مختبر أمريكي يكشف تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور..

النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

0

مشاهدة صورة أكبر
كشف تقرير صادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة عن وقوع هجوم بري واسع وممنهج على مخيم زمزم للنازحين في دارفور، وذلك في الفترة بين 10 و11 أبريل/نيسان 2025، ووفقًا للصور الملتقطة عبر الأقمار الصناعية وشهادات مرئية متداولة، فإن الهجوم، الذي نفذته قوات الدعم السريع، يُعد الأعنف على المخيم منذ اندلاع المعارك في الفاشر في ربيع العام 2024.

اللافت أن التقرير يُشير إلى تورط للنظام الإماراتي في هذا الهجوم من خلال دعمه العسكري والتقني لقوات الدعم السريع، وهو ما يعيد تسليط الضوء على دور أبوظبي المشبوه في النزاع السوداني وتورطها في جرائم قد ترقى إلى الإبادة الجماعية.

 

بالصور: تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور.. النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

مركبات مسلحة وألسنة لهب تبتلع المخيم
وفقًا لما وثّقه مختبر ييل، فإن أكثر من عشرين مركبة خفيفة مسلحة، من نوع يُعرف بتوفيره من قبل الإمارات لقوات الدعم السريع، تمركزت عند نقطة الدخول الشرقية لمخيم زمزم في وقت مبكر من يوم 11 أبريل.

وأظهرت صور الأقمار الصناعية آثارًا حرارية كبيرة ناتجة عن حرائق متعمدة اجتاحت المباني في الأجزاء الوسطى والجنوبية والجنوبية الشرقية من المخيم.

وقد لاحظ الخبراء وجود أكثر من ستة أعمدة من الدخان تتصاعد من مناطق مختلفة، إضافة إلى عمود رئيسي كبير يُشير إلى استمرار الحريق وقت التقاط الصور، ما يرجح أن الهجوم استمر حتى صباح 11 أبريل.

وتشير تقارير من مصادر مفتوحة إلى مقتل ما لا يقل عن 25 مدنيًا، رغم تعذر التحقق المستقل من تلك الأرقام في ظل الظروف الأمنية الكارثية.

بالصور: تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور.. النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

 

الأدلة المصورة: توثيق مرئي للكارثة
يعزز التقرير مصداقيته بالإشارة إلى مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع في اليوم نفسه للهجوم، يظهر فيه مسلحون موالون لقوات الدعم السريع وهم يعلنون وجودهم في “زمزم”، وتُظهر اللقطات جثثًا لمدنيين ومركبات خضراء داكنة مزودة بأسلحة عيار 50، وهو الطراز ذاته المعروف أنه زوّد من قبل الإمارات إلى ميليشيات الدعم السريع في فترات سابقة.

وفي سلسلة من صور الأقمار الصناعية التي التُقطت بين 6 و11 أبريل، أكد المحللون أن المباني التي ظهرت محترقة ومهدّمة كانت سليمة تمامًا في الصور الملتقطة في 10 أبريل، مما يحدد الإطار الزمني للهجوم بشكل قاطع.

 

بالصور: تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور.. النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

بالصور: تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور.. النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

نتائج تحليل الأقمار الصناعية: هجوم ممنهج ومدروس
المركبات المسلحة: الصور التي التُقطت بواسطة شركة “بلانيت” تُظهر انتشارًا لمركبات الدعم السريع في المخيم، بينما لم تُرصد تلك المركبات قبل يوم واحد فقط، مما يثبت دخولها فجأة مع بدء الهجوم.
الآثار الحرارية: يُظهر التحليل الحراري نمطًا متعمدًا للحرق في نقاط محددة، يتوافق مع تكتيكات سابقة استخدمتها قوات الدعم السريع في دارفور، وخصوصًا في هجمات فبراير 2025.
انتشار الحريق: شوهدت النيران تلتهم سبع مجموعات من المباني داخل المخيم، وهو ما يؤكد أن الهجوم استهدف البنية التحتية للمخيم، ما يعرض حياة الآلاف للخطر.
منهجية التقرير: دمج بين الاستشعار عن بُعد والمصادر المفتوحة
يعتمد مختبر ييل على تحليل متعدد المصادر يشمل:

تقارير إعلامية محلية ودولية.
فيديوهات وشهادات منشورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
صور أقمار صناعية من شركات مرموقة مثل “بلانيت”.
تقييم حراري لحركة الأجسام والنيران.
تحليل جغرافي زمني باستخدام رموز الأمم المتحدة للأماكن (P-Codes).
التحليل اعتمد على مقارنة الصور الملتقطة قبل الهجوم بيوم واحد وتلك التي التُقطت بعده، لرصد التغيّرات، سواء في انتشار المركبات أو ظهور آثار الحرق، بما يُعطي صورة دقيقة وموثوقة لما جرى.

 

بالصور: تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور.. النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

 

النظام الإماراتي في دائرة الاتهام: دعم مباشر لآلة القتل
رغم أن التقرير لم يُسمّ بشكل صريح الأطراف الداعمة لقوات الدعم السريع، إلا أن نوعية المركبات والأسلحة الظاهرة في الصور، إضافة إلى السوابق المؤكدة لتورط الإمارات في دعم هذه القوات، تُشير بوضوح إلى أن أبوظبي لا تزال تُغذي الصراع في السودان.

ففي تقارير سابقة، ثبت أن النظام الإماراتي:

نقل أسلحة عبر تشاد وليبيا إلى قوات الدعم السريع.
موّل شراء مركبات تقنية واستخدم طائرات شحن لنقل العتاد.
دعم شبكات مرتزقة استخدمت في عمليات تطهير عرقي في دارفور.
ولذلك، فإن المجزرة الجديدة في مخيم زمزم تُضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات التي تورطت فيها أبوظبي بصورة غير مباشرة، في انتهاك واضح لاتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، وهو ما تنظر فيه الآن محكمة العدل الدولية في دعوى مقدمة من السودان ضد الإمارات.

 

بالصور: تفاصيل هجوم مروّع على مخيم زمزم للنازحين بدارفور.. النظام الإماراتي يقف خلف المجزرة

القيود والتحديات: المعلومات لا تزال محدودة
رغم الجهود الكبيرة لمختبر ييل في جمع وتحليل البيانات، يظل الوصول إلى معلومات دقيقة حول الضحايا أو المسؤولين المباشرين أمرًا صعبًا، بسبب:

غياب التغطية الإعلامية داخل السودان.
انقطاع الاتصالات في دارفور.
الخطر الكبير الذي يواجهه الصحفيون المحليون.
ورغم ذلك، فإن الصور الجوية والأدلة البصرية، بالإضافة إلى سجل الدعم الإماراتي لقوات الدعم السريع، تمنح التقرير مستوىً عاليًا من المصداقية.

جريمة موثقة تنتظر المحاسبة
الهجوم الموثق بالصور على مخيم زمزم، الذي أسفر عن إحراق مبانٍ وقتل مدنيين عزل، يُعد واحدًا من أبشع جرائم الحرب التي وثقها المجتمع الدولي مؤخرًا في دارفور. ومع تزايد الأدلة على تورط النظام الإماراتي في تمويل ودعم هذه الهجمات، تتزايد المطالب الدولية بضرورة محاكمة أبوظبي أمام محكمة العدل الدولية كمشارك في جرائم الإبادة الجماعية.

إن ما حدث في زمزم ليس مجرد حادث عرضي، بل هو حلقة ضمن سلسلة ممتدة من الانتهاكات التي يقف خلفها تحالف المال والسلاح بقيادة الإمارات.

والمحاسبة العادلة لا بد أن تبدأ من فضح هذا الدور وتوثيقه.. وهو ما بدأ بالفعل، بالصور والأدلة، لا بالكلمات فقط.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.