إعتراض مكالمات هاتفية منتظمة بين المجرم حمدان حميدتي وقادة في الإمارات

0

تحقيق إستقصائي لنيويورك تايمز يكشف ‏وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأمميين،ان الولايات المتحدة إعترضت مكالمات هاتفية منتظمة بين المجرم حمدان حميدتي وقادة في الإمارات، من بينهم الشيخ منصور. وساعدت هذه المعلومات الإستخباراتية المسؤولين الأمريكيين على الإستنتاج بأن هذا الأمير الإماراتي المتواضع ظاهريًا قد لعب دورًا محوريًا في جهود تسليح مليشيا الدعم السريع، مما أجّج صراعًا مدمرًا أدى إلى مجاعة وأكبر أزمة إنسانية في العالم.

——————————————
داخل الإمبراطورية الخفية: كيف ساهم الشيخ منصور والإمارات في إشعال حرب السودان وبناء نفوذ عالمي

في تحقيق استقصائي نُشر في نيويورك تايمز بعنوان:

الشيخ الذي غزا عالم كرة القدم ودلّل أمراء الحرب الشيخ نائب رئيس دولة الإمارات معروف بامتلاكه أحد أبرز أندية كرة القدم البريطانية.
لكن خلف الكواليس، يُوصف بأنه “رجل المهام” الذي يدير الحروب الخارجية السرية لبلاده.

يكشف الصحفيان ديكلان والش (من نيروبي وبورتسودان) وطارق بانجا (من لندن) عن الدور العميق والسري الذي لعبه الشيخ منصور بن زايد آل نهيان — نائب رئيس الوزراء في دولة الإمارات — في تأجيج الحرب الأهلية الكارثية في السودان، بينما كان في الوقت ذاته يعزز نفوذه العالمي عبر الرياضة والإعلام والدبلوماسية في الخفاء.
وبالاستناد إلى معلومات استخباراتية أميركية ومقابلات حصرية وسجلات مالية، يتتبع التقرير كيف قام الشيخ منصور بتسليح قوات الدعم السريع بقيادة الجنرال محمد حمدان دقلو، رغم الاتهامات الدولية بارتكاب جرائم حرب وفظائع مروعة. من شحنات الطائرات المسيّرة السرية في تشاد إلى صفقات بمليارات الدولارات في واشنطن ولندن، يكشف التحقيق كيف أن واجهة القوة الناعمة الإماراتية — من مانشستر سيتي إلى محاولات شراء وسائل إعلام كبرى — تخفي وراءها طموحات قوة خشنة تمتد عبر أفريقيا والشرق الأوسط.

ليست هذه قصة عن الحرب والثروة فحسب، بل عن الطموح غير المحدود، والسرية، والتواطؤ العالمي الذي يعيد رسم خرائط النفوذ في القرن الحادي والعشرين.

مقتطفات :
📌في فبراير 2023، يستقبل علنًا قائدًا سيئ السمعة من صحارى غرب السودان — رجلًا استولى على السلطة عبر انقلاب، وجمع ثروة من تجارة الذهب غير المشروعة، وتواجهه اتهامات بارتكاب فظائع واسعة النطاق.

📌فقد أنشأت جمعيات خيرية يسيطر عليها الشيخ منصور مستشفى، قائلة إنها تعالج المدنيين. لكن هذا الجهد الإنساني كان أيضًا غطاءً لجهود سرية إماراتية لتهريب طائرات مسيّرة وأسلحة قوية أخرى إلى مجموعة المجرم حمدان، المعروفة باسم قوات الدعم السريع، أو “R.S.F.”،

📌وفقًا لمسؤولين أمريكيين وأمميين. الولايات المتحدة اعترضت مكالمات هاتفية منتظمة بين الجنرال حمدان وقادة في الإمارات، من بينهم الشيخ منصور. وساعدت هذه المعلومات الاستخباراتية المسؤولين الأمريكيين على الاستنتاج بأن هذا الأمير الإماراتي المتواضع ظاهريًا قد لعب دورًا محوريًا في جهود تسليح قوات الجنرال حمدان، مما أجّج صراعًا مدمرًا أدى إلى مجاعة وأكبر أزمة إنسانية في العالم.

📌وفقًا لأكثر من اثني عشر مسؤولًا أمريكيًا وأفريقيًا وعربيًا أجريت معهم مقابلات، وُصف الشيخ منصور بأنه في طليعة الدفع العدواني الذي تقوم به بلاده لتوسيع نفوذها في أفريقيا والشرق الأوسط.

📌قال أندرو بي. ميلر، الدبلوماسي الأمريكي السابق البارز: “هو رجل المهام، المكلّف، الذي يُرسل إلى أماكن لا تحظى بالبريق أو الاهتمام الإعلامي، لكنها ذات أهمية استراتيجية للإماراتيين. يبدو أن هذه هي زاويته المتخصصة.”

📌واجهت الإمارات رفضًا علنيًا شديدًا. فقد تم منع محاولتها لشراء ستة موانئ بحرية في الولايات المتحدة إثر ردّ فعل سياسي غاضب، رغم التحالف الوثيق بين الإمارات وواشنطن بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. وقد شكّل ذلك لحظة محورية دفعت القادة الإماراتيين لإعادة صياغة صورتهم الدولية من خلال الاستثمار في الثقافة، والتعليم، والرياضة. وتولى الشيخ منصور زمام المبادرة في مجال كرة القدم.

📌عام 2015 تقريبًا، لاحظ المسؤولون الأميركيون أن الشيخ منصور كان يتحدث بانتظام مع حفتر، ويتولّى بهدوء إدارة العلاقة معه، وفقًا لعدة مسؤولين أميركيين. وقال أحدهم: “عندها أدركنا أن الإماراتيين يضعون أموالهم خلف حفتر”.

📌قال جيفري فيلتمان، المبعوث الأميركي إلى القرن الأفريقي من 2021 إلى 2022: “كنّا ندرك دائمًا أن من يقف وراء الكواليس في الملف السوداني هو منصور.”

📌 لفت ذوق الشيخ منصور في اليخوت أنظار المدعين العامين الأميركيين، الذين قالوا إنه موّل يختًا آخر يُدعى “توباز” بأموال مأخوذة من فضيحة “1MDB” الشهيرة.

📌قالت كلير روكاسل براون، مؤلفة كتابين حول فضيحة “1MDB”: “هناك ما يكفي من الأدلة التي تشير إلى منصور، لكن من الواضح أن لا أحد يريد أن يقترب منه.”

📌ويرى منتقدون أن هذه الحادثة نموذج تقليدي للامتيازات التي يتمتع بها قادة الإمارات، والذين غالبًا ما تحميهم ثرواتهم الهائلة. وشبّهت ستيفاني ويليامز، الدبلوماسية الأميركية المخضرمة التي قادت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، قادة الإمارات بشخصيات رواية “غاتسبي العظيم” الخيالية.

📌قالت ويليامز، مقتبسة من الرواية الأميركية الكلاسيكية: “يأتون ويثيرون الفوضى بأموالهم واستهتارهم، ثم يتركون الآخرين لتنظيف آثارهم.”

📌 تنفي الإمارات دعمها لأي طرف في حرب السودان. لكن منذ الأيام الأولى للنزاع، علمت الولايات المتحدة أن الإمارات كانت تؤوي الجنرال حمدان في أبوظبي وتزوّد مقاتليه بالسلاح على الأرض، بحسب مسؤولين أميركيين.

📌وفي عام 2024، واجه المبعوث الأميركي إلى السودان، توم بيريلو، الشيخ منصور بشأن دعمه للجنرال حمدان، وذلك خلال اجتماع في الإمارات، وفقًا لمسؤول أميركي. وقد تهرّب الشيخ منصور من التهمة، قائلاً إن مسؤولية إحلال السلام تقع على أعدائه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.