صحيفة لوموند الفرنسبة : الإمارات تدعم الانفصال وتفكك العالم العربي عبر سياسة خارجية عدائية

0

صحيفة لوموند الفرنسبة : الإمارات تدعم الانفصال وتفكك العالم العربي عبر سياسة خارجية عدائي:
الإثنين – 12 مايو 2025 – 2:20 م

كشفت صحيفة Le Monde الفرنسية في تحليل للكاتب والأكاديمي جان بيير فيليو أن النظام الإماراتي ينتهج منذ أكثر من عقد سياسة خارجية قائمة على دعم الحركات الانفصالية في العالم العربي، ما أدى إلى تسريع وتيرة تفكك الدول بدلًا من استقرارها، مع التركيز على تجارب ليبيا واليمن والسودان كنماذج لهذا النهج العدائي. ووصفت الصحيفة الإمارات بـ”إسبرطة الشرق الأوسط”، في إشارة إلى طبيعتها العسكرية وسياساتها الخارجية العدوانية التي تحمل بصمات واضحة لرئيس الدولة محمد بن زايد، الذي يبدي عداءً عميقًا ومتجذرًا تجاه الثورات الشعبية التي اجتاحت المنطقة العربية منذ عام 2011.

وبحسب المقال، فإن السياسة الإماراتية، رغم ادعائها السعي إلى الاستقرار ومحاربة الفوضى، تقوم فعليًا على دعم الانقسامات الداخلية وتعزيز النزعات الانفصالية في الدول التي شهدت حراكات شعبية، وذلك بدلاً من الاكتفاء بدعم أنظمة استبدادية بديلة. وترى الصحيفة أن هذه المقاربة الإماراتية ليست عشوائية، بل نابعة من قناعة استراتيجية تهدف إلى القضاء على أي إمكانية لظهور أنظمة ناتجة عن إرادة الشعوب، حتى وإن أدى ذلك إلى تمزيق وحدة الدول.

وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على الحالة الليبية، ووصفتها بأنها “المختبر الأول” الذي اختبرت فيه الإمارات استراتيجيتها الانفصالية. فبعد الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011، راهنت أبو ظبي على اللواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي كان حاكمًا عسكريًا في عهد القذافي قبل أن ينشق إلى الولايات المتحدة. وقد دعمت الإمارات حفتر ماليًا وعسكريًا، بل شاركت طائراتها في قصف العاصمة طرابلس عام 2014. ورغم هذا الدعم، فشل حفتر في السيطرة على طرابلس، مما أدى إلى انقسام البلاد بين حكومة معترف بها أمميًا في الغرب، وسلطة أمر واقع بقيادة حفتر في الشرق، وهو الانقسام الذي استمر رغم محاولات المصالحة، نتيجة للإصرار الإماراتي على الدفع نحو الحل العسكري والانفصال.

وأشارت Le Monde إلى أن الإمارات دفعت حفتر إلى شن حرب جديدة في أبريل 2019، إلا أن هذه المغامرة العسكرية لم تؤدِ سوى إلى استدعاء التدخل التركي لصالح حكومة طرابلس، دون أن تنجح في إنهاء الانقسام بين شرق ليبيا وغربها. وبعد هذا الإخفاق، لجأت الإمارات إلى تحويل مدينة بنغازي إلى قاعدة للتعاون العسكري مع روسيا، حيث وفرت الأرضية لتوسيع النفوذ الروسي، خاصة بعد انهيار نظام بشار الأسد في دمشق أواخر عام 2024، ونقل منشآت عسكرية روسية من الساحل السوري إلى مناطق يسيطر عليها حفتر.

وختمت الصحيفة تقريرها بالتحذير من أن تطوير قاعدة جوية إماراتية في منطقة معطن السارة جنوبي ليبيا بالتنسيق مع موسكو يعكس تحولًا استراتيجيًا خطيرًا، قد يُستخدم لإعادة رسم موازين القوى في شمال أفريقيا، ويزيد من حالة التفكك في ليبيا والمنطقة ككل، في ظل صمت دولي وتواطؤ من بعض القوى الغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.