مختبر أمريكي يكشف عن عمليات قتل جماعي نفذتها مليشيا الدعم السريع
27 أكتوبر 2025
وجد مختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل (HRL) أدلة من صور الأقمار الصناعية والمصادر المفتوحة تتسق مع عمليات قتل جماعي نفذتها مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) بعد سيطرتها على مدينة الفاشر في شمال دارفور.
و وفقًا لتحليل مختبر ييل، لوحظت مركبات المليشيا في تشكيلات قتالية تقوم بعمليات تطهير متعاقب للمنازل في حي درجة أولى، وهو حي لجأ إليه المدنيون قبل أسبوع فقط. تكشف صور الأقمار الصناعية عن جثث وعلامات تلون بالأرض على مقربة من مركبات المليشيا وضمن 250 مترًا من مسجد الصافية، الذي استهدفته طائرة مسيرة تابعة للجنجويد في سبتمبر الماضي وأسفرت عن مقتل نحو 78 شخصًا.
وتظهر الصور أيضًا جثثًا بالقرب من الساتر الترابي المحيط بالفاشر، وهو ما يتوافق مع تقارير عن إعدامات وقتل مدنيين يحاولون الفرار من المدينة. تتسق هذه النتائج مع عدة تقارير موثوقة عن عمليات قتل جماعي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمصادر المفتوحة.
كما تشير صور الأقمار الصناعية إلى مجموعات كبيرة من الناس يغادرون المدينة، متجهين جنوبًا نحو مخيم زمزم للنازحين الذي تسيطر عليه المليشيا وغربًا نحو طويلة ، وهو ما يؤكد تقارير عن فرار المدنيين من الفاشر في الساعات الأخيرة. تظهر أجسام تتوافق مع البشر على طول الطريق المؤدي إلى زمزم، الذي كان سابقًا أحد أكبر المخيمات للنازحين داخليًا في السودان وأصبح الآن قاعدة عمليات للمليشيا. كما يحدد مختبر ييل مجموعات من الناس تتحرك غربًا نحو الساتر المحيط بالمدينة.
في ختام التقرير، يؤكد المختبر:
يواصل مختبر البحوث الإنسانية في جامعة ييل (HRL) التحقيق في الفظائع والانتهاكات المستمرة ضد المدنيين في المنطقة. يجب على العالم أن يتحرك بشكل عاجل للضغط على مليشيا الدعم السريع وداعميها، ولا سيما الإمارات العربية المتحدة، من أجل إنهاء العنف الدائر. إن أفعال مليشيا الدعم السريع، كما وثقها مختبر ييل في تقاريره المتكررة أثناء حصار الفاشر، قد ترقى إلى جرائم حرب أو جرائم ضد
الإنسانية أو حتى إبادة جماعية.
ورغم أن بعض الدول قد تدّعي لاحقًا أنها لم تستطع منع هذه الفظائع، إلا أنه لا يمكنها الادعاء بأنها كانت تجهل حدوثها.