تقرير لقناة الجزيرة، بعنوان: «لو كانوا قد قتلوني، لكان ذلك أفضل»

0

تقرير لقناة الجزيرة، بعنوان: «لو كانوا قد قتلوني، لكان ذلك أفضل» يتناول شهادات مروعة لنساء وفتيات سودانيات لجأن إلى مدينة أدري في شرق تشاد بعد فرارهن من مليشيا الدعم السريع. وتكشف هذه الشهادات عن العنف الجنسي المنهجي الذي تعرّضن له سواء داخل السودان على يد المليشيا، أو بعد وصولهن إلى المخيمات حيث تورط بعض عناصر الأمن التشادي أيضًا ترجمة د/ يوسف عز الدين :

🔹 تبدأ القصة بحالة إسلام، شابة من الجنينة، نجت من غارة جوية لكن عناصر مليشيا الدعم السريع اختطفوها واغتصبوها مرارًا تحت التهديد بقتل أسرتها. وتصف كيف تمنت الموت بدلًا من المعاناة التي مرت بها.

🔹 يعرض التقرير مأساة رؤى، البالغة 18 عامًا، التي أُحرقت قريتها على يد مليشيا الدعم السريع، ثم اختُطفت مع ثماني من صديقاتها على أيدي مقاتلي المليشيا، حيث تعرّضن جميعًا للاغتصاب، وماتت اثنتان منهن نتيجة الاعتداء. وبعد لجوئها إلى أدري، وقعت فريسة لاستغلال جنسي جديد على يد ضابط شرطة تشادي.

🔹 كما يروي التقرير قصة الاشام وابنتها الصغيرة حلوة، التي لم تتجاوز ثلاث سنوات حين اغتصبها جارهم في المخيم. ورغم إبلاغ الشرطة، أُطلق سراح الجاني بسرعة وسط اعتقاد واسع بأنه محمي من قبل عصابة سودانية تُعرف باسم “الكولومبيين” الناشطة في المخيم والمتورطة في المخدرات والسرقة والكحول.

🔹 ويسلّط التقرير الضوء على أوضاع المخيمات في أدري، حيث يعيش أكثر من 230 ألف لاجئ وسط اكتظاظ شديد، وانعدام الأمن، وارتفاع معدلات الجريمة. وتذكر النساء أنهن يتعرضن لتحرش أو اعتداء جنسي من قبل بعض عناصر الشرطة التشادية أو عصابات محلية، مما يدفعهن إلى مغادرة الأسواق قبل حلول المساء.

🔹 ويؤكد العاملون في المجال الإنساني أن العنف الجنسي أصبح ظاهرة متصاعدة، ارتكبته مليشيا الدعم السريع في السودان، ثم تكرر في تشاد على يد بعض عناصر الأمن التشادي أو العصابات. وازداد الأمر سوءًا مع تخفيضات التمويل الدولي التي أجبرت المفوضية على تقليص برامج الصحة والدعم النفسي، مما فاقم من معاناة الناجيات.

وفي النهاية، يوضح التقرير أن ما تريده الناجيات ليس المال، بل العدالة التي ما زالت غائبة تمامًا، في ظل الإفلات من العقاب سواء لمليشيا الدعم السريع أو للعناصر الأمنية المتورطة في تشاد.

مقتطفات :
📌 بعد أن نجت هي وعائلتها من الغارة الجوية، اختُطفت على يد عناصر من مليشيا الدعم السريع،… تقول: “لو أنهم قتلوني لكان أفضل مما فعلوه بي”، والدموع تبلل حجابها الوردي. اقتادها المقاتلون إلى قرية نائية، واحتجزوها واغتصبوها مرارًا على مدار يومين. وتروي: “كان أحدهم يمكث ساعتين أو ثلاثًا … ثم يأتي صديقه الآخر”. وتضيف: “لم أكن أستطيع التنفس”، موضحة أن الصدمة تسببت لها في إصابتها بالربو المزمن، “وحين حاولت أن أدافع عن نفسي، بدأوا يضربونني”.

📌في تقرير صدر عن منظمة العفو الدولية في أبريل، وُثّقت حوادث واسعة النطاق من العنف الجنسي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في مدن وقرى مختلفة بالسودان. وأوضح التقرير أن الاغتصاب، والاغتصاب الجماعي، والاستعباد الجنسي استُخدمت كوسائل للإذلال، وفرض السيطرة، وتهجير المجتمعات قسريًا.

📌أدى وصول اللاجئين إلى أدري إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الأساسية، مما أجج التوترات وأسهم في تصاعد الجريمة. تقول إسلام: “المكان غير آمن. فيه الكثير من المشاكل. لا يمكنك حتى إرسال فتاة صغيرة إلى السوق. قد تتعرض للسرقة أو الضرب”.

📌المركبة تعطلت، فاعترضتهم مجموعة من قوات الأمن التشادية في ثماني عربات، مطالبين بهواتفهم وأموالهم بينما فرّ السائق. وتتذكر إسلام صرخات الرجال التشاديين: “أنتم أناس سيئون، يا سودانيين. أفسدتم بلدكم، وجئتم لتفسدوا بلدنا. سنطردكم … ليس لكم مكان هنا”، ورغم أن إسلام لم تفهم حديثهم عندما انتقلوا إلى اللغة الفرنسية، إلا أن المعنى كان واضحًا. فقد ثبتها أحد الجنود أرضًا بينما بدأ الآخر بفك حزام سرواله.
وتروي: “بدأ يلمسني … ثم اغتصبني”.
يتقطع نفس إسلام وهي تستعيد تفاصيل الاعتداء، ويشتد عليها الربو.

📌وتقول: “كانت ملابسي كلها مغطاة بالدماء”. ذهبت إلى المستشفى .. السرير المجاور لها كانت تشغله ناجية أخرى من اعتداء جنسي، والتي أدركت ما مرت به على الفور.
قالت لها الفتاة المجاورة محاولة مواساتها: “إنهم يفعلون ذلك دائمًا”.

📌إحدى القيادات المحلية تقول إنها تعرف ما لا يقل عن اثنتي عشرة حالة لنساء وفتيات تعرضن للاغتصاب على يد قوات الشرطة التشادية داخل المخيم وخارجه.

📌تقول ستيفاني لوازو، مندوبة الصحة النفسية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC) والعاملة في أدري: “الأثر النفسي هائل … خاصةً إذا كنتِ قد وصلتِ وأنتِ تأملين بالاستقرار … ثم تجدين نفسكِ في خوف دائم”.

📌أحرقت مليشيا الدعم السريع منزلها في يونيو 2023. تقول: “أحرقوا قريتنا بأكملها”. قُتل في الهجوم اثنان من إخوتها، وعمّها، وثلاثة من جيرانها.

📌حاولت رؤى الهرب سيرًا على الأقدام، لكنها مع ثماني من صديقاتها في المدرسة وقعن في قبضة مقاتلي الدعم السريع، حيث تعرضن جميعًا للاغتصاب. وتضيف: “احتجزونا يومين كاملين. اثنتان منهن حتى توفيتا في ذلك المكان بسبب الاغتصاب”، والدموع تملأ عينيها وهي تتذكر صديقاتها اللواتي فقدتهن.

📌بعد مرور عامين، ما زال الرعب حاضرًا في حياتها. وتقول: “ما زلت غير قادرة على الجلوس بهدوء لفترة طويلة”. . . يدها تستند على طفلها الرضيع الذي تطعمه من صدرها. والد الطفل ضابط شرطة تشادي تعرّفت إليه في سوق أدري بعد فرارها عبر الحدود مع معظم أفراد أسرتها. وتتابع: “كان يريد ممارسة الجنس معي … فرفضت”. وتروي عن لقائها الثاني به في منزله: “أمسكني وطرحني أرضًا بقوة”، موضحةً أنه اغتصبها حينها.

📌وتضيف: “في داخلي، أنا محطمة. أحيانًا لا أستطيع الأكل. لا أستطيع النوم. ليس لدي رغبة في الحديث مع الناس … أشعر أنني تغيرت”.

📌تقول رؤى مشيرةً إلى اللاجئات اللواتي يذهبن للعمل عند السكان المحليين في أدري: “يقولون لنا إن الناس يدعونهن لغسل الملابس أو القيام بأعمال أخرى … لكن في النهاية لا يحصلن على أجر – بل يتعرضن للاغتصاب. يتم انتهاكهن. ولا يملكن أي وسيلة للدفاع عن أنفسهن”.
وقد أعرب عمال الإغاثة وقادة المجتمع عن قلقهم بشأن عدد حالات الحمل في المخيم، خصوصًا في ظل غياب أزواج كثير من النساء.

📌وكانت حنان، وهي امرأة جلست في خيمة الاستماع التابعة لليونيسف، إحدى تلك الضحايا في وقت سابق من اليوم، حين اغتُصبت أثناء جمعها للحطب.

📌تشرح كيف ذهبت هي وأطفالها في أحد أيام شهر مارس إلى منزل جيرانهم لقضاء فترة ما بعد الظهيرة معًا وتناول العشاء معًا خلال عيد الفطر.
وبينما كانت الاستعدادات للعشاء جارية، خرجت من الملجأ لغسل بطانية.
من خارج الملجأ المصنوع من القش، سمعت صوتًا جمد الدماء في عروقها. صرخت ابنتها البالغة من العمر ثلاث سنوات، “حلوة”*: “لماذا يا أمي؟ لماذا؟”. ركضت الاشام عائدة لتجد جارها يغتصب ابنتها.
تصف كيف اضطرت إلى سحب الرجل من على حلوة.
كانت ملابس الطفلة الصغيرة غارقة في الدماء.
“لقد كانت مصدومة للغاية. كان جسدها مرتخيًا”.
بينما تروي والدتها القصة، تبدأ حلوة في البكاء، وتتمتم: “لا، لا، لا” باللغة العربية عندما تسمع اسم الجاني. ترتد وتختبئ في أحضان والدتها.

📌تقول: “لو كان زوجي هنا – أو على قيد الحياة – لما سمح أبدًا بحدوث هذا لابنتي”.

📌وتشير الاشام إلى أن ابنتها حلوة باتت ترفض أن تكون من دون ملابسها الداخلية حتى عند دخول الحمام. وتقول: “إنها تصرخ: سوف يجعلني أنزف!”.

📌بلغت الشرطة عن الاعتداء على ابنتها، وتم اقتياد الرجل الذي اغتصب طفلتها للتحقيق على يد أحد قادة المجتمع، لكنها لم تلبث أن رأته بعد ساعات يسير بحرية داخل المخيم.

وتعتقد أنه محمي من قبل عصابة “الكولومبيين”، وهي عصابة سودانية غامضة معروفة بالمخدرات والسرقة والكحول.

📌وتبكي الاشام وهي تحتضن حلوة قائلة: “المال لا يفيد … أريد العدالة”.
—————————————————–
الجزء 1/10
«لو كانوا قد قتلوني، لكان ذلك أفضل»
تتضمن هذه القصة أوصافًا صادمة للعنف الجنسي، بما في ذلك ضد القاصرين. وقد يجد بعض القراء ذلك مزعجًا.

أدري، تشاد – تغيرت حياة إسلام* إلى الأبد بعد غارة جوية في نوفمبر 2023.

الشابة القادمة من الجنينة، السودان، كانت تستعد لامتحاناتها حين سقط صاروخ مباشرة على منزل عائلتها.

الآن، وهي جالسة داخل واحدة من آلاف الأكواخ المصنوعة من القش في مخيم لاجئين مترامي الأطراف في مدينة أدري على الحدود الشرقية لتشاد، تبكي إسلام البالغة من العمر 22 عامًا وهي تستعيد ما حدث لها.

بعد أن نجت هي وعائلتها من الغارة الجوية، اختُطفت على يد عناصر من مليشيا الدعم السريع، وهي مجموعة شبه عسكرية تحارب الجيش السوداني منذ عامين. هددوها بقتل عائلتها إن لم تخضع لمطالبهم.

تقول: “لو أنهم قتلوني لكان أفضل مما فعلوه بي”، والدموع تبلل حجابها الوردي.

اقتادها المقاتلون إلى قرية نائية، واحتجزوها واغتصبوها مرارًا على مدار يومين.

وتروي: “كان أحدهم يمكث ساعتين أو ثلاثًا … ثم يأتي صديقه الآخر”.

وتضيف: “لم أكن أستطيع التنفس”، موضحة أن الصدمة تسببت لها في إصابتها بالربو المزمن، وهو شيء لم تكن تعاني منه من قبل.

“وحين حاولت أن أدافع عن نفسي، بدأوا يضربونني”.

بعد يومين، أعادوها، لكن منزلها كان قد نُهب، وكل من فيه وكل ما تملكه قد اختفى. كانت تفتقد إخوتها وأخواتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.