تقرير لمختبر الأبحاث الإنسانية الأمريكية في كلية ييل للصحة العامة تحت بعنوان: “13 طائرة انتحارية بعيدة المدى ومنصات إطلاق قرب مطار نيالا -مايو 2025”
-ترجمة د/يوسف عز الدين:
.
يشير التقرير إلى أن مليشيا الدعم السريع امتلكت قدرات تشغيل طائرات انتحارية من مطار نيالا منذ مايو 2025 على الأقل، حيث تم رصد 13 طائرة ذات أجنحة دلتا و16 منصة إطلاق في صور الأقمار الصناعية. وقد تزامن ذلك مع سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت بورتسودان بين 3 و7 مايو 2025 على بُعد نحو 1600 كيلومتر من نيالا. ويخلص التقرير إلى أن هذه التكنولوجيا تمثل خطرًا مباشرًا على كامل السودان، إذ يمكنها الوصول إلى جميع مناطقه من دارفور، وهو ما يهدد المدنيين والبنى التحتية الحيوية ويعيق وصول المساعدات الإنسانية. كما يوضح أن امتلاك الدعم السريع لهذه القدرات يعكس استمرار تدفق السلاح والتكنولوجيا المتقدمة من أطراف خارجية تمدّه بالعتاد المتطور.
13 طائرة انتحارية بعيدة المدى ومنصات إطلاق قرب مطار نيالا – مايو 2025
12 سبتمبر 2025
النتائج الرئيسية
حدّد مختبر الأبحاث الإنسانية التابع لكلية ييل للصحة العامة وجود 13 طائرة مسيّرة ذات أجنحة دلتا (UAVs) و16 منصة إطلاق قرب مطار نيالا الخاضع لسيطرة قوات الدعم السريع، وذلك في صور أقمار صناعية أرشيفية جُمعت بين 1 و6 مايو 2025. الطائرات الـ13 التي رُصدت خارج نيالا تتطابق مع ذخائر متسكّعة من طراز شاهد-136، وربما تكون من نوع Sunflower-200 أو ZT-180، والتي يتراوح مداها عادةً بين 1500 و2000 كيلومتر. ويتزامن هذا مع سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة استهدفت بورتسودان بين 3 و7 مايو 2025، نفذتها طائرات أطلقتها قوات الدعم السريع، على بُعد نحو 1600 كيلومتر من نيالا. أما منصات الإطلاق الـ16 قرب مطار نيالا فهي موجودة في جميع صور الأقمار الصناعية المتوفرة حتى 5 سبتمبر 2025 على الأقل.
رصد 13 طائرة مسيّرة دلتا و16 منصة إطلاق هوائية في نيالا
تظهر الطائرات المسيّرة الـ13 ومنصات الإطلاق الـ16 في صور الأقمار الصناعية بين 1 و6 مايو 2025 شمال مطار نيالا الخاضع لسيطرة الدعم السريع. لم تكن أي من الطائرات أو المنصات موجودة في الصور الملتقطة في 1 مايو 2025. قام مختبر ييل بتحليل صورتين التقطتا في 6 مايو: الأولى في الساعة 8:45:03 بالتوقيت العالمي (10:45:03 بتوقيت وسط إفريقيا) والثانية بعد حوالي أربع ساعات عند 12:42:31 بالتوقيت العالمي (14:42:31 بتوقيت وسط إفريقيا). في الصورة الأولى، ظهرت 16 منصة جديدة مع 13 طائرة دلتا، 11 منها بجانب المنصات واثنتان على بُعد 150 مترًا غرب المنصات. وفي الصورة الثانية ذات الدقة الأقل، بدا أن الطائرات الـ11 قد وُضعت على المنصات استعدادًا للإطلاق، فيما بقيت الطائرتان الأخريان والمنصات الخمس الأخرى في مواقعها. وفي صور 9 مايو 2025 لم تظهر أي طائرات دلتا قرب المنصات، بينما بقيت المنصات في مواقعها الثابتة كما ظهرت في 6 مايو.
الطائرات التي رُصدت شمال مطار نيالا ذات تصميم جناح دلتا بعرض يقارب 2.5 متر وطول من المقدمة إلى الذيل بين 2.8 و3 أمتار. وهذه الأبعاد تقريبية بسبب دقة الصور المتاحة. تتوافق هذه الطائرات مع ذخائر متسكّعة من طراز شاهد-136، بما في ذلك Sunflower-200 (Cobtec) وZT-180 (Xi’an Bingo). وتوجد عدة نسخ من هذا الطراز بأبعاد مشابهة، وتُعرف باسم “الذخائر الانتحارية” أو “الطائرات الانتحارية” لأنها تُستخدم مرة واحدة وتُدمّر عند الاصطدام أو بعد إسقاط قذيفة تزن 20–50 كغم. يمكن إطلاق هذه الطائرات من مدرج عبر عجلات، أو بمساعدة صاروخ، أو من منصات قذف هوائية (pneumatic launchers). ويبلغ مداها عادة 1500–2000 كيلومتر، وبعضها مزود بقدرات تصوير.
من بين الطائرات الأقرب في الأبعاد لتلك التي شوهدت قرب نيالا: Sunflower-200 الصينية (بعرض 2.5 م وطول 3.2 م، بمدى 2000–2500 كم ورأس حربي 40 كغم) وZT-180 الصينية (بعرض 2.6 م وطول 2.8 م، بمدى 1800 كم ورأس حربي 35–50 كغم). السودان بكامله يقع ضمن نطاق هذين الطرازين عند الإطلاق من نيالا. بورتسودان تبعد نحو 1600 كم وكسلا نحو 1300 كم.
تقرير في يوليو 2025 ذكر أن شركة ADASI التابعة لمجموعة إيدج الإماراتية وقّعت اتفاقًا مع شركة Cobtec الصينية عام 2024 لإنتاج Sunflower-200 بترخيص يشمل تعديل الطائرة. أما صحيفة دير شبيغل الألمانية فقد نشرت في فبراير 2023 أن شركة Xi’an Bingo الصينية كانت تتفاوض مع الجيش الروسي لإنتاج ZT-180 على نطاق واسع، لكن الشركة نفت أي علاقة تجارية مع روسيا.
منصات الإطلاق الهوائية
الأجسام الـ16 المرصودة قرب مطار نيالا تطابق في أبعادها منصات إطلاق هوائية للطائرات من طراز شاهد، بعرض نحو 1.2 متر وطول 3 أمتار. تقييم أنها منصات إطلاق يستند إلى:
📌 وضعية الطائرات في صور 6 مايو الأولى والثانية.
📌 تطابق الشكل والأبعاد مع أنظمة إطلاق هوائية معروفة لشاهد.
هجمات مزعومة بطائرات “انتحارية” على بورتسودان
في 3 مايو 2025 عند منتصف الليل بالتوقيت العالمي، زُعم أن القوات المسلحة السودانية استهدفت مطار نيالا بطائرة مسيّرة ودمرت طائرة IL-76 وقتلت عدة أشخاص بينهم طيار من جنوب السودان. في اليوم نفسه، أطلقت قوات الدعم السريع سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة على بورتسودان ومناطق أخرى بعيدة عن خطوط القتال.
📌 في الساعات الأولى من 3 مايو: هجمات على مطارات بورتسودان وكسلا، شملت قاعدة عثمان دقنة ومبنى الشحن.
📌 في 4 مايو: استهداف مطار بورتسودان وقاعدة عثمان دقنة ومنطقتين مدنيتين.
📌 في 5 مايو: استهداف مطار بورتسودان ومصفاة نفط.
📌 في 6 مايو: ضرب فندق كورال مارينا، مستودعات نفط قرب الميناء الجنوبي، وقاعدة بحرية.
📌 في 7 مايو: استهداف قاعدة بحرية واعتراضها من الدفاع الجوي للقوات المسلحة.
واستمرت الهجمات بعد 7 مايو 2025.
📌 بورتسودان تبعد 1600 كم عن نيالا وكسلا 1300 كم، أي ضمن نطاق الطائرات التي رُصدت في صور 6 مايو قرب مطار نيالا.
المندوب الدائم للسودان لدى الأمم المتحدة قال إن الطائرات جاءت من “قواعد على البحر الأحمر”، لكن اللواء الجوي السابق عادل عبد اللطيف أوضح لراديو دبنقا أن “الاقتراب من البحر لا يعني بالضرورة قدومها من خارج البلاد، بل يمنحها قدرة أفضل على المناورة والعودة لقاعدتها”.
حتى قبل هذا التقرير، لم تكن هناك أدلة واضحة على مصدر الطائرات المشاركة في هجمات مايو 2025، رغم وجود تقارير عديدة – بلا إثبات – تزعم أن الدعم السريع استخدم طائرات صينية من بينها Sunflower-200.
تحليل الأمن الإنساني
📌 يخلص هذا التقرير إلى أن مليشيا الدعم السريع تمتلك قدرات على استخدام الطائرات المسيّرة الانتحارية انطلاقًا من مطار نيالا منذ مايو 2025 على الأقل.
ويجب التنويه إلى أن هذه التقنية قادرة على الوصول إلى كامل الأراضي السودانية انطلاقًا من موقعها في مطار نيالا، مما يمثل خطرًا وشيكًا وواضحًا على المدنيين، والبنى التحتية الحيوية، ووصول المساعدات الإنسانية.
📌 بالنظر إلى الهجمات التي نُفذت بطائرات مشابهة، بما في ذلك على الخرطوم وأم درمان في 9 سبتمبر 2025، فإن هذه القدرة ينبغي التعامل معها على أنها متحركة بدرجة عالية، وقابلة للنقل بسرعة إلى مواقع جديدة لتنفيذ الهجمات، وكذلك لإخفائها بسرعة بعد الإطلاق.
إن امتلاك مليشيا الدعم السريع لهذه القدرة يشكل دليلًا إضافيًا على استمرار تدفق الدعم اللوجستي والمادي من أطراف أجنبية متقدمة تقنيًا تزوّد المليشيا بأسلحة متطورة.