بريطاني الجنسية واحد ضحايا الاحتجاز التعسفي والتعذيب لدى مليشيا الدعم السريع يرد على صحيفة الغارديان… ويروي اهوال الفظائع التي ترتكبها المليشيا ضد الشعب السوداني الاعزل

0

عزيزي/عزيزتي المحرر،

أكتب إليكم للتعبير عن قلقي العميق وخيبة أملي بشأن المقال الذي نشرته صحيفة الغارديان في 22 يوليو 2024، والذي اتهم الجيش الوطني السوداني بارتكاب جرائم شنيعة. بصفتي ضحية للصراع المستمر في السودان، وجدت محتوى هذا المقال مضللًا للغاية ومهينًا بشدة.

بعد أن تم احتجازي من قبل قوات الدعم السريع (RSF) وتعرضي للتعذيب، أدركت تمامًا الطبيعة الحقيقية للفظائع التي تُرتكب في السودان. قوات الدعم السريع، المدعومة من المرتزقة الدوليين، مسؤولة عن العديد من جرائم الحرب، بما في ذلك القتل الجماعي والاغتصاب والتشريد. المقال المعني فشل في تمثيل هذه الحقائق بشكل دقيق، بل وصوّر الجيش الوطني السوداني كالمعتدي الرئيسي. هذا التحريف يخفي الحقيقة حول الحرب والمجرمين الحقيقيين وراء هذه الأفعال الشنيعة.

لطالما كنت أعتبر صحيفة الغارديان صحيفة تتمتع بالصدق والنزاهة الصحفية. ولكن هذا المقال كان بمثابة خيانة للشعب السوداني الذي عانى بشدة على يد قوات الدعم السريع. من خلال تقديم نسخة مشوهة من الأحداث، يساهم المقال بشكل غير مباشر في التغطية على جرائم قوات الدعم السريع تحت ستار الحكم المدني، مما يزيد من معاناة الشعب السوداني المنكوب بالفعل.

في حين أنني على علم بأن صحيفة الغارديان قد سحبت المقال، إلا أن الضرر قد وقع بالفعل. تستمر الرواية الزائفة في الانتشار على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يتم استخدامها من قبل مؤيدي قوات الدعم السريع والناشطين لتعزيز أجندتهم. هذه الحملة المستمرة لنشر المعلومات الخاطئة تزيد من معاناة الشعب السوداني وتقوض الجهود المبذولة لتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة الحقيقيين على العنف.

هذه المنشورات لا تضلل الجمهور فحسب، بل تشجع قوات الدعم السريع على ارتكاب المزيد من الفظائع. مع انتشار هذه الروايات الزائفة، يفقد المزيد من السودانيين أرواحهم، ويُشرد المزيد من الناس من منازلهم، وتتعرض المزيد من النساء للاغتصاب. يساهم كل مقال مضلل في خلق بيئة يمكن لقوات الدعم السريع أن تعمل فيها دون عقاب، مع العلم أن الإدراك الدولي منحاز لصالحها.

أحث صحيفة الغارديان على اتخاذ خطوات إضافية لتصحيح هذا الوضع. إن الاعتراف العلني بالخطأ وإصدار تصحيح مفصل سيساعد في تخفيف الضرر الذي تسببت فيه النشرية الأولية. علاوة على ذلك، فإن مقالًا يعكس بدقة تعقيدات الصراع والمصادر الحقيقية للعنف سيساهم بشكل كبير في تثقيف قرائكم ومواجهة انتشار المعلومات الخاطئة.

من المهم أن تسعى وسائل الإعلام الدولية إلى الحقيقة وتقدم تقارير دقيقة، بدلاً من ترويج الروايات التي تحجب القضايا الحقيقية والجناة. يستحق الشعب السوداني العدالة والشفافية، وليس المزيد من التمييز من خلال التقارير المضللة.

شكرًا لكم على اهتمامكم بهذه المسألة العاجلة. أتطلع إلى رؤية التدابير التصحيحية المتخذة لمعالجة الأخطاء في المقال وللحفاظ على نزاهة الصحافة التي تُعرف بها صحيفة الغارديان.

مع فائق الاحترام،

يسلم ابراهيم الطيب

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.