المليشيا تستهدف المدنيين عبر الصواريخ والمدافع و القنابل المميتة والمحرمة دوليا
إستخدام الدعم السريع الفوسفور الأبيض في منطقة جبل اولياء )
قالت مؤسسة الدفاع عن الحقوق والحريات”FDRF” انه من خلال فريق العمل من برنامج الاستجابة للازمات التابع للمؤسسة وبواسطة المتابعة الميدانية ومقاطع الفيديو وأفادات الأطباء وشهود الأعيان.
تحققت مؤسسة(FDRF ) من مقاطع فيديو وصور تظهر انفجار لقنابل غاز الفوسفور الأبيض ذات سحب دخانية عالية كانت قد سقطت من الناحيةالجنوبية لمنطقة جبل اولياء في احياء “الحله الجديد و العباسية و دار السلام” .
وقال الطبيب محسن الامام من ضمن الكوادر المساعده في منطقة جبل اولياء في أفادات للمؤسسة انه يرجح ان هذه القنابل هي الفوسفور الأبيض لما لها أعراض من ضيف في التنفس و انبعاث الرائحة الكريهة مثل الثوم وبحسب ما شاهده من مطابقات لاختبارات تقليدية ان هذه الغازات ممزوجه بماده الفوسفور الابيض مما يعرض حياه المواطنين للخطر ولا توجد طرق للوقاية الا بالابتعاد من مكان الإنفجار .
كما أفاد احد السكان بالمنطقة فضل حجب اسمه ( ن .م ) ان هذه القذائف سقطت علي مدي تلاثه مرات بالقرب من سكنه وانه شعر بالسحب دخانية كثيفة واصابه اختناق وضيق في التنفس واحمرار في الجلد انتج عنه حساسيه دائمة .
وقال خبير الاسلحة المقدم المتقاعد ابراهيم موسي لمؤسسة “FDRF ” ان قنابل الفسفور الابيض التي سقطت في جبل اولياء تم صناعتها محليا وان الدعم السريع يمتلك خبراء اجانب من سوريين و غيرهم لدية خبرة في صناعه هذه القنابل الفوسفورية وهذا السلاح لا يجوز استخدامه في حرب المدن وفقا لقواعد الحرب .
وقالت المحامية سوزان مصطفي منسق فريق العمل وكبير المستشارين بالمؤسسة : وثقنا استخدام الدعم السريع لغاز الفوسفور الأبيض في منطقة جبل اولياء و يعد هذا جريمة حرب وانتهاك للقانون الدولي الإنساني وان فريق العمل جمع ادلة ومخلفات واستمع الي خبراء عسكريين واطباء واعيان أكدوا ذلك واطالب بفتح تحقيق دولي امام المحكمة الجنائية الدولية وكل الادلة تشير إلى ذلك .
وتجدر الإشارة ان الفوسفور الأبيض سلاح محرم دوليا ضد الاهداف المدنية بموجب بروتوكول واتفاقية جنيف ويعتبر من جرائم الحرب والانتهاكات بحق المدنيين.
وفي 16أكتوبر 2023م، قالت صحيفة سودان تربيون
أن صواريخ الدعم السريع تجبر أعداد كبيرة من سكان الثورة على الفرار و تزايدت أعداد سكان شمال أمدرمان المغادرين لمنازلهم بسبب تكاثف القصف المدفعي والصاروخي من قوات الدعم السريع وإستهدافها للمناطق المأهولة بالسكان.
وتعد محلية كرري في شمال امدرمان بكافة أحيائها المنطقة الوحيدة في أمدرمان التي لا تزال مأهولة بالسكان رغم مرور ستة أشهر من إندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، نسبة لانتشار القوات المسلحة في جميع ارجاء المنطقة.
واستقبلت كرري أعداد كبيرة من سكان أم درمان علاوة على سكان من بحري فضلوا النزوح نحو حارات الثورة بدلا من مغادرة الخرطوم لارتفاع تكاليف المعيشة العالية وأسعار الإيجارات السكنية بالولايات غير المتأثرة بالحرب.
لكن أصبح الوضع في حارات الثورات ينذر بالخطر عقب تكثيف قوات الدعم السريع عملياتها العسكرية تجاه منطقة كرري وقصفها بصورة مكثفة لمعظم الحارات بالمدفيعة الثقيلة والصواريخ الموجهة ما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين وإجبار بعضهم على مغادرة منازلهم خوفا من الاستهداف.
وقالت الصحيفة انه وفي 28 سبتمبر الماضي قتل “9” أشخاص على الأقل وإصيب آخرين نتيجة قصف مدفعي نفذته قوات الدعم السريع استهدف محطة نقل في منطقة “الجرافة” و في 13 اكتوبر قتل “17 “شخصاً بقصف واستهدف عدد من الحارات .
وتعد الحارات “50،52، 29” بجانب الحارة الثامنة والعاشرة والعشرون من اكثر المناطق التي شهدت موجة نزوح عالية خلال الفترة الماضية بعض تعرضها لقصف مدفعي عنيف.
ويقول الصحفي وأحد سكان الثورة مؤمن أبو العزائم لـ”سودان تربيون” إن الحياة في محلية كرري “الثورات” أصبحت غير أمنة، فنحن نعيش على اعصابنا ويمكن ان تغير رصاصة طائشة او قصف عشوائي حياة أسرة كاملة.
وأضاف أن أكثر ما يجبر السكان على البقاء هو المفاضلة مابين مطرقة جحيم الحرب وسندان الاسعار الايجارات المرتفعة بالولايات الأخرى.
وأشار إلى ان القصف العشوائي لقوات الدعم السريع لمناطق سكنية مأهولة يعتبر جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب تضاف الى جرائمهم الكثيرة.
وتابع “زاد القصف في الفترة الاخيرة ليصل الى المائة دانة يوميا في مناطق متفرقة من الثورة بالقرب من المنطقة العسكرية تحديدا الريف الشمالي الذي يضم أحياء الواحة، المنارة، ودالبخيت، الجرافة”.
وقال إن كل أحياء الثورات تحت نيران القصف ولكن أكثرها تضررا هي الحارات الاولى والثانية، موضحا أن استهداف الحارات يرجع لسببين الأول هو أن المنطقة بأكملها تحت سيطرة الجيش والثاني هو انهم يقصفون احياء مأهولة حتى يجبروا السكان على الخروج ويقومون بالاستيلاء على المنازل واستخدامها كثكنات والتوغل عبر تلك الخطة للضغط وحصار الجيش وهذا ما لم يستطيعوا فعله في الثورات، وفقا لتعبيره.
وقال أبو العزائم إن “القصف العشوائي لمليشيات الدعم السريع يأخذ منا جيران واقارب بصورة يومية ودمرت المنازل والمؤسسات الصحية والخدمية متمثلة في الكهرباء والمستشفيات ومحطات مياه آخرها مستشفى النو المرفق الطبي الأوحد الذي مازال في الخدمة”.
وأكد بأن معاناة المواطنين إزدادت مع فقدهم لذويهم وجيرانهم وحياتهم التي اصبحت معرضة للخطر فأصبح النزوح شر لابد منه، وكشف عن ازدياد أعداد النازحين شمالا بصورة واضحة في الاسبوعين الماضيين.
بينما تقول راوية عثمان التي نزحت مع أسرتها من الصالحة جنوب أمدرمان إلى الحارة 29 الثورة لـ”سودان تربيون” أنها إضطرت إلى مغادرة محلية كرري الإسبوع المنصرم الى ولاية نهر النيل بعد اقامة مدتها ثلاث أشهرها بسبب تساقط القذائف بشكل عشوائي.
وأضافت “فقد زوجي ساقه بعد إصابته بقذيقة كما أن احد أطفالي اصيب بجروح خطيرة في الصدر والوجه كنا نفضل البقاء هنا في الخرطوم خوفا من تكلفة الإيجارات السكنية العالية في الولايات ولكن الاستهداف المتكرر خلال الفترة الماضية قادنا الى ان نغادر بعد أن تعذر علينا البقاء”.
بدوره إتهم مصطفى بابكر وهو عضو غرفة طوارئ محلية كرري قوات الدعم السريع بتعمد استهداف المناطق المأهولة بالسكان عن طريق الأسلحة الثقيلة.
وقال لـ”سودان تربيون” هذه القوات تتعمد إطلاق الصواريخ في الأحياء ولذلك لإجبارهم على النزوح ما يسهل لها احتلال المنازل بعد نهبها وتحويلها لثكنات عسكرية تنطلق منها هجماتها تجاه المنطقة العسكرية في كرري، وكشف أن هناك موجة نزوح عالية من حارات الثورة إلى ولايات الشمالية ونهر النيل والجزيرة وولايات شرق السودان.
وأشار إلى أنهم احصوا في فترة الأسبوعين الماضيات إصابة ما يزيد عن ال”200″ شخص بإصابات متفاوتة كما أن القتلى من المدنيين خلال هذه الفترة يبلغ نحو” 49″ قتيل على الأقل بينهم أطفال ونساء وكبار سن.
مجزرة سوق زقلونا
في 7نوفمبر 2023م، ارتكبت مليشيا الدعم السريع مجزرة بقصفها سوق زقلونا في الثورة الحارة “١٥ ” بأم درمان.
وراح ضحية القصف بالدانات” ١٢” شهيدا منهم” ٨ “نساء بالإضافة إلى نحو” ٢٠” جريحا تم نقلهم إلى مستشفى النو.
وسقطت القذائف على السوق بعد اكتظاظه بالمواطنين الذين كانوا يبحثون عن رزقهم والمتسوقين وتكرر القصف خلال فترة وجيزة على السوق والمنطقة السكنية المجاورة بصورة عنيفة .
واستنكر سكان المنطقة افعال هذه المليشيا واكدوا، أن ماحدث في سوق زقلونا جريمة ضد الإنسانية.