واشنطن بوست: قوة شبه عسكرية سودانية تقتل العشرات بينهم “9” من عمال الإغاثة، بحسب مسؤول صحي
واشنطن بوست: قوة شبه عسكرية سودانية تقتل العشرات بينهم “9” من عمال الإغاثة، بحسب مسؤول صحي
بقلم كاثرين هاورلد وحفيظ هارون – نُشر في صحيفة واشنطن بوست
قتلت قوة شبه عسكرية سودانية نحو 100 مدني، بينهم تسعة من عمال الإغاثة، في هجوم على مخيم زمزم للنازحين الذي يعاني من الجوع الحاد، بحسب ما أفاد به مسؤول صحي إقليمي يوم السبت.
وقال إبراهيم عبد الله، المدير العام لوزارة الصحة في ولاية شمال دارفور، في منشور على فيسبوك، إن تسعة من الكوادر الطبية العاملين مع منظمة “ريليف إنترناشونال”، بينهم طبيب، قد قُتلوا في المخيم منذ تجدّد القتال العنيف يوم الجمعة.
وأضاف عبد الله أن العاملين في المجال الإنساني “تم إعدامهم”، كما قُتل 16 طفلًا داخل خلوة لتحفيظ القرآن في المخيم. وأشار إلى أن “شمال دارفور بحاجة عاجلة إلى مساعدات إنسانية وحماية المدنيين”، معبّرًا عن استغرابه من “صمت المجتمع الدولي تجاه الجرائم التي ترتكبها قوات الدعم السريع في شمال دارفور”.
وكانت منظمة “ريليف إنترناشونال” آخر منظمة إغاثية متبقية في المخيم، حيث كان طاقمها الطبي يكافح لعلاج الأطفال والنساء الحوامل والمصابين رغم الهجمات المتكررة والنقص الحاد في الضروريات الأساسية مثل الغذاء والمخدر الموضعي وخيوط الجراحة.
وقالت المنظمة في بيان:
“كان هذا هجومًا متعمدًا على البنية التحتية الصحية في المنطقة بهدف حرمان النازحين من الرعاية الصحية. نشعر بالصدمة من أن إحدى عياداتنا كانت من بين الأهداف — إلى جانب منشآت صحية أخرى في الفاشر. وقد علمنا بأمر لا يمكن تصديقه: تسعة من زملائنا قُتلوا بوحشية، من بينهم أطباء، وسائقو تحويلات طبية، وقائد فريق.”
وقالت هالة الكارب، المديرة الإقليمية لـ المبادرة الاستراتيجية لنساء القرن الإفريقي (ائتلاف سيها)، إن المطبخ المجتمعي التابع لهم، الذي كان يُستخدم لإطعام الأسر الجائعة، تعرّض لهجوم وتم إحراقه، ما أدى إلى مقتل ثلاث متطوعات، إحداهن كانت حاملًا.
ولم يكن بالإمكان الوصول إلى سكان المخيم أو المدينة عبر الهاتف بسبب انقطاع الاتصالات.
في منشور على فيسبوك، كتب أحد أعضاء غرفة الطوارئ المدنية في شمال دارفور: “المخيم يتعرض للقصف بالهاون، والقذائف تتساقط كالمطر على مخيمات النازحين، على أرضٍ غُمرت بالدماء والدموع، دون أي رقابة أو مساءلة. اللهم احفظ زمزم وأهلها وكن معهم.”
وقال مسؤول في وزارة الصحة بمدينة الفاشر – طلب عدم الكشف عن اسمه خوفًا من الانتقام – إنه كان مختبئًا داخل حفرة بعد ظهر السبت وسط قصف مدفعي كثيف وإطلاق نار شديد من جميع الاتجاهات. وأضاف في رسالة صوتية: “عدد كبير من الجرحى سيفقدون حياتهم لأن الطرق قُطعت، والكوادر الطبية قُتلت. الأطفال قُتلوا داخل الخلوة، بمن فيهم المعلمون.”
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش إن مليشيا الدعم السريع هاجمت مخيم زمزم في فبراير 2025، ودمرت البنية التحتية المدنية، وأجبرت منظمات مثل “أطباء بلا حدود” وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة على الانسحاب.
وقالت ليتيسيا بادر، مديرة المنظمة لمنطقة القرن الأفريقي: “كانت هناك مؤشرات مقلقة منذ أيام على قرب وقوع هجوم واسع النطاق. وقد ظهر عبد الرحيم دقلو، نائب قائد الدعم السريع، مؤخرًا في مقطع مصوّر وهو يحشد القوات التي تقاتل في الفاشر. وفي 10 أبريل، استهدف قصف الدعم السريع مخيم أبو شوك في الفاشر، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرة أشخاص، بينهم أطفال، بحسب تقارير المستجيبين المحليين.”
وأضافت المنظمة: “كانت هناك مؤشرات تحذيرية مشابهة قبل هجمات الدعم السريع على ضاحية أردمتا في مدينة الجنينة، عاصمة غرب دارفور، وآخر ملاذ آمن لأقلية المساليت في أواخر 2023، أعقبها مجزرة بحق المدنيين.”
وقدّرت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة أن ما بين 10,000 و15,000 شخص قُتلوا في الجنينة خلال عام 2023.
اندلعت الحرب الأهلية في السودان في أبريل 2023 بعد أن انقلب جنرالان كانا حليفين سابقًا على بعضهما البعض. ومنذ ذلك الحين، أصبحت السودان تشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم: أكثر من نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية، وأكثر من عُشرهم نزحوا من ديارهم. وقد بدأت بؤر المجاعة تنتشر في دارفور وجبال كردفان.
وقد اتسمت هجمات مليشيا الدعم السريع بعنف جنسي مروع، ونهب، وتطهير عرقي، وقتل جماعي للمدنيين. في المقابل، قصفت القوات المسلحة السودانية والميليشيات المتحالفة معها أحياءً سكنية، وارتكبت أيضًا انتهاكات، بما في ذلك إعاقة وصول المساعدات واعتقال وتعذيب وقتل المدنيين.
ولا توجد إحصائيات دقيقة للضحايا، لكن قبل عام، قدّرت الولايات المتحدة عدد القتلى بنحو 150,000 شخص.
#الدعم_السريع_يستبيح_مخيم_زمزم_للنازحين
#الدعم_السريع_منظمة_ارهابية