روسيا تطالب الدعم السريع بمراعاة المصالح الوطنية وعدم الانجرار خلف التطلعات الشخصية
وجهت موسكو انتقادًا نادرًا لقوات الدعم السريع مطالبةً إياها دون ان تقول اسمها صراحة “مراعاة بالمصالح الوطنية للسودان وليس التطلعات الشخصية”، فيما بدا أنه تحول في الموقف الروسي بشأن الصراع السوداني.
وترتبط قوات الدعم السريع بمجموعة فاغنر الروسية، لكن في العام الماضي توترت العلاقة بين الشركة العسكرية والحكومة الروسية، وبعد وفاة قائد المجموعة، يفغيني بريغوجين،في حادث تحطم طائرة سيطرت موسكو على هذه الجماعة شبه العسكرية وأصبحت تابعة لها.
وقالت نائبة المندوب الدائم لروسيا في الأمم المتحدة، آنا إيفستينييفا، في كلمة أمام جلسة لمجلس الأمن بشأن الوضع الانساني في السودان، الخميس، إن السلطات السودانية أبدت استعدادها للعمل من أجل التوصل إلى حل إيجابي للمشاكل العاقلة، مضيفة “وهو ما نعتقد أنه يمكن أن يكون نقطة البداية لتحقيق تسوية شاملة للصراع”.
وأضافت المسؤولة الروسية أنه “لتحقيق هذه الغاية، يجب على الطرف الاخر الالتزام بعملية التسوية وأن يضع المصالح الوطنية للسودان فوق أي اعتبارات شخصية. في إشارة واضحة لقوات الدعم السريع، التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف أبريل الماضي.
وقالت ان السودان يحتاج إلى إيجاد حلول مقبولة من الجميع للخروج من المرحلة الحادة الحالية من الصراع وأشارت الى مخرجات عملية جدة، خاصة إعلان الالتزام بحماية المدنيين السودانيين في 11 مايو 2023 باعتبار انها يمكن ان تساهم في هذه الجهود.
وأكدت أنه يمكن للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمضان لعمامرة، أن يلعب دورًا حاسمًا في توحيد وتعميم جهود الوساطة، في إطار التفويض الحالي الممنوح له. واشادت بما أسمته نهج “الدبلوماسية الهادئة” الذي يتبعه وقالت ان هذا هو المطلوب في هذه المرحلة على عكس تجربة اليونتامس السالبة، على حد قولها.
وفيا يتعلق بالجهود الجارية لإنهاء النزاع، أشادت بجهود الاتحاد الافريقي والايقاد إلا انها شدد على ان الحل في نهاية الامر يظل في يد السودانيين أنفسهم وهم قادرون على تحقيق السلام والحفاظ على وحدة البلاد واستقرارها.
وشددت الدبلوماسية الروسية على ضرورة ان يحتفظ مجلس الأمن وأعضاؤه بمسافة كافية من أطراف الصراع مشيرة إلى ان مثل هذا السلوك من شأنه المساعدة في استعادة ثقة السودانيين بمنظومة الأمم المتحدة. ووبخت من جديد قيادة اليونتامس وقالت انها ضعضعت هذه الثقة.
الوضع الإنساني
وبشأن الوضع الإنساني في السودان، قالت المسؤولة الروسية، إن بلادها تتفهم قلق المجتمع الدولي والأمانة العامة للأمم المتحدة بشأن الوضع الإنساني المعقد هناك.
وعادت وقالت من جديد إن قرار السلطات السودانية في الخامس من مارس الجاري والذي سمح للإمدادات الإنسانية بالدخول عبر مناطق خاضعة لسيطرتها على الحدود مع تشاد وجنوب السودان ومصر، وكذلك جواً إلى عدد من المطارات، يعالج المخاوف التي تم التعبير عنها سابقًا.
وتابعت “كما قالت منسقة الشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، فإن هذه خطوة مرحب بها ومن شأنها أن تسهل إلى حد كبير جهود الأمم المتحدة وشركائها لتقديم المساعدة المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين، كما انها هي تتماشى مع إعلان جدة بشأن تنظيم ممرات إنسانية آمنة ومستدامة بضمانة أطراف النزاع”.
ورأت أن خفض مستوى التعاون الإنساني مع السلطات الحالية سيكون خطوة خاطئة، خاصة وانه يقع على عاتق هذه السلطات مسؤولية معالجة الوضع الإنساني المتردي في البلاد. وشددت على ان فتح الحدود التشادية عبر مختلف الممرات خلال الاشهر الماضية لم يكن كافيا لحل الازمة الانسانية