«مرصد بيم» في أخطر تقرير يكشف عن شبكة تضليل «إسرائيلية – إماراتية» على منصة «إكس» درجت على مهاجمة #الجيش السوداني بتقارير مضللة

0

#متابعات الحقيقة

10/06/2024
مرصد بيم, ميديا
10 يونيو 2024 – في خضم صراع الأجندة السياسي الدائر على شبكة الإنترنت المرتبطة بالحرب في السودان، كشف «مرصد بيم» عن شبكة تضليل «إسرائيلية إماراتية» نشطة على منصة إكس درجت على مهاجمة الجيش السوداني ومحاولة ربطه بجماعة الإخوان المسلمين، كما تروج الشبكة لوجود كيانات إرهابية متطرفة وكيانات تابعة لـ«داعش» تشارك في الحرب الدائرة حاليًا في السودان، إلى جانب الجيش، وهو الادعاء الذي لم نجد أية أدلة تدعمه.

يأتي استهداف حملات التضليل المنسقة للفضاء الرقمي السوداني والتي تكررت على مدى السنوات الأخيرة، في إطار موقع البلاد الجيوسياسي الحساس، في محاولة للتأثير على الرأي العام السوداني واختراقه، لتحقيق مصالح قوى داخلية وخارجية.

وكانت دراسة بيئة المعلومات المضللة التي نشرها «مرصد بيم» عام 2022 قد سلطت الضوء على الفاعلين الدوليين في المشهد الإعلامي السوداني، موضحة نشاط بعض الدول في الفضاء الرقمي السوداني بنشر معلومات كاذبة ومضللة.

إقرأ المزيد

بيئة المعلومات المضللة في الفضاء السوداني
في هذا السياق، لاحظ فريق «مرصد بيم» ، نشاط عدد كبير من الحسابات على منصة التواصل الاجتماعي إكس تنشر محتوى تهاجم فيه الجيش وترسم فيه حلقة وصل بين الجيش وجماعة «الإخوان المسلمين» متناولة في ذلك بعض الأحداث الجارية في السودان وتصويرها على أنها ممارسات جماعة الإخوان المسلمين و«داعش» في السودان ضد المواطن السوداني والأقليات المسيحية، وتقوم كذلك بربطها وتشبيهها، بأعمال وسلوك حركة المقاومة الفلسطينية «حماس».

تستهدف الشبكة بصورة مباشرة الدفاع عن «إسرائيل» عبر عرض انتهاكات تحدث في السودان والادعاء بأنها انتهاكات يقوم بها الجيش السوداني والجماعات الإسلامية المتطرفة وأن العالم يغض الطرف عن هذه الانتهاكات، بينما يتم التركيز فقط على انتهاكات «إسرائيل» في غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

حريق كنيسة المخلص في أم درمان ودور الإخوان المسلمين
في شهر مارس الماضي نشر حساب على منصة التواصل الاجتماعي إكس باسم امجد طه وهو إماراتي الجنسية ويعرف نفسه بأنه خبير في الشؤون الاستراتيجية في الشرق الأوسط بنشر محتوى تضمن مقطع فيديو لحريق نشب في كنيسة في مدينة أم درمان.

صاحب المنشور علق قائلًا: عاجل: «هذه واحدة من أكبر الكنائس في أفريقيا في أم درمان، #السودان والتي تم قصفها وإحراقها للتو من قبل القوات المسلحة السودانية التي تديرها جماعة الإخوان المسلمين على غرار إرهابيي #حماس في #غزة. أنا واثق من أن الأمم المتحدة ستتدخل. غدًا، من المرجح أن نشهد احتجاجات واسعة النطاق تطالب بوضع حد للتهجير القسري للمسيحيين في السودان».

عقب نشره لذلك المنشور، قامت مجموعة من الحسابات «الإماراتية» و «الإسرائيلية» بإعادة نشره أو كتابته في صفحاتهم الشخصية، تداولت مقطع فيديو الحريق بنفس النص الذي أورده «أمجد طه» وحرصت تلك الحسابات على توجيه الرأي العام لفكرة العداء الديني ضد الأقليات المسيحية في السودان في ظل الحرب الدائرة وأن الجيش يعمل على استهداف الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين بحسب وصفهم. بل وربطت حسابات إسرائيلية بين نشاط الجيش السوداني وجماعة الإخوان المسلمين التي أشاروا إلى أنها تفرض سيطرتها على الجيش، وبين نشاط «حماس».

ويشير «مرصد بيم» إلى أن الحريق الذي جرى تداوله في هذه الحملة المضللة هو حريق نشب في كنيسة المخلص في مدينة أم درمان بالفعل ولكن ذلك الحريق نشب في شهر نوفمبر من العام الماضي وتم تداول المقطع من جديد في مارس من هذا العام على أنه حدث جديد. بالإضافة إلى ذلك، أن الجيش والدعم السريع تبادلا الاتهامات بشأن مسؤولية استهداف الكنيسة، حيث ذهبت بعض الاتهامات لتحميل الدعم السريع المسؤولية، بينما أشارت تقارير إلى قيام الجيش باستهداف الكنسية، وبالرغم من عدم وجود حقيقة واضحة، إلا أن الادعاء بأن الجيش والمجموعات المرتبطة به يتحملون مسؤولية ما حدث للكنيسة لا يوجد ما يدعمه من أدلة.

عمل المنشور كذلك على الترويج لوجود كيانات إرهابية متطرفة في قيادة الجيش تعمل بشكل ممنهج على استهداف غير المسلمين وعملت على تصوير الحرب على أنها حرب دينية، كما لاحظ المرصد أيضًا أن غالبية هذه الحسابات التي تداولت هذا المنشور هي حسابات إماراتية وإسرائيلية.

يعمل حساب امجد طه أيضًا على نشر ما يبدو أنها متابعة للحالة الإنسانية في السودان وما يحدث داخليًا في السودان من نتائج الحرب منذ أبريل من العام الماضي، غير أن هذا النشر بشأن الأوضاع الإنسانية غالبًا ما يأخذ صيغة اتهامات للجيش من غير ذكر الطرف الآخر للحرب، ألا وهو الدعم السريع.

صور أفراد الجيش مع جمجمة بشرية ودوره في دعم السردية:
قام حساب أمجد طه وحسابات أخرى عقب ذلك بنشر صورة لمجند يرتدي زي الجيش السوداني ويضع قدمه فوق جمجمة بشرية وعلق على الصورة قائلًا، “هذه الحادثة ليست في #غزة ولا علاقة لها بـ #إسرائيل؛ لقد حدث ذلك في #السودان، حيث يقود الإخوان المسلمون الجيش. وكما هو الحال مع «حماس»، فقد قتلوا مدنيين والتقطوا صورًا عالية الدقة لجمجمة. ولكن كما أن هناك من ينكر الهولوكوست و7 أكتوبر، هناك أيضًا من ينكر هذه الأفعال في السودان. فهل هناك دعوات لوقف إطلاق النار في هذا الوضع؟”.

من الملاحظ أن هناك ربط بين ما يجري في السودان وما يجري في فلسطين في محاولة لتصوير الجيش و «حماس » على أنها جماعات إرهابية تستهدف المدنيين. يلاحظ أن الصور سابقة الذكر تعرضت لكثير من اللغط حيث أن الحسابات في مواقع التواصل الاجتماعي تداولتها على أنها صورة لفرد من جماعة “غاضبون بلا حدود”، البعض الآخر تداولها على أنها صورة لمجند فى الجيش غير أنه لا يوجد دليل قاطع يثبت مصدر الصورة لذا من الصعب وضع ذلك في سردية الادعاء بأنها صور لإرهابيين في الجيش فقط خلال مطابقة السلوك بين تلك الجماعات وبعض الأفراد غير المعروف أو المؤكد انتمائهم للجيش.

تقرير سكاي نيوز وتعزيز سردية وجود داعش في السودان:
عقب كل تلك السرديات المضللة التي هيأت ذهنية المتلقي لفكرة وجود جماعات إرهابية تكفيرية عبر النشر المكثف والمنسق عبر منصة التواصل الاجتماعي إكس من قبل حسابات إماراتية وإسرائيلية في أواخر مارس الماضي، جاء تقرير قناة سكاي نيوز الفضائية المملوكة مناصفة بين شركة أبوظبي للاستثمار الإعلامي وسكاي نيوز البريطانية بعنوان: «قطع للرؤوس وذبح في الشوارع.. هل دخل داعش في حرب السودان؟».

عرض التقرير في مقدمته مقطع فيديو يُظهر جنودًا مسلحين من تنظيم كتيبة أنصار دولة الشريعة المعروف بـ«داعش» على ظهور مركبات قتالية، وأضاف التقرير أن الكتيبة نعت من وصفته بنائب أمير الكتيبة مصعب حسن الملقب بـ«أبو أسامة» والذي قالت إنه قُتل في معارك الخرطوم، وتابع التقرير: «وهو أمر لا ينفصل عن خروج العديد من السجناء التابعين للتنظيمات المتطرفة «كالقاعدة» و«داعش»، بعدما قام عناصر نظام البشير بفتحها في أبريل الماضي بعد اندلاع الحرب». كما أشار التقرير إلى أن من بين الفارين أيضًا مقاتلين من جنسيات عربية وإفريقية كانوا قد أدينوا بجرائم إرهاب سابقة.

كما عرض التقرير فيديوهات أخرى تُظهر صورًا لمجند يرتدي زي الجيش ويضع قدمه على جمجمة بشرية، وفيديوهات أخرى قالت إنها لعمليات قطع رؤوس وشبهت كل ذلك بما تفعله التنظيمات المتطرفة مثل تنظيمي «القاعدة وداعش». من هنا صاغ التقرير سردية تكاد تكون مطابقة للفكرة التي تحاول هذه الشبكة نشرها، فسردية التقرير الذي نشرته سكاي نيوز اعتمدت على الكثير من المعلومات المضللة لتدعم ما جاء به. فمثلًا، نجد أن الفيديو الذي يوضح وجود «داعش» في السودان هو في الحقيقة فيديو مضلل من الصومال ولا علاقة له بالسودان.

بالإضافة إلى ذلك أن خبر نعي أمير كتيبة «داعش» في السودان الذي تضمنه تقرير سكاي نيوز لم يرد من جهة رسمية ولا يوجد ما يؤكد صحته. ولخلط الأوراق أكثر، عرضت القناة صورًا ومقاطع فيديو حقيقية لمجند بالجيش، وبعض الجنود يحملون رؤوسًا مقطوعة وربطت بين كل ذلك وسلوك «القاعدة». لكن القناة لم تشر صراحة إلى أن الصور ومقاطع الفيديو هي لجنود يتبعون إلى «داعش أو القاعدة» ، بل أحالت الأمر إلى ما أسمتها جهات داخلية لم تكشف عنها صراحة وقالت بأنهم أدانوا هذا الفعل وحملوا المسؤولية لجماعة «الإخوان المسلمون» بالسودان والجماعات المتطرفة المرتبطة بـ«داعش والقاعدة».

وكان «مرصد بيم» قد عمل على تقرير مفصل للتضليل الذي تضمنه تقرير سكاي نيوز. كما يعزز التقرير فكرة وجود تنظيمات إرهابية تدعم الجيش وتحارب معه ولكنها لم تأت بأي دليل قاطع يدعم تلك السردية.

إقرأ المزيد

ما مدى دقة تقرير «سكاي نيوز عربية» عن مشاركة «داعش» في حرب السودان؟
السمات المشتركة بين الحسابات
تتفاعل الحسابات مع بعضها البعض بالمتابعة والإعجاب وإعادة نشر المحتوى.
تنشر الحسابات المحتوى الذي يحتوي على وسم في وقت متقارب يبدو أنه منظم.
تستعمل الحسابات هاشتاقات متشابهة (#Gaza # sudan #Hamas#Israel) .
أغلب الحسابات إن لم تكن جميعها تنشر باللغة الانجليزية.
السمات المتباينة بين الحسابات:
وعلى سبيل المثال لا الحصر، الجدول أدناه يعرض أمثلة لبعض حسابات الشبكة، التي تتبع الأنماط المذكورة آنفاً:

معظم الحسابات متفاوتة في تاريخ الإنشاء بعضها تم إنشاؤه عام 2016 والبعض الآخر حديث الإنشاء في 2023.
بعض الحسابات لا تستعمل الهاشتاقات.
الخلاصة:
من خلال تحليل المحتوى ومتابعة الحسابات والوسوم التي نشرت عبرها، تبين لنا أن هذه الحسابات تعمل على نشر سردية تهاجم الجيش باعتباره يعمل تحت أمرة جماعات إرهابية وهذه الجماعات تعمل على توجيه الجيش لاستهداف الأقليات غير المسلمة. كما استغلت الشبكة في نشاطها العديد من الأحداث الجارية لدعم سرديتها الأمر الذي أسهم في انتشار ما نشرته من معلومات.
ويشير «مرصد بيم» إلى أن هذا التقرير يعمل فقط على تفنيد القرائن التي جاءت بها السردية التي نشرتها هذه الحسابات وتقرير سكاي نيوز عربية، حول مشاركة جماعات إرهابية في حرب السودان وربط ذلك بالحرب الإسرائيلية على غزة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.