الحقيقة: تقرير لBBC :كانوا يأخذون ابني كل يوم إلى غرفة في الردهة وكنت أسمعه يبكي بينما كانوا يغتصبونني
“
جرائم مليشياالامارات
تقرير لBBC قصص انتهاكات واغتصاب وتعذيب داخل سجون الدعم السريع، ترويها مجموعة من النساء وتقول احداهن : “كانوا يأخذون ابني كل يوم إلى غرفة في الردهة، وكنت أسمعه يبكي بينما كانوا يغتصبونني”.
6 سبتمبر/ أيلول 2024
على جانب طريق ترابي في معبر أدري الرئيسي على الحدود السودانية التشادية، تجلس بثينة البالغة من العمر 38 عاماً على الأرض، وتحيط بها نساء أخريات، بجانب كل واحدة منهن أطفالها، ويبدو أنه ليس لدى أي منهن أي متعلقات.
فقد فرت بثينة وأطفالها الستة من مدينة الفاشر المُحاصرة بإقليم دارفور السوداني، على بعد أكثر من 480 كيلومتراً (300 ميل)، عندما نفد الطعام والشراب.
تقول بثينة لبي بي سي: “لقد فررنا دون أن نأخذ أي شيء من متعلقاتنا، لقد هربنا فقط للنجاة بحياتنا. لم نكن نرغب في المغادرة وكان أطفالي من المتفوقين في الدراسة وكنا نعيش حياة جيدة في منزلنا”.
وبدأت الحرب الأهلية في السودان في أبريل/نيسان من العام الماضي عندما بدأ الجيش السوداني وحلفاؤه السابقون من الميليشيات شبه العسكرية، قوات الدعم السريع، صراعا شرسا على السلطة، لأسباب منها مقترحات بشأن التحرك نحو حكم مدني.
وقد أودت الحرب، التي لا توجد أي علامات على قرب انتهائها، بحياة الآلاف من الأشخاص وشردت ملايين الأشخاص.
وكانت بي بي سي شاهدة على حالة اليأس التي سيطرت على الشعب السوداني بشكل مباشر، عندما قمنا بزيارة المخيمات في مدينة أدري التشادية الواقعة على الحدود الغربية للسودان.
بعد وصولنا إلى أدري، توجهنا إلى مخيم مؤقت بالقرب من الحدود قام بتجميعه اللاجئون بقطع من الخشب والقماش والبلاستيك. وبدأ هطول الأمطار.
وبينما كنا نغادر، ازدادت الأمطار غزارةً وتساءلتُ عما إذا كانت الملاجئ غير المستقرة هذه ستصمد أمام تلك الأمطار، فأجاب مرشدنا يينغ هو، المسؤول المساعد من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وهي وكالة أخرى تابعة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين،” إنها لن تصمد”.
ويقول برنامج الأغذية العالمي إنه سلم أكثر من 200 ألف طن من المواد الغذائية ما بين شهري أبريل/ نيسان 2023 ويوليو/تموز 2024، وهو أقل بكثير من المطلوب.
إذ اتُهمت قوات الدعم السريع والميليشيات الأخرى بسرقة وإتلاف الشحنات، في حين اتُهمت القوات المسلحة السودانية بمنع توصيل المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع، بما في ذلك معظم أنحاء دارفور.
وفي 15 أغسطس/آب، وافقت القوات المسلحة السودانية على السماح لوكالات الإغاثة باستئناف الشحنات، عبر معبر أدري، والتي من المفترض أن توفر المساعدة التي يحتاجها السكان بشدة في دارفور.
وفي شهر مايو/أيار، قالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن تطهيراً عرقياً وجرائم ضد الإنسانية قد ارتكبت ضد عرقية المساليت والمجتمعات غير العربية في جزء من دارفور على يد قوات الدعم السريع وحلفائها العرب. وترفض قوات الدعم السريع ذلك وتقول إنها غير متورطة فيما تسميه “الصراع القبلي” في المنطقة.
وواحدة من القصص التي سمعناها كانت عن انتهاكات واغتصاب وتعذيب داخل سجون الدعم السريع، كانت ترويها مجموعة من النساء يجلسن بينما يحمل بعضهن أطفالهن بإحكام.
وقالت إحدى النساء، التي لن تذكر بي بي سي اسمها، إنها ألُقي القبض عليها مع ابنها البالغ من العمر عامين أثناء فرارها من أم درمان، بالقرب من العاصمة الخرطوم.
قالت لي: “كانوا يأخذون ابني كل يوم إلى غرفة في الردهة، وكنت أسمعه يبكي بينما كانوا يغتصبونني”.
وأضافت: “لقد حدث ذلك بشكل متكرر لدرجة أنني كنت أحاول التركيز على بكائه عندما كانوا يفعلون ذلك”.
والتقيت في المخيم كذلك بصفاء، وهي أم لستة أطفال، فرت أيضاً من أم درمان.
وعند سؤالها عن مكان زوجها، قالت إنه بقي هناك لأن قوات الدعم السريع تستهدف أي رجل يحاول الهرب.
وقالت: “كل يوم يسألني أطفالي: أين والدنا؟ متى سيأتي؟
وأضافت: “لكنني لم أسمع منه شيئا منذ يناير/كانون الثاني، عندما غادرنا، ولا أعرف ما إذا كان لا يزال على قيد الحياة”.
وأضافت: “كل يوم، يبكي ابني البالغ من العمر عشر سنوات وهو يريد العودة إلى المنزل.
وقال أحد موظفي وكالة الأمم للطفولة “اليونيسيف” الذي أخذنا في جولة في محيط المخيم، إن أولئك الذين وصلوا إلى هنا هم “المحظوظون”.
وأضاف: “لقد تمكنوا من الفرار من القتال والمجيء إلى هنا… ولديهم مأوى ومساعدات”.
وكانت بي بي سي تزور مدينتي أدري وبورتسودان رفقة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد وفريقها من المديرين التنفيذيين، الذين زاروا مسؤولين حكوميين والرئيس الفعلي للسودان، عبد الفتاح البرهان، لحثهم على إبقاء معبر أدري مفتوحاً.