباء بقسم النساء،والتوليد والنساء الحوامل والأطفال والموجودين داخل المستشفي.
فيما إستهدفت مليشيا الدعم السريع ومليشيا الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو “معسكر كلبا” للنازحين بكادقلي بولاية جنوب كردفان عبر طائرة مسيرة إستشهد على إثره “7” مدنيين بينهم “6” من أسرة واحدة وأصيب سبعة آخرون.
*أسماء الشهداء :*
1. الشهيد آدم عبد الرحيم محمد
2. الشهيدة فاطمة محمد أحمد
3. الشهيدة رحاب آدم عبد الرحيم
4. الشهيد محمد آدم عبد الرحيم
5. الشهيد سارة آدم عبد الرحيم
6. الشهيدة أمينة آدم عبد الرحيم
7. الشهيد أحمد عبد الله محمد (من منسوبي القوات المسلحة حيث إستُشهد أثناء محاولة إنقاذ الأسرة).
*أسماء الجرحى*:
1. الطفل عبد الرحيم أحمد عبد الله.
2. عوض الكريم الحسن محمد.
3. التاية محمد عبد الله.
4. نصر الدين عبد الرحمن آدم.
5. فائزة عبد الله رحمة.
6. مناهل عبد الله آدم.
7. مريم رحمة عبد الكريم.
وأدان والي ولاية جنوب كردفان محمد إبراهيم عبد الكريم الهجوم بشدة، مؤكداً أن ما جرى يُضاف إلى السجل الأسود لتحالف الحركة الشعبية وميليشيا الدعم السريع وقال الوالي في إفادته لصحيفة الكرامة إن استهداف معسكرات النازحين يُعدّ جريمة فظيعة وانتهاكاً صارخاً لكل الأعراف والقوانين الإنسانية، مبيناً أن المسيّرة نفَّذت هجومين متتاليين على المعسكر الذي يقع داخل مقر منظمة الهجرة الدولية (IOM)، وجميعهم أطفال ونساء .
وفي 6 نوفمبر 2025 – كشفت أخصائية الباطنية والأوبئة وعضو فرعية أم درمان في اللجنة التمهيدية، أديبة إبراهيم السيد، لـ”سودان تربيون”، إن “11 امرأة تعرضن للاغتصاب على يد عناصر مليشيا الدعم السريع في بارا”.
وأشارت إلى أن النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب جرى نقلهن إلى مستشفى الأبيض لتلقي العلاج.
و أعلنت وزارة الصحة السودانية عن مقتل “12” كادرًا طبيًا في بارا برصاص مليشيا الدعم السريع، فيما ذكرت مجموعة “محامو الطوارئ” أن انتهاكات القوات في المنطقة تضمنت عمليات تصفية جماعية وحملات اعتقال ونهب وتخريب.
*الحقيقة توثق*
*الفاشر تفاصيل أكبر مأساة إنسانية في العالم …..عدد القتلى تجاوز الــ2000 قتيلاً……وتقارير دولية تؤكد وقوع إبادة جماعية على أُسس عرقية وإعدامات ميدانية وحرق للجثث….. وإغتصابات وفرار الآلاف*
في 27 أكتوبر 2025 وجد مختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل (HRL) أدلة من صور الأقمار الصناعية والمصادر المفتوحة تتسق مع عمليات قتل جماعي نفذتها مليشيا الدعم السريع بعد سيطرتها على مدينة الفاشر في شمال دارفور.
و وفقًا لتحليل مختبر ييل، لوحظت مركبات المليشيا في تشكيلات قتالية تقوم بعمليات تطهير متعاقب للمنازل في حي درجة أولى، وهو حي لجأ إليه المدنيون .
فيما كشفت صور الأقمار الصناعية عن جثث وعلامات تلون بالأرض على مقربة من مركبات المليشيا وضمن” 250 ” مترًا من مسجد الصافية، الذي إستهدفته طائرة مسيرة تابعة للجنجويد في سبتمبر الماضي وأسفرت عن مقتل نحو ” 78″ شخصًا.
وأظهرت الصور أيضًا جثثًا بالقرب من الساتر الترابي المحيط بالفاشر، وهو ما يتوافق مع تقارير عن إعدامات وقتل مدنيين يحاولون الفرار من المدينة. تتسق هذه النتائج مع عدة تقارير موثوقة عن عمليات قتل جماعي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة.
كما أشارت صور الأقمار الصناعية إلى مجموعات كبيرة من الناس يغادرون المدينة، متجهين جنوبًا نحو مخيم زمزم للنازحين الذي تسيطر عليه المليشيا وغربًا نحو طويلة ، وهو ما يؤكد تقارير عن فرار المدنيين من الفاشر في الساعات الأخيرة.
وتظهر أجسام تتوافق مع البشر على طول الطريق المؤدي إلى زمزم، الذي كان سابقًا أحد أكبر المخيمات للنازحين داخليًا في السودان وأصبح الآن قاعدة عمليات للمليشيا، كما يحدد مختبر ييل مجموعات من الناس تتحرك غربًا نحو الساتر المحيط بالمدينة.
*شبكة أطباء السودان: مليشيا الدعم السريع قامت بجمع الجثث وإحراقها*
قالت شبكة أطباء السودان، إنّ مليشيا الدعم السريع، قامت بجمع مئات الجثث من شوارع وأحياء المدينة، ثم دفنت بعضها في مقابر جماعية وأحرقت أخرى بالكامل في محاولةٍ يائسة لإخفاء آثار جرائمها ضد المدنيين، في جريمةٍ جديدة تُضاف إلى سجل الدعم السريع، وواحدة من أبشع الممارسات اللا إنسانية.
واعتبرت الشبكة ما جرى في الفاشر ـ ليس حادثة معزولة، بل فصل جديد من جريمة إبادة جماعية مكتملة الأركان، تمارسها مليشيا الدعم السريع، ضاربةً عرض الحائط بكل الأعراف الدولية والدينية التي تُحرِّم التمثيل بالجثث وتمنح الموتى حق الدفن الكريم.
وأدنت شبكة أطباء السودان بأشد العبارات، هذه الجرائم المُروِّعة، وحمّلت قيادة المليشيا المسؤولية الكاملة عن هذه المجازر، واكدت أن هذه الجرائم لن تُمحى بالتستر أو الحرق، داعيةً المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري والعاجل لفتح تحقيق دولي مستقل في ما يجري بالفاشر، لقد تجاوزت الأوضاع في الفاشر حدود الكارثة الإنسانية إلى جريمة إبادة مُمنهجة، تستهدف الإنسان في حياته وكرامته، في ظل صمت دولي مُخزٍ يرقى إلى التواطؤ.
*وزيرة الرعاية الإجتماعية : المليشيا قتلت “300” إمرأة خلال 48ساعة فقط*
فيما قالت وزيرة الدولة للرعاية الإجتماعية بالسودان سليمى إسحاق، أن مليشيا “ الدعم السريع” قتلت 300 إمرأة خلال أول يومين من دخولها مدينة الفاشر مركز ولاية شمال دارفور غربي البلاد، مبينة أن النساء “تعرضن لاعتداءات جنسية وعنف وتعذيب”.
وفي 26 أكتوبر الماضي، إقتحمت “المليشيا” على مدينة الفاشر، وإرتكبت مجازر بحق مدنيين بحسب مؤسسات محلية ودولية، وسط تحذيرات من تكريس تقسيم جغرافي للبلاد.
وأشارت إسحاق إلى أن “كل من يخرج من الفاشر إلى طويلة (بشمال دارفور) يتعرض للخطر” لأن طريق بينهما “أصبح طريقا للموت”.
وتابعت: “هناك أسر ما زالت في الفاشر معرضون للسحل والتعذيب والتنكيل والإذلال والعنف الجنسي”.
وشددت على أن “ما حدث في الفاشر تطهير عرقي ممنهج وجريمة كبيرة يتواطأ فيها الجميع بالصمت”.
وفي وقت سابق ، قدّم السودان إحاطة للمفوضية السامية الأممية لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية في جنيف، عن “الفظائع والانتهاكات المروعة” التي ارتكبتها “الدعم السريع” في الفاشر.
*تعرض (150) امرأة للاغتصاب* *والتحرش خلال نزوحهن من الفاشر*
في 7 نوفمبر 2025- قال المتحدث الرسمي باسم المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، إن أكثر من 150 امرأة تعرضن للاغتصاب والتحرش الجنسي خلال رحلة الفرار من الفاشر إلى منطقة طويلة، – 60 كيلومتر غربي الفاشر.
وتلاحق مليشيا الدعم السريع الفارين من الفاشر في الطرق، حيث جمعت بعضهم في منطقة قرني التي لا يزال آلاف ممن تقطعت بهم السبل عالقين فيها، بما في ذلك الأطفال الذين انفصلوا عن أسرهم.
وأكد شهود عيان لسودان تربيون أن عدد المصابين بالطلقات النارية بلغ أكثر من “1300” شخص، بينما يعاني أكثر من” 1210″ أطفال من سوء التغذية، و700 من كبار السن من أوضاع صحية حرجة.
والمنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين هي كيان مدني يعنى برصد الانتهاكات التي يتعرض لها النازحين واللاجئين.
وأكد المتحدث بإسم المنسقية أن عدد الناجين من الفاشر الذين وصلوا إلى منطقة طويلة يزيد عن 15 ألف شخص بعضهم يعاني من أوضاع صحية سيئة جراء الإصابات والعنف.
وطالب المنظمات الدولية والإنسانية بتوفير الأدوية المنقذة للحياة والطعام ومصادر مياه آمنة ومواد الإيواء ودورات مياه، بالإضافة إلى الدعم النفسي والمساحات الآمنة للأطفال الذين تعرضوا لصدمات نفسية جراء المشاهد الفظيعة التي مروا بها خلال الطريق.
ولفت إلى أن منطقة طويلة، التي استقبلت مئات النازحين خلال الشهور الماضية، تستضيف حاليا أكثر من مليون نازح، مما يتطلب دعما إضافيا لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
*وزارة الصحة الاتحادية تعرب عن بالغ الحزن والاستنكار إزاء مجزرة مستشفى الولادة السعودي بمدينة الفاشر*
فيما أعربت وزارة الصحة الإتحادية عن بالغ حزنها إزاء الجريمة البشعة التي أُرتكبت بالمستشفى السعودي بالفاشر والتي راح ضحيتها أكثر من “460 “مريضًا ومرافقًا من المدنيين الأبرياء.
وقال وزير الصحة الاتحادي، البروفيسور هيثم محمد إبراهيم إن هذه الاعتداءات الوحشية على المنشآت الصحية والكوادر الطبية تُعد انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية، وعلى رأسها القانون الدولي الإنساني ، وتشكل جرائم ضد الإنسانية لا يمكن التغاضي عنها.
*إختطاف أطباء في الفاشر والمطالبة بفدية تفوق 250 ألف دولار*
قالت شبكة أطباء السودان، إن مليشيا الدعم السريع إختطفت ستة من الكوادر الطبية بمدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، وطالبت أسرهم بدفع فدية مالية تتجاوز 250 ألف دولار أميركي مقابل إطلاق سراحهم.
ويأتي الحادث بعد أيام من إقتحام الدعم السريع على مدينة الفاشر.
وحملت الشبكة مليشيا الدعم السريع المسؤولية الكاملة عن سلامة الكوادر المختطفة، ووصفت ما جرى بأنه عمل إجرامي منظم يستهدف ما تبقى من منظومة الرعاية الصحية في دارفور، داعية منظمة الصحة العالمية والمنظمات الحقوقية والطبية الدولية إلى التحرك العاجل للضغط من أجل إطلاق سراحهم ومحاسبة الجناة.
وتؤكد التقارير الأولية في السودان عن مقتل “2000” شخصاً في عمليات إعدامات بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور.
وشُرّد أكثر من “36” ألف شخص وحوصر “177” ألف مدني وتعرضوا للتعذيب فيما أُُعدم ما يقرب من “1200” مريض ومدني بالقرب من مستشفى سعودي.
*الحقيقة توثق*
*منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة تكشف عن فرار “7,075″ من الفاشر ولجنة الصليب الأحمر توثق فقدان” 7″ آلاف شخص*
في نوفمبر2025 – قالت منظمة الهجرة الدولية في بيان أن 7,075 شخص فروا من الفاشر بولاية شمال دارفور بعد سيطرة مليشيا الدعم السريع على المدينة بالرغم من إنعدام الأمن في الطرق. وأشارت إلى أن النازحين يفرّون إلى محليات طويلة ومليط وسرف عمرة في شمال دارفور. وأوضحت المنظمة أن الفرق الميدانية أفادت بإنعدام حاد في الأمن على طول الطرق، مما يقيّد التنقل
حيث ينتشر مقاتلو مليشيا الدعم السريع في القرى والمناطق حول الفاشر، و يحتجزون الأشخاص ويساومون أسرهم على إطلاق سراحهم مقابل فدى مالية تصل إلى “5” ملايين جنيه، كما يرتكبون إنتهاكات القتل والعنف الجنسي بحق المدنيين.
*اللجنة الدولية للصليب الأحمر توثق فقدان (7) آلاف شخص في السودان:*
في 18 نوفمبر 2025 قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إنها سجلت ما يقارب “7000” شخص مفقود في السودان حيث إعتقلت مليشيا الدعم السريع آلاف الأشخاص؛ وأُفرج عن بعضهم بعد دفع فدية، فيما توفي آخرون نتيجة الجوع وانعدام الرعاية الصحية في مراكز الاحتجاز، بينما لا يزال مصير الغالبية مجهولًا.
وإرتكبت مليشيا الدعم السريع وفقًا للأمم المتحدة ومنظمات حقوقية، إنتهاكات شملت القتل الجماعي وتصفية المرضى وإحتجاز الأشخاص بغرض الحصول على فدى مالية وإغتصاب النساء بعد إقتحامها على الفاشر في 26 أكتوبر الماضي.
*الحقيقة توثق*
*سقوط الفاشر تواطؤ دولي ووصمة عار في سجل المجتمع الدولي*
في 11نوفمبر2025 كشفت صحيفة مونت كارلو الدولية أنه كان أمام بريطانيا “4” خيارات لتعزيز “حماية المدنيين” في مدينة الفاشر بالسودان ومنع وقوع المجازر، إلا أنها اختارت تنفيذ الخطة “الأقل طموحا” من بينها لأسباب مالية ناجمة عن تخفيضات في المساعدات. هذه المعلومات كشفها تقرير لصحيفة “الغارديان”، مشيرا إلى أن الحكومة البريطانية لم تجعل منع الفظائع حول العالم أولوية في سياساتها الخارجية، في وقت تتزايد فيه شهادات الناجين التي تروي تفاصيل ما جرى في الفاشر من هجمات عرقية وأعمال عنف.
*لندن كانت على علم أن الفاشر ستسقط*
أشار تقرير مونت كارلو إلى أن حكومة لندن كانت على علم بأن مدينة الفاشر ستسقط بيد قوات الدعم السريع شبه العسكرية استنادا إلى تحذيرات استخباراتية نبهت كذلك من موجة تطهير عرقي واحتمال وقوع إبادة جماعية في المنطقة.
▪︎ وكشفت الغارديان عن وثيقة داخلية قدمت للحكومة البريطانية في العام 2024، تضمنت 4 خيارات لتعزيز “حماية المدنيين، بما في ذلك منع الفظائع”، في السودان.
*”رفض الخطط الأكثر فعالية”:*
▪︎ لكن المسؤولين الحكوميين رفضوا هذه الخطط، مفضلين الخيار “الأقل طموحا”، بسبب تخفيضات في المساعدات.
▪︎ وشملت الخيارات، التي قيمها مسؤولون من وزارة الخارجية والتنمية والكومنولث البريطانية في خريف العام 2024، إنشاء “آلية حماية دولية” لتأمين المدنيين من الجرائم ضد الإنسانية والعنف الجنسي.
▪︎ كما كشفت الصحيفة عن وثيقة أخرى صادرة في تشرين الأول – أكتوبر 2025 تشير إلى أن “الحكومة اختارت إتباع النهج الأقل طموحا في ما يتعلق بمنع الفظائع، بما في ذلك منع العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات، جراء القيود على الموارد”.
*”يحكمون عليك حسب قبيلتك ولونك”:*
▪︎ من جانب آخر، جمعت وكالة فرانس برس شهادات ناجين من مجازر الفاشر وصفت الهجمات العرقية التي نفذتها قوات الدعم السريع على المدنيين بسبب انتمائهم القبلي ولون بشرتهم.
▪︎ وقال حسن عثمان، وهو طالب جامعي من الفاشر، إن مقاتلي الدعم السريع فرزوا سكان الفاشر حسب انتماءاتهم العرقية. وأضاف: “يحكمون عليك حسب قبيلتك، لونك، ومن أين عائلتك.. هناك قبائل معينة لو أنت منها، لا يسألونك أي سؤال، يقتلونك مباشرة”.
*ذوي البشرة الداكنة تعرضوا “للإذلال”: “أنتم عبيد”*
يقول حسن عثمان إن السكان ذوي البشرة الداكنة تعرضوا “لإذلال وإهانة وعنف نفسي وجسدي” أثناء فرارهم من الفاشر، مشيرا خصوصا إلى المدنيين من الزغاوة. ويضيف “لو أنت لونك فاتح ممكن يخلوك تمشي… يتعاملون بصورة إثنية بحتة”.
▪︎ من جانبه، يؤكد حسين، الذي ينتمي إلى قبيلة الفور، أنه احتجز لعدة أيام مع نحو 200 رجل في بلدة قرني التي تبعد 25 كيلومترا شمال غرب الفاشر، حيث تعرضوا للضرب والإهانة.
وتابع: “تم ضربنا بالعصي وقالوا لنا أنتم عبيد”.
*فولكر تورك: الفظائع التي تتكشف في الفاشر وصمة في سجل المجتمع..*
في 14-نوفمبر 2025عقد مجلس حقوق الإنسان، جلسة خاصة بشأن حالة حقوق الإنسان في الفاشر وما حولها وفي كلمته خلال الجلسة الخاصة، قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إن الفظائع التي تتكشف في الفاشر “كانت متوقعة وكان من الممكن الحيلولة دون وقوعها – لكنها لم تُمنع”، مضيفا أنها تُشكل “أخطر الجرائم”.
▪︎ وقال المفوض السامي إن مكتبه أصدر تحذيرات متكررة بشأن الوضع في عاصمة شمال دارفور خلال العام الماضي، “لذا لا ينبغي لأحد منا أن يفاجأ بالتقارير التي تفيد بأنه منذ سيطرة مليشيا الدعم السريع على الفاشر، كانت هناك عمليات قتل جماعي للمدنيين؛ وعمليات إعدام مستهدفة قبليا؛ وعنف جنسي بما في ذلك الاغتصاب الجماعي؛ وعمليات إختطاف مقابل فدية؛ واعتقالات تعسفية واسعة النطاق؛ وهجمات على المرافق الصحية والطاقم الطبي والعاملين في المجال الإنساني؛ وغيرها من الفظائع المروعة”.
▪︎ وقال المفوض السامي إن نمط الجرائم تم توثيقه مرارا وتكرارا في الصراع في السودان. وأضاف: “في حين تم تصوير بقع الدم على الأرض في الفاشر من الفضاء، تبقى الوصمة المسجلة في تاريخ المجتمع الدولي أقل وضوحا لكنها ليست أقل إدانة”.
*”العدالة ستنتصر”*
▪︎ وقال السيد تورك إن على المجتمع الدولي واجبا واضحا يتمثل في ضمان حصول المدنيين في الفاشر على المساعدات الإنسانية والحماية، كما يتعين عليه التصدي لهذه الفظائع – التي تمثل “عرضا صارخا للقسوة المُستخدمة لإخضاع شعب بأكمله والسيطرة عليه”.
▪︎ كما شدد على ضرورة تضافر الجهود لمحاسبة جميع المسؤولين عن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان في سياق النزاع في السودان. وأشار إلى أن مكتبه يجمع أدلة على الانتهاكات، وأن المحكمة الجنائية الدولية تتابع الوضع عن كثب، وقال: “على جميع المتورطين في هذا النزاع أن يعلموا: نحن نراقبكم، والعدالة ستنتصر”.
▪︎ وحث السيد تورك المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات ضد الأفراد والشركات التي تُؤجج الحرب وتستفيد منها، ودعا مجلس الأمن إلى إحالة الوضع في السودان ككل إلى المحكمة الجنائية الدولية على وجه السرعة.
*الحقيقة توثق*
*إدانات وتأكيدات دولية بوقوع إبادة جماعية وجرائم حرب في الفاشر*
في نوفمبر2025 – أعرب خبراء الأمم المتحدة في مجال حقوق الإنسان عن بالغ قلقهم إزاء التقارير التي تفيد بارتكاب قوات الدعم السريع فظائع واسعة النطاق في مدينة الفاشر، شمال دارفور، بما في ذلك عمليات قتل المدنيين واستخدام العنف الجنسي والقائم على النوع الاجتماعي ضد النساء والفتيات.
وبعد حصار دام 540 يوماً، أُفيد بأن مليشيا الدعم السريع سيطرت على مدينة الفاشر في 23 أكتوبر 2025، مرتكبةً فظائع جماعية ومتسببةً في أزمة إنسانية كارثية. وأشار الخبراء إلى أنّ ملايين الأشخاص ما زالوا محرومين من الحماية أو المساعدة الكافية، فيما يواجه السودان واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، حيث يوجد 8.6 ملايين نازح داخلي وأكثر من 3 ملايين لاجئ في الدول المجاورة، مما يفرض ضغطاً هائلاً على أنظمة هي أصلاً هشة.
وأعرب الخبراء عن قلقهم العميق إزاء التقارير التي تفيد بمقتل جرحى، بينهم نساء وفتيات، داخل مستشفى السعودي للولادة، حيث أُفيد بمقتل “460” مريضاً ومرافقاً عندما دخلت قوات الدعم السريع إلى الفاشر، وذلك بالإضافة إلى منشآت أخرى في حييّ الدرجة الأولى والمطار كانت تُستخدم كمراكز طبية. كما ورد أن أكثر من 6,000 امرأة حامل لا يزلن محرومات من الخدمات الطبية أو خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك الناجيات من الاغتصاب، وفقاً للخبراء الذين أعربوا أيضاً عن قلقهم إزاء استهداف العاملين في مجال المساعدات الإنسانية، مما يجعل الوصول إلى الرعاية المنقذة للحياة وتقديم المساعدة الإنسانية أكثر صعوبة.
وقال الخبراء: “إننا مروَّعون من حجم وبشاعة الجرائم المبلغ عنها في الفاشر، بما في ذلك مستويات واسعة النطاق ومنهجية وسادية من العنف الجنسي تُستخدم عمداً كاستراتيجية للهيمنة والإذلال وتهدف إلى تدمير المجتمعات”. وأضافوا: “لقد هالنا بوجه خاص ما يرد من التقارير التي تفيد بتعرض نساء للاغتصاب أمام أقاربهن واحتجازهن لأيام في ظروف قاسية ترقى إلى مستوى التعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة”.
وأشار الخبراء إلى إفادات شهود عيان تفيد بأن مليشيا الدعم السريع قامت عند دخولها إلى ملاجئ النازحين بالقرب من جامعة الفاشر باختيار نساء وفتيات تحت تهديد السلاح، واغتصاب جماعي لما لا يقل عن 25 منهن، ثم قامت بإجبار ما لا يقل عن 100 أسرة نازحة على الفرار وسط إطلاق النار، كما جرى ترهيب كبار السن. وأفادت التقارير بأن الفارين تعرضوا لتفتيش جسدي مهين، وأعمال ترقى إلى الاختفاء القسري والاختطاف مقابل فدية، كما تعرّضت النساء اللاتي حاولن الفرار لاعتداءات جنسية إضافية، ولا يزال العديد من الناجيات من العنف في عداد المفقودين دون الحصول على الرعاية الطبية أو النفسية الاجتماعية. وأُفيد أيضاً باعتراض مجموعات بأكملها على طريق طويلة، وتعرضها للضرب والإساءات ذات الطابع العنصري.
وقال الخبراء: “نحن مفزوعون من التقارير الموثوقة التي تشير إلى تنفيذ إعدامات ميدانية على أساس عرقي بحق مدنيين في الفاشر على أيدي مليشيا الدعم السريع، وهي أفعال محظورة بموجب القانون الدولي وتشكل جرائم حرب وقد ترقى أيضاً إلى جرائم ضد الإنسانية. ويجب أن تتوقف فوراً وأن تخضع لتحقيقات سريعة ومستقلة”.
وأضاف الخبراء أن هذه الجرائم تذكّر بحملات مليشيا الدعم السريع العسكرية السابقة في زمزم والجنينة وأردمتا، حيث قُتل آلاف الأشخاص وتعرضت النساء للاغتصاب المنهجي. وقالوا: “إن الاستهداف المتعمّد للسودانيين المنتمين إلى جماعات الفور والمساليت والزغاوة — بما في ذلك من خلال العنف الجنسي — يجري بوضوح بنيّة ترهيبهم وتهجيرهم وتدميرهم كلياً أو جزئياً”.
كما أعرب الخبراء عن قلقهم العميق إزاء تأكيد حدوث مجاعة في مدينتي الفاشر وكادوقلي، مما سيزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية المدمّرة.
وقالوا: “نهيب بالمجتمع الدولي استخدام جميع الوسائل المتاحة لوضع حد لإراقة الدماء فوراً ودعم حماية المدنيين، وكشف مصير وأماكن وجود المختفين، وتسهيل الوصول الإنساني وحماية العاملين في المجال الإنساني، ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم – بما في ذلك أولئك الذين قدموا الدعم والمساعدة من خلال نقل الأسلحة وغيره من أشكال الدعم اللوجستي”.
*مجلس الأمن الدولي يدين إنتهاكات مليشيا الدعم السريع في «الفاشر»*
شجب مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، الهجمات التي شنتها مليشيا الدعم السريع على الفاشر بولاية شمال دارفور، غربي السودان، والفظائع التي ارتكبتها ضد المدنيين، وطالب بمحاسبة الجناة.
ونفذ عناصر مليشيا الدعم السريع أعمال قتل جماعي طالت أكثر من ألفي مدني بعد ساعات من السيطرة على الفاشر، إضافة إلى تصفية “460 ” مريضًا في المستشفى السعودي، وفقًا للأمم المتحدة.
وأدان أعضاء المجلس، في بيان الهجوم الذي شنّته مليشيا الدعم السريع “على الفاشر وما خلّفه من آثار مدمّرة على السكان المدنيين”.
وذكّر بقراره رقم 2736 الصادر في يونيو 2025، والذي طالب الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر، ووقف فوري للقتال، وخفض التصعيد في المدينة ومحيطها.
ولم تنفذ مليشيا الدعم السريع هذا القرار، وظلت تشن هجمات متواصلة على المدينة منذ 11 مايو 2024، مع منع وصول الإمدادات والسلع إلى المدينة.
وأدان مجلس الأمن الفظائع التي ارتكبها الدعم السريع ضد السكان المدنيين، بما في ذلك الإعدامات الميدانية والاعتقالات التعسفية، مبدياً قلقه حيال خطر ارتكاب فظائع ذات دوافع عرقية، داعيًا إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات.
*الأمم المتحدة تدعو لتحقيق مستقل*
في14-نوفمبر2025- دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى فتح تحقيق “مستقل وشفاف وسريع” في المجازر والانتهاكات الجسيمة التي ارتُكبت في مدينة الفاشر ومحيطها بولاية شمال دارفور غربي السودان، منذ سيطرة مليشيا الدعم السريع على المدينة.
وقال المتحدث باسم المفوضية، سيف ماغانغو، خلال مؤتمر صحفي عقده عبر الإنترنت من جنيف، إن المفوضية تلقت تقارير عن “فظائع مروعة” ارتكبتها مليشيا الدعم السريع منذ هجومها على الفاشر في 23 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، شملت “عمليات قتل جماعي ونهب واغتصاب، واعتداءات على العاملين في المجال الإنساني”.
وأضاف ماغانغو أن عدد القتلى من المدنيين “وممن أصبحوا عاجزين عن القتال” قد يصل إلى المئات، مشيرا إلى تلقي المكتب الأممي مقاطع فيديو وصورا توثق انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان.
كما أشار إلى “تقارير مقلقة” عن هجمات استهدفت المستشفى السعودي ومراكز صحية أخرى في المدينة، بالإضافة إلى شهادات تفيد بتعرض ما لا يقل عن 25 امرأة للاغتصاب داخل مأوى للنازحين قرب جامعة الفاشر، مما أجبر نحو 100 أسرة على الفرار تحت وابل من إطلاق النار.
وأكد ماغانغو أن “هذه الانتهاكات قد ترقى إلى جرائم بموجب القانون الدولي”، مشددا على ضرورة إجراء تحقيقات مستقلة وشاملة لمحاسبة المسؤولين، وضمان حق الضحايا وذويهم في العدالة وجبر الضرر.
فيما أدانت منظمة الصحة العالمية بشدة ما ورد في التقارير عن مقتل أكثر من 460 مريضًا ومرافقيهم، واختطاف ستة عاملين صحيين، في 28 أكتوبر من مستشفى الولادة السعودي في الفاشر.
*الحقيقة توثق*
*غضب دولي ضد دولة الإمارات وتظاهرات تجتاح المدن الأوربية والعربية تنديدا بجرائم مليشيا الدعم السريع وداعمتها الإمارات العربية*
في نوفمبر2025 – ,كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية في تقرير ان دولة الإمارات العربية المتحدة تواجه موجة غضب دولي متصاعد، على خلفية الاتهامات الموجَّهة لها بتقديم دعم واسع النطاق لمليشيا الدعم السريع، ما أسهم مباشرة في تأجيج الحرب والانتهاكات الواسعة في السودان.
وبحسب الصحيفة، فإن منظمات حقوقية، ومسؤولين في الحكومة الأميركية، وخبراء إقليميين، كثّفوا خلال الأسابيع الماضية انتقاداتهم لأبوظبي، متهمين إياها بتمويل وتسليح قوات الدعم السريع رغم توثيق جرائم قتل جماعي، وعنف جنسي، وعمليات تطهير عرقي في دارفور ومناطق أخرى.
وأوضح التقرير أن الانتقادات تجاوزت نطاق المنظمات الحقوقية لتصل إلى أعضاء في الكونغرس الأميركي، الذين حذّروا من أن استمرار الدعم الإماراتي للمليشيا “يطيل أمد الحرب ويقوض أي مسار للسلام”.
كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن تمتلك “معلومات عالية الموثوقية” تفيد بأن الإمارات زوّدت الدعم السريع بأسلحة متطورة وإمدادات لوجستية، عبر مسارات تمتد من ليبيا وإفريقيا الوسطى وصولاً إلى دارفور والخرطوم.
وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة ومنظمات دولية وثّقت في الأشهر الماضية عمليات إعدام جماعي، واغتصاب ممنهج، وتهجير قسري لعشرات الآلاف من المدنيين بالفاشر ونيالا وشرق دارفور، بينما تُعد الإمارات – وفق الاتهامات المتصاعدة – أحد أبرز الداعمين لقدرات الدعم السريع العسكرية.
وأحدثت جرائم «مليشيا الدعم السريع»، بحقّ المدنيين العزّل، ردود فعلٍ حادّة وواسعة النطاق على المستويَين الداخلي والخارجي.
داخلياً أعلنت كل ولايات السودان حال التعبئة العامة وفتح معسكرات التجنيد للراغبين في الالتحاق بها، فيما أعلنت «القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلّح»، حال «الاستنفار العام»، داعيةً كل شاب قادر على حمل السلاح إلى «الدفاع عن نفسه وعرضه وأرضه»، عبر الانضمام الفوري إلى جبهات القتال لدعم جهود تأمين المواطنين. كما أعلنت «المقاومة الشعبية»، في القطاع الشرقي لولاية شمال دارفور، حال التعبئة العامّة والاستنفار القصوى
فيما إنتظم السودانيون بالخارج بجميع روابطهم وجالياتهم وتجمعاتهم في تظاهرات ضخمة منددين بجرائم مليشيا الدعم وممارسات دولة الإمارات ضد الشعب السوداني ودعمها لملشيات ترتكب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والإغتصاب والتهجير القسري.
و إنطلقت حملات مقاطعة دولة الإمارات التي أطلقها مؤثرون على وسائط التواصل الإجتماعي حيث إجتاحت الحملات جميع الأندية العالمية وتفاعل معها جميع الفئات من شعوب العالم .
مادفعت دولة الإمارات على إطلاق حملات مدفوعة القيمة لغسل آثار جرائمها عبر قناة إسكاي نيوز عربية وغيرها من القنوات والمنصات الموالية لنظام أبوظبي.
*الحقيقة توثق*
*بكوا على كتف البرهان – العفاض الملاذ الآمن للفارين من فاشر السلطان*
تصدر مشهد إحتضان امرأة وبكائها على كتف رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، عبد الفتاح البرهان، منصات التواصل الإجتماعي، بعد زيارته لمخيم العفاض في مدينة الدبة، الذي يؤوي آلاف النازحين الفارين من مدينة الفاشر، عقب سيطرة مليشيا الدعم السريع عليها واندلاع معارك عنيفة في المنطقة.
اللقطة التي إنتشرت على نطاق واسع تحولت إلى أيقونة لدى رواد الفضاء الرقمي في السودان بحسب الجزيرة نت.
فقد كتب مغردون أن تلك المرأة، وهي تقف أمام القائد، كانت تحمل على كتفيها وجع الفاشر بأكمله: ألم البيوت المحترقة، وصوت الأمهات وهن يرمين الدعاء إلى السماء.
البرهان -بحسب وصف المتابعين- اختصر كل المعاني من دون كلمات، ولم يطرح أسئلة، فبعض الألم أعمق من أن يُسأل عنه. لم يكن ذلك مجرد عناق بين قائد ومواطنة، بل كان حضن وطن لأبنائه، وحضن رجل أدرك أن الدموع لا تمسحها الكلمات، بل يبدّدها الثبات.
وأضاف آخرون قائلين “لقد عبرت السيدة بعفوية عن مشاعرها تجاه ما مروا به، ولخصت بصمتها ودموعها حجم المعاناة التي شهدها النازحون من الفاشر، من دون أن تقول كلمة واحدة”.
ورأى آخرون أن زيارة البرهان لأهالي الفاشر في مدينة الدبة كانت “أكثر من مجرد حدث سياسي؛ كانت رسالة إنسانية ووطنية، وبلسما يداوي جراح الصابرين من أبناء الوطن”.
أما صوت بكاء النساء، فقد لخص كل الحكاية.
وواجه الفارون من جحيم الانتهاكات التي تمارسها مليشيا “الدعم السريع” في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور عقب إجتياحها للمدينة إلى وجهات آمنة مختلفة، معاناة بالغة الصعوبة بخاصة النساء .
وبين تلك الوجهات التي قصدتها نساء الفاشر النازحات في الفترة الأخيرة مدينة الدبة في الولاية الشمالية، إذ قطعن مسافة 1200 كيلومتر في غضون تسعة أيام منها السير على الأقدام، وأحياناً أخرى يتنقلن بواسطة عربات تقليدية تجرها الدواب تسمى “كارو”، إضافة إلى المركبات ذات الوزن الثقيل (الشاحنات)، وهي رحلة تجسد مأساة إنسانية حقيقية وتعد واحدة من أسوأ تداعيات هذه الحرب، بخاصة أن غالبيتهن جئن برفقة أطفالهن وبلا معيل (زوج).
وبحسب وزير التنمية الاجتماعية معتصم أحمد صالح، فإن عدد النازحين الذين جاءوا من الفاشر إلى مدينة الدبة تجاوز 50 ألف شخص، غالبيتهم من النساء، واصفاً ما يحدث بأنه كارثة تهز الضمير الإنساني.
وأوضح أن الولاية تعمل على تقديم الدعم لهؤلاء النازحين لضمان استقرارهم النفسي، وبذل كل المجهودات اللازمة لاحتواء هذه الأزمة وإنقاذهم من الأوضاع الصعبة في ظل تصاعد موجات النزوح.
*الحقيقة توثق*
*ترحيب سوداني بجهود ولي العهد السعودي والرئيس ترمب لوقف الحرب*
رحَّب السودانيون باحتفاء لافت بتصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التي أعلن فيها استجابته لطلب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بإلقاء ثقله الرئاسي لوقف الحرب في السودان، وتأكيده على الانخراط «شخصياً» في جهود وقف القتال وإحلال السلام في البلاد وجاء الترحيب من رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول البرهان وحكومة السودان.
*تصريحات ترمب*
جاءت هذه المواقف إثر تصريحات الرئيس دونالد ترمب، التي كشف فيها عن أن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، طلب منه «الانخراط بقوة في ملف السودان»، وقوله إنه لم يكن يخطط مسبقاً للتدخل في هذه الأزمة، قبل لقائه ولي العهد. وأشار ترمب إلى أن ولي العهد «يود أن أقوم بشيء قوي جداً له علاقة بالسودان». رغم أن السودان لم يكن مدرجاً في حساباته، وقال: «كنت أظنه مجرد أمر مجنون وخارج عن السيطرة».
وأكد ترمب في خطابه أمام منتدى الاستثمار السعودي – الأميركي شروعه الفوري في تولي الملف شخصياً، موجهاً الحديث للأمير محمد بن سلمان: «لقد بدأنا بعد نحو 30 دقيقة من شرحك لنا، إيلاء الأهمية الكبرى لهذا الموضوع»، وأضاف أنه بدأ ينظر للسودان بطريقة مختلفة، بعد وصف ولي العهد المهمة له بأنها «أعظم شيء يمكن أن تفعله… سيكون أعظم مما قمت به حتى الآن».
*البرهان يرحب*
وفور انتهاء خطاب ترمب أبدى رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، ترحيبه السريع بتصريحات الرئيس ترمب، وكتب على منصة «إكس»: «شكراً سمو الأمير محمد بن سلمان، شكراً الـرئيس دونالد ترمب». وبعدها أصدر مجلس السيادة الذي يترأسه البرهان، بياناً صحافياً، أعلن فيه ترحيب الحكومة السودانية التي تتخذ من بورتسودان عاصمة بـ«جهود المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة، من أجل إحلال السلام العادل والمنصف في السودان».
وشكر البيان للبلدين «اهتمامهما وجهودهما المستمرة من أجل إيقاف نزيف الدم السوداني»، وأعلن استعداد الحكومة للانخراط الجاد معهما من أجل تحقيق السلام الذي ينتظره شعب السودان. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية (سونا)، أن رئيس الوزراء كامل إدريس، أبدى هو الآخر ترحيبه بجهود المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة لإحلال السلام المستدام في السودان، وتأكيده الاستعداد التام للانخراط الجاد معهما من أجل السلام والأمن والاستقرار.