تقرير لنيويورك تايمز: يفضح كيف تداخلت الأعمال الخاصة بالعائلات مع القرارات السياسية والدبلوماسية، عبر إجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن وأبوظبي

0

تقرير لنيويورك تايمز: يفضح كيف تداخلت الأعمال الخاصة بالعائلات مع القرارات السياسية والدبلوماسية، عبر إجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن وأبوظبي
ويكشف صفقتين عملاقتين: الأولى صفقة عملات مشفّرة ضخت فيها الإمارات ملياري دولار في شركة وورلد ليبرتي التي أسسها ترامب وويتكوف، والثانية صفقة رقائق ذكاء اصطناعي أميركية متطورة حصلت عليها الإمارات عبر مفاوضات مباشرة مع البيت الأبيض، لصالح شركات الشيخ طحنون وعلى رأسها G42:

‏ترجمة د/يوسف عز الدين تحقيق

يكشف التقرير عن تشابك غير مسبوق بين عائلتي ترامب وويتكوف من جهة، والإمارات من جهة أخرى. يتناول التقرير صفقتين عملاقتين: الأولى صفقة عملات مشفّرة ضخت فيها الإمارات ملياري دولار في شركة وورلد ليبرتي التي أسسها ترامب وويتكوف، والثانية صفقة رقائق ذكاء اصطناعي أميركية متطورة حصلت عليها الإمارات عبر مفاوضات مباشرة مع البيت الأبيض، لصالح شركات الشيخ طحنون وعلى رأسها G42.

التقرير يوضح كيف تداخلت الأعمال الخاصة بالعائلات مع القرارات السياسية والدبلوماسية، عبر اجتماعات رفيعة المستوى في واشنطن وأبوظبي وسردينيا، شارك فيها ترامب نفسه، وأبرز حلفائه مثل ستيف ويتكوف وديفيد ساكس، إلى جانب شخصيات بارزة في عالم التكنولوجيا مثل جيف بيزوس وجنسن هوانغ. ويكشف أيضاً عن محاولات أميركية محدودة لتقييد هذه الصفقات خشية استفادة الصين، لكنها ووجهت بإقالات وضغوط سياسية داخل البيت الأبيض.

أرجو أن يسلّط هذا بعض الضوء على ما يجري بين الإمارات والولايات المتحدة، وأن يوضح خلفيات ما حدث ويحدث من “الرباعية” وغيرها. وآمل أن يساعد ذلك في تحديد ما ينبغي فعله، وأن يسهم في رسم الطريق بشكل أوضح. وليس معنى هذا أن الولايات المتحدة مغلقة، لكن من الواضح أن الطريق عبر استرضاء الادارة الأمريكية مغلق.
هذه نسخة لمن يتغنون بشفافية الغرب، إذ يكشف التقرير كيف تختلط المصالح الشخصية بالقرارات السياسية، وكيف تُدار الصفقات الكبرى خلف الأبواب المغلقة، بعيداً عن الشعارات المرفوعة عن الديمقراطية والشفافية.

وأرجو أن يسلّط هذا بعض الضوء على ما يجري بين الإمارات والولايات المتحدة، وأن يوضح خلفيات ما حدث ويحدث من “الرباعية” وغيرها. كما آمل أن يساعد ذلك في تحديد ما ينبغي فعله، وأن يسهم في رسم الطريق بشكل أوضح.

nytimes.com/2025/09/15/us/…‎

الجزء 1/8
تشريح صفقتين عملاقتين: الإمارات حصلت على الرقائق.. وفريق ترامب جنى ثروات من العملات المشفّرة

صفقة مربحة تشمل شركة العملات المشفّرة التابعة لعائلة ترامب، واتفاق يمنح الإماراتيين حق الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي، ارتبطا بطرق لم يُكشف عنها سابقاً.

بقلم: إريك ليبتون، ديفيد يافي-بيلاني، برادلي هوب، تريب ميكل، وبول موزور

تقرير من واشنطن، نيويورك، لندن، دبي، سان فرانسيسكو وتايوان
15 سبتمبر 2025
في هذا الصيف، قام ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس ترامب إلى الشرق الأوسط، بزيارة إلى ساحل سردينيا، ذلك الامتداد من البحر الأبيض المتوسط المكتظ باليخوت الفاخرة.

على متن أحد تلك اليخوت الباذخة، جلس ويتكوف مع أحد أفراد العائلة الحاكمة الثرية في دولة الإمارات العربية المتحدة. كان لقاؤه مع الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، الرجل الرشيق ذو النظارات الداكنة، الذي يسيطر على 1.5 تريليون دولار من ثروة الإمارات السيادية.

كان ذلك أحدث فصول تحالف بالغ الأهمية.

على مدى الأشهر الماضية، تحول السيد ويتكوف والشيخ طحنون إلى حليفين دبلوماسيين وشريكين تجاريين معاً، في اختبار لحدود قواعد الأخلاقيات، بينما كان ذلك يُثري الرئيس وعائلته ودائرته المقربة، وفقاً لتحقيق أجرته صحيفة نيويورك تايمز.

في قلب علاقتهما صفقتان بمليارات الدولارات: إحداهما تتعلق بشركة للعملات المشفّرة أسستها عائلتا ويتكوف وترامب، جنت منها العائلتان أرباحاً مالية. أما الثانية فتتعلق ببيع رقائق حاسوبية عالية القيمة استفادت منها الإمارات اقتصادياً.

رغم عدم وجود أدلة على أن إحدى الصفقتين عُرضت صراحةً مقابل الأخرى، إلا أن تزامن الاتفاقين بحد ذاته أمر استثنائي. فبمجملها، طمست الحدود بين الأعمال الخاصة وشؤون الدولة، وأثارت تساؤلات حول ما إذا كانت المصالح الأميركية قد خُدِمت بالفعل.

في مايو، أعلن زاك، نجل السيد ويتكوف، عن أولى الصفقتين خلال مؤتمر في دبي. إذ تعهّدت إحدى شركات الشيخ طحنون الاستثمارية بإيداع ملياري دولار في شركة وورلد ليبرتي فاينانشال، وهي شركة ناشئة للعملات المشفّرة أسستها عائلتا ويتكوف وترامب.

بعد أسبوعين فقط، وافق البيت الأبيض على منح الإمارات إمكانية الوصول إلى مئات الآلاف من أكثر الرقائق الحاسوبية تقدماً وندرة في العالم، وهي أداة حاسمة في السباق المحموم للهيمنة على الذكاء الاصطناعي. العديد من هذه الرقائق كان سيذهب إلى شركة G42، وهي شركة تكنولوجية ضخمة يسيطر عليها الشيخ طحنون، وذلك رغم المخاوف الأمنية من إمكانية تقاسم هذه الرقائق مع الصين.

وقد شارك في تلك المفاوضات مسؤول بارز آخر في البيت الأبيض له روابط بصناعة التكنولوجيا وبالشرق الأوسط: ديفيد ساكس. فهذا المستثمر المخضرم في رأس المال المغامر يشغل منصب “قيصر الذكاء الاصطناعي والعملات المشفّرة” في الإدارة الأميركية، وهو منصب مستحدث أتاح له صياغة السياسات التكنولوجية حتى في الوقت الذي يواصل فيه عمله في وادي السيليكون.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.