تحقيق خطير لرويترز حول الأسلحة البلغارية
(رويترز) – تحقق لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، مكلفة بمراقبة العقوبات على السودان، في كيفية وصول قذائف هاون صُدرت من بلغاريا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قافلة إمدادات لمقاتلي مليشيا قوات الدعم السريع (الجنجويد)، ووفقًا لرسالة اطلعت عليها رويترز، أبلغت بلغاريا محققي الأمم المتحدة بأنها شحنت قذائف هاون عيار 81 ملم تحمل نفس الرقم التسلسلي إلى الجيش الإماراتي في عام 2019، وذلك وفقًا لرسالة مؤرخة في 19 ديسمبر من البعثة الدائمة لبلغاريا لدى الأمم المتحدة، اطلعت عليها رويترز.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية لرويترز إنه لم يطلب أحد إذنها لإعادة تصدير الذخائر إلى طرف ثالث:
يرتكز التقرير على تحقيق حصري أجرته وكالة رويترز، يكشف أن لجنة تابعة للأمم المتحدة تحقق في دور دولة الإمارات العربية المتحدة في تزويد مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) بالأسلحة في السودان. ويركز التحقيق على كيفية وصول قذائف هاون بلغارية (يبدو أن الأمر من تداعيات تقرير فرانس 24) ، صُدرت أصلاً إلى الإمارات، إلى أيدي المليشيا خلال الصراع في دارفور. كما يسلط التقرير الضوء على الدعوى القضائية التي رفعتها السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، بتهمة التواطؤ في ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
————
رويترز – حصري: لجنة تابعة للأمم المتحدة تحقق في صلات إماراتية بالأسلحة المضبوطة في دارفور
بقلم: ريد ليفينسون وديفيد لويس
لندن، 29 أبريل (رويترز) – تحقق لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة، مكلفة بمراقبة العقوبات على السودان، في كيفية وصول قذائف هاون صُدرت من بلغاريا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة إلى قافلة إمدادات لمقاتلي مليشيا قوات الدعم السريع (الجنجويد)، وفقًا لرسالة اطلعت عليها رويترز.
وقد حُجزت قذائف الهاون من القافلة في نوفمبر الماضي في منطقة شمال دارفور بالسودان، وكانت تحمل نفس الرقم التسلسلي الذي أبلغت بلغاريا محققي الأمم المتحدة أنها صدّرته إلى الإمارات في عام 2019. وقد ظهر الرقم التسلسلي بوضوح في الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها عناصر مليشيات موالية للحكومة عقب عملية المصادرة.
أبلغت بلغاريا محققي الأمم المتحدة بأنها شحنت قذائف هاون عيار 81 ملم تحمل نفس الرقم التسلسلي إلى الجيش الإماراتي في عام 2019، وذلك وفقًا لرسالة مؤرخة في 19 ديسمبر من البعثة الدائمة لبلغاريا لدى الأمم المتحدة، اطلعت عليها رويترز.
وقالت وزارة الخارجية البلغارية لرويترز إنه لم يطلب أحد إذنها لإعادة تصدير الذخائر إلى طرف ثالث.
وأضافت: “نؤكد بشكل قاطع أن السلطة المختصة في بلغاريا لم تصدر ترخيص تصدير لمنتجات مرتبطة بالدفاع إلى السودان.”
أدى الصراع في السودان إلى مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص وتشريد ملايين آخرين من منازلهم. وكانت الولايات المتحدة قد خلصت العام الماضي إلى أن عناصر من قوات الدعم السريع (الجنجويد) ومليشيات متحالفة معها قد ارتكبوا جرائم إبادة جماعية في المعارك منذ مايو 2023.
وعندما سألت رويترز المسؤولين الإماراتيين عن الذخائر البلغارية، أشاروا إلى أحدث تقرير سنوي صادر عن لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة، والذي يتضمن نتائج تحقيقاتها حول تدفق الأسلحة والأموال إلى دارفور.
وقد تم تقديم التقرير، الذي اطلعت عليه رويترز، إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أبريل، لكنه لم يُنشر للعامة. وأشار التقرير إلى الإمارات فقط في سياق دورها في عمليات حفظ السلام في السودان.
وقال المسؤولون الإماراتيون لرويترز: “يوضح التقرير أنه لا توجد أدلة موثوقة تثبت أن الإمارات قدمت أي أسلحة أو دعم ذي صلة إلى قوات الدعم السريع (الجنجويد).”
لكن الرسائل المتبادلة بين المسؤولين الإماراتيين ولجنة الأمم المتحدة تُظهر أن المحققين يواصلون فحص دور الإمارات في الصراع.
وتُظهر الرسائل، التي اطلعت عليها رويترز، أن السلطات الإماراتية رفضت تزويد المحققين الأمميين بكشوف الشحن التي طلبوها لخمسة عشر رحلة جوية مختلفة، انطلقت من مطارات إماراتية وهبطت في أمدجراس وإنجمينا في تشاد.
في 26 نوفمبر، وجّهت لجنة الأمم المتحدة رسالة إلى السلطات الإماراتية تطلب فيها كشوف الشحن الخاصة بتلك الرحلات. وفي رد بتاريخ 10 ديسمبر، رفضت الإمارات تقديم تلك المعلومات، مشيرة إلى عدم قدرتها على الامتثال للموعد النهائي الضيق.
وبدلاً من ذلك، قدمت الإمارات تفاصيل تتعلق بحوالي 22 طناً مترياً من المواد المشحونة على ثلاث رحلات إلى أمدجراس، تضمنت مواد غذائية وأدوية ومركبات مدنية. وقد مثلت هذه المواد، كما ورد في الرسالة، حوالي نصف سعة طائرات الشحن من طراز IL-76، والتي تستطيع حمل ما يصل إلى 40 طناً مترياً في الرحلة الواحدة.
وقد وثّقت لجنة الأمم المتحدة عملية مصادرة الذخائر التي حدثت في نوفمبر ضمن تقريرها السنوي. حيث اعترضت مليشيا موالية للحكومة السودانية مركبات تابعة لقوات الدعم السريع كانت تنقل قذائف هاون وذخائر أخرى، وقامت بنشر مقاطع فيديو وصور للأسلحة التي تم الاستيلاء عليها. ولم يناقش تقرير المحققين أصل هذه الذخائر.
وامتنعت الأمم المتحدة عن التعليق على هذا التقرير.
من جانبها، نفت الإمارات مرارًا الاتهامات بأنها تؤجج الصراع من خلال تسليح قوات الدعم السريع (الجنجويد) في حربها ضد الجيش السوداني.
لم ترد الإمارات على أسئلة رويترز المتعلقة بكشوف الشحن.
وتتمثل إحدى النقاط الرئيسية التي يبحثها المحققون في معرفة الجهة التي تزوّد قوات الدعم السريع (الجنجويد) بالأسلحة، بعد أن أحكمت سيطرتها على أجزاء واسعة من دارفور عبر حملة دموية.
وفي الشهر الماضي، تقدمت السودان بدعوى ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية. وتتّهم الحكومة السودانية الإمارات بانتهاك التزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية من خلال تسليح مليشيا الدعم السريع (الجنجويد). وقد بدأت المحكمة جلسات الاستماع الأسبوع الماضي.
من جانبها، نفت الإمارات هذه الاتهامات، ودفعت بأن المحكمة لا تملك الاختصاص للنظر في القضية.