تفاصيل مهمة وتوثيق لإنتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة يحملها العدد الجديد من مجلة الحقيقة

0

بسم الله الرحمن الرحيم
*الحقيقة*
المجلة الإلكترونية الدورية الأُولى ،المتخصصة في توثيق جرائم مليشيا الدعم السريع لتكون مرجعية للمجتمع الدولي والآليات المعنية بحماية حقوق الانسان في العالم-تصدر بثلاث لغات-العدد”28″-سبتمبر 2025-

*تمهيد*
طالبت حكومة السودان المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيق يشمل دولاً وكيانات أجنبية يتهمها بتقديم دعم عسكري ولوجستي لمليشيا الدعم السريع، وذلك في كلمة لمندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن أكد من خلالها السفير الحارث إدريس إن هذا الدعم يهدف إلى إطالة أمد الحرب وتقويض سيادة الدولة، مناشداً في الوقت نفسه المجتمع الدولي تقديم دعم مالي عاجل لتمكين المحكمة من مواصلة تحقيقاتها في جرائم دارفور.

فيما طالب إدريس مكتب المدعي العام إضافة العناصر والشخصيات من الدول الخارجية، سواء كان في الجوار السوداني أو الإفريقي أو كبير الرعاة الإقليميين، إلى التحقيق” وذلك لمساعدتهم لمليشيا الدعم السريع “على مواصلة الهجومات… والسماح بتهريب السلاح وتقديم الدعم اللوجستي والأغذية والمؤن والطائرات المسيرة والصواريخ” لاحتلال أجزاء من الإقليم السوداني بغرض إنشاء حكومتهم المزعومة، واصفاً ذلك بأنه “جريمة عدوان جديدة”.

وفي إنتصار جديد لصوت الشعب السوداني المكلوم والدبلوماسية السودانية ،طالب مجلس الأمن في 13أغسطس2025، بضرورة الإيفاء بتنفيذ القرار 2736 فوراً وفك الحصار عن الفاشر،فوراً ، ورفض المجلس بالإجماع وبشكل قاطع إنشاء سلطة موازية لمليشيا الدعم السريع في السودان.

فيما تواصل مليشيا الدعم السريع مسنودة بمرتزقة كولمبيين مدعوميبن من دولة الإمارات في إرتكاب أفظع الجرائم بغرب البلاد.

الحقيقة في عددها الــ28،تسلّط الضوء،على مشاركة المرتزقة الكولمبيين للقتال في صفوف مليشيا الدعم السريع وهجماتهم المتكررة على مدينة الفاشر المحاصرة وإحتلال هؤلاء المرتزقة الكولمبيون لأكبر مركزا لإيواء النازحين في ولاية شمال دارفور بعد قتل وتشريد آلاف الآمنين بعد أن ضربت حصاراً قوياً على المدينة منذ العام المنصرم، ومنعت وصول المساعدات الإنسانية للمعسكر مما أدى الى ظهور حالات سوء التغذية في تحدي واضح لقرار مجلس الأمن وتأكيداته المتكررة بتنفيذها.

فيما وثقت الحقيقة مجازر مليشيا الدعم السريع ومليشيا الحركة الشعبية “شمال “جناح عبد العزيز الحلو وجرائمها العرقية ضد المدنيين بكردفان ودارفور.

وتكشف الحقيقة عن أرقام صادمة للعنف الجنسي داخل معسكرات النازحين في،شمال دارفور و التي سيطرت عليها مليشيا الدعم السريع.

*الحقيقة توثق*
*العالم يوثق: بدعم إمارتي مرتزقة كولمبيون يغزون السودان ويحتلون أكبر مركز لإيواء النازحين في شمال دارفور*:
كشف تحقيق لصحيفة التلغراف البريطانية تحت عنوان- مرتزقة كولومبيون يقاتلون لصالح المتمردين للكاتب بن فارمر/

أنه شوهد ما يصل إلى “400” من “ذئاب الصحراء” داخل معسكر زمزم في دارفور، مركز الأزمة الإنسانية التي تعصف بالبلاد المنكوبة بالحرب.

يقاتل مرتزقة كولومبيون إلى جانب المتمردين وهم مليشيا الدعم السريع في معسكر لاجئين يعاني من المجاعة في السودان.

وقالت السلطات المحلية إن مقاتلين من كولومبيا، الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية، شوهدوا داخل معسكر زمزم في دارفور، والذي استولت عليه مليشيا الدعم السريع المتمردة في أبريل الماضي.

ويضم معسكر زمزم مئات الآلاف من النازحين بسبب الحرب في السودان، ويُعد مركزًا للأزمة الإنسانية التي تجتاح البلاد.

وقال محمد خميس دوُدة، المتحدث باسم إدارة المعسكر، لصحيفة سودان تريبيون: “لقد شهدنا بأعيننا جريمتين مزدوجتين: تهجير أهلنا في أبريل الماضي على يد مليشيا الدعم السريع، والآن احتلال المعسكر من قبل مرتزقة أجانب”.

وصف دوُدة مشاهدته لمجموعات مسلحة تتحدث الإسبانية تتحرك بحرية “بين أنقاض المنازل وجثث الضحايا غير المدفونة”.

وكان الجيش السوداني قد بث في وقت سابق مقطع فيديو، يُقال إنه تم العثور عليه في هاتف أحد القتلى، ويُظهر مرتزقة يتحدثون الإسبانية داخل المعسكر.

وذكرت وسائل إعلام كولومبية أن نحو ” 400″ جندي سابق تم توظيفهم في السودان ضمن كتيبة تُعرف باسم “ذئاب الصحراء”.

وقال مُبلغون من داخل المجموعة إنهم تم تجنيدهم عبر شركة أمنية “إماراتية” خدعتهم، وأخبرتهم أنهم سيؤمّنون منشآت نفطية.

لكنهم وجدوا أنفسهم بدلًا من ذلك في الخطوط الأمامية لحرب مستمرة منذ أكثر من عامين.

وقد اندلعت المعارك بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع في أبريل 2023 بعد ان تمردت مليشيا الدعم السريع على الدولة السودانية.

ويقع معسكر زمزم على بعد سبعة أميال فقط من مدينة الفاشر الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني.

● *المرتزقة الكولومبيون يدرّبون أطفالًا جنودًا في السودان*
“نحن ندرّب الأطفال ليُقتلوا”، يقول “سيزار”. في الصورة التي التقطها ونشرتها منصة La Silla Vacía، يظهر فتيان ممدّدان على أرض السافانا السودانية، يبتسمان للكاميرا ويرفعان علامة النصر بأيديهما. ملامحهما توحي بوضوح أنهما لم يبلغا 18 عامًا بعد. حولهما رجال آخرون ممدّدون على الأرض، بعضهم يصوّب بنادق AK47. في خلفية الصورة، يبرز شخصان يرتديان بزّات عسكرية بلون كريمي. مثل مصوّر الصورة، هما مرتزقة كولومبيون في السودان، مهمتهم تدريب هؤلاء السودانيين على خوض واحدة من أبشع حروب العالم.
حصلت La Silla على الصورة من “سيزار”، الاسم المستعار للجندي الكولومبي السابق الذي التقط هذا المشهد خلال أربعة أشهر قضاها كمرتزق في السودان. فضّل البقاء مجهول الهوية خوفًا من الانتقام، وأكّد أن الفتيين السودانيين اللذين ابتسما له في تلك اللحظة كانا بالفعل طفلين قام هو وغيره من الكولومبيين بتدريبهما.

يقول المرتزق: “أرسلوني كمدرّب في معسكرات التدريب. معسكرات يُجنّد فيها ألف أو ألفان أو حتى ثلاثة آلاف سوداني للتدريب. كان هناك أطفال أعمارهم 10 و11 و12 عامًا. كان هناك أيضًا أشخاص في العشرينات والثلاثينات، لكن الأطفال كانوا كثيرين، كثيرين جدًا”.

يقع معسكر التدريب الذي شهد فيه “سيزار” هذه الحقيقة – والتي وثّقها بالصور ومقاطع الفيديو التي شاركها مع La Silla – جنوب مدينة نيالا، عاصمة إقليم جنوب دارفور والقلعة العسكرية لمليشيا الدعم السريع في السودان. هذه الجماعة المسلحة أشعلت حربًا أهلية في البلاد منذ عام 2023، وهي من قامت بتجنيد الطفلين اللذين ظهرا في الصورة.

وكشفت منصة”الكرسي الفارغ” في أخطر تقرير عن تدريب مرتزقة كولومبيون لاطفال سودانيين بعمر 11 و 12 سنه حيث جُند أكثر من 300 عسكري كولومبي سابق ضمن عملية تعرف باسم “ذئاب الصحراء” (Desert Wolves).
بعضهم تم تدريبهم على الطائرات المسيّرة في قواعد قرب أبوظبي .
ويعاني المرتزقة من تاخير الرواتب .
وممنوعون من إستخدام الهواتف المزودة بكاميرات ويتم فحص أجهزتهم لمنع تسريب المعلومات:

*وقال الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو في تغريدة على X:*
أنه طلب مذكرة عاجلة بشأن قانون لحظر الارتزاق وأمر سفارتهم في القاهرة بالتأكد من مقتل “40” كولومبياً قيل إنهم قُتلوا في السودان.
وأضاف تحوّل شبابنا إلى سلعٍ تُباع للموت” فيما وصف بيترو الذين يرسلون الشباب ليقتلتوا عبثاً بأنهم “قتلة” .
ونقلت صحيفة La Silla Vacía
تصريحات لوزير الدفاع الكولومبي ييدرو سانشيز حول التحقيق مع شركات، بينها إماراتية تستأجر عسكريين كولومبيين سابقين كمرتزقة في السودان .
حيث أكد خلال تصريحاته للصحفية أن هناك مشروع قانون لحظر الارتزاق في مراحله النهائية.
حيث أكد الوزير وهنالك خطط لتحسين تدريب وإحتفاظ الجيش والشرطة، ومساعدة المتقاعدين على الانتقال للحياة المدنية.
و أكد إن أفراد القوات النظامية في كولومبيا يجب أن يخدموا بلدهم وألا يذهبوا “لجلب الموت والألم إلى أماكن أخرى”.
فيما أوضح الوزير أنهم يحققون في شبكة من الشركات التي تستأجر المرتزقة، مضيفاً: “نواصل التحقيق ونراقب عن كثب الطرق والوسائل التي يتم من خلالها نقل الكولومبيين ليصبحوا مرتزقة في دول أخرى”، مشيراً إلى أن تحقيقات La Silla Vacía أظهرت أن شركتين كولومبيتين وشركة إماراتية تقف وراء هذه العمليات.
أوضح الوزير في تصريحاته كذلك أنهم يحققون في شبكة من الشركات التي تستأجر المرتزقة، مضيفاً: “نواصل التحقيق ونراقب عن كثب الطرق والوسائل التي يتم من خلالها نقل الكولومبيين ليصبحوا مرتزقة في دول أخرى”، مشيراً إلى أن تحقيقات La Silla Vacía أظهرت أن شركتين كولومبيتين وشركة إماراتية تقف وراء هذه العمليات.
و أوضح كذلك أن الحكومة الكولمبية تعمل أيضاً على تحسين ظروف الاحتفاظ بعناصر الشرطة والجيش داخل المؤسسات الأمنية، وتعزيز تدريبهم حتى “يحافظوا على شرف الزي”. وأكد أنهم يعملون مع هيئة التدريب الوطني (Sena) وقطاع الأعمال لتسهيل انتقال العسكريين المتقاعدين إلى الحياة المدنية.

*الحقيقة توثق*
*المليشيا تضيق الخناق على مدينة الفاشر والهجرة الدولية تكشف عن إرتفاع أعداد الفارين منها إلى أكثر من مليون شخص*:
كشفت منظمة الهجرة الدولية التابعة للأمم المتحدة، عن ارتفاع أعداد النازحين من الفاشر في ولاية شمال دارفور إلى أكثر من مليون شخص.

وشنّت مليشيا الدعم السريع هجمات على معظم القرى والمناطق حول الفاشر اعتبارًا من مايو 2024، ضمن محاولاتها العنيفة للسيطرة على المدينة، والتي شملت تدمير مصادر المياه، والحصار، والانتهاكات.

وقالت منظمة الهجرة، في بيان، إن “1.014.748″ شخصًا جرى تهجيرهم من محلية الفاشر، بما يمثل أكثر من 10% من إجمالي النازحين داخليًا في السودان“.

وأشارت إلى أن أعداد الذين فرّوا من مدينة الفاشر ومخيم زمزم وصلت إلى” 718.998″ شخصًا، بما يعادل “155.602” أسرة.

وكشفت عن نزوح 99% من سكان مخيم زمزم الواقع على بُعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر، بعدد أفراد بلغ “498.955” شخصًا، منهم “436.685 ” فردًا فرّوا إلى “26” موقعًا في أربع ولايات.

*شهادات: تزايد الخطر على «الزغاوة» في ظل هجمات مليشيا الدعم السريع على «الفاشر»*
وتحدثت شهادات نشرتها منظمة أطباء بلا حدود، عن خطر يُحدق بعرقية الزغاوة في ظل هجمات مليشيا الدعم السريع على الفاشر بشمال دارفور، دون أن تتوانى عن قتل الفارين المنحدرين من القبيلة.

ونشرت أطباء بلا حدود تقريرًا بعنوان: *“محاصرون وجوعى تحت وطأة الهجمات: فظائع جماعية في الفاشر وزمزم”، حوى شهادات 80 مقابلة أُجريت مع مرضى ونازحين من الفاشر ومخيم زمزم، علاوة على شهادات فرق المنظمة.*

وقال التقرير، الذي ، إن “العديد من الأشخاص الذين تمت مقابلتهم أفادوا بأنهم استُهدفوا لكونهم غير عرب، وذكر العديد منهم أن الزغاوة معرضون للخطر بشكل خاص”.

وأشار إلى أن معظم الشهود أكدوا على تزايد الحرق الذي يُلحق بمجتمع الزغاوة، حيث تقول امرأة نازحة إنه “لم يكن بمقدور أحد أن يخرج من الفاشر إذا قالوا إنهم من الزغاوة”.

وأوضح رجل أن مليشيا الدعم السريع وحلفاءها “يسألون الناس إذا كانوا من الزغاوة، وإذا أجابوا بنعم، كانوا يقتلونهم”.

وشنّت مليشيا الدعم السريع هجومًا واسعًا على مخيم زمزم الواقع على بعد 12 كيلومترًا جنوب غرب الفاشر في 11 أبريل السابق، حيث سيطرت عليه بعد ثلاثة أيام من الاشتباكات التي أودت بحياة” 400″ مدني وتشريد” 400 ألف” فرد، وفقًا للأمم المتحدة.

وقالت المنظمة إن مليشيا الدعم السريع تعمدت إستهداف غير العرب، حيث جرى الإبلاغ عن عمليات نهب منهجية وقتل عشوائي وحرق المنازل والأسواق، كما وقعت أحداث عنف جنسي واسعة النطاق، فيما تشير تقارير إلى أن مليشيا الدعم السريع والمنتسبين إليها ضالعون في عمليات اختطاف الرجال والنساء.

وأشارت إلى أن عرقية الزغاوة تُشكل أساس القوة المشتركة التي تُقاتل مع الجيش في الدفاع عن الفاشر وزمزم منذ أوائل العام السابق، كما بدأت قوات الدفاع الذاتي التي جُندت من مجتمع الزغاوة في دعم الجيش والقوة المشتركة.

وأوضحت أن الدعم السريع وحلفاءها استهدفوا قرى وأحياء معروفة بأنها موطن للزغاوة.

وأبدت أطباء بلا حدود خشيتها من تكرار الفظائع الجماعية التي ارتُكبت ضد المساليت في غرب دارفور، خاصةً وأن الشهود أفادوا بأن جنود مليشيا الدعم السريع تحدثوا عن خطط لـ “تنظيف الفاشر” من مجتمعها غير العربية.

وتحاصر مليشيا الدعم السريع الفاشر منذ أبريل 2024، حيث تمنع وصول السلع والأدوية والإغاثة إلى المدينة التي تتعرض لقصف مستمر ومعارك برية من حين إلى آخر،رغم قرار مجلس الأمن”2736″ -يونيو2024 والخاص بفك الحصار عن الفاشر.
في ذات السياق إتهمت الادارة العامة لمياه المدن بشمال دارفور، مليشيا الدعم بتدمير وتخريب مصادر وخطوط أمداد المياه غربي الفاشر.

وقال المهندس خالد أسحق مدير الادارة العامة لمياه المدن لـ”دارفور24″، إن مليشيا الدعم السريع بعد اجتياحها للقرى بمنطقتي “شقرة وقولو” في يناير الماضي قامت بتدمير مصادر المياه وتخريب خطوط الامداد بشكل شبه كلي، مما فاقم من معاناة السكان بمدينة الفاشر.

وأشار أسحق الى أن مليشيا الدعم السريع إستهدفت الصهاريج والآبار في شقرة القوز وشقرة الوادي وخزان قولو، وقامت بتعطيل الطلمبات الطاردة وقطع خطوط الامداد وتجريف الأنابيب الرئيسية الناقلة للمياه الى مدينة الفاشر وذلك بواسطة اللودرات.

وأضاف أن “الادارة العامة لمياه المدن تمكنت مؤخرا من تشغيل 4 أبار بواسطة الطاقة الشمسية في شقرة لتخفيف العبء على المواطنين لكن للأسف قامت ذات القوات بسرقة الألواح وأنظمة التشغيل، مما تسبب في توقف المحطة”.

كما أشار خالد الى أن المحطة الرئيسية للمياه بحي أولاد الريف ايضا لم تسلم من الاستهداف، الأمر الذي أدى الى توقف مصارف المياه الرئيسية بالمدنية.

وذكر أن مليشيا الدعم السريع المتمركزة في خزان قولو هي التي تقوم بقصف المدنين في الفاشر هذه الأيام.

وأكد أسحق أن تدمير وتخريب مصادر المياه وقطع خطوط الامداد واستهداف المحطة الرئيسية للمياه تسبب في توقف خدمات المياه بمدينة الفاشر بشكل كامل، مبينا أن الأبار الخاصة هي التي خففت معاناة السكان.

*الفاشر تختنق بسبب الحصار.. إنعدام 88% من السلع الأساسية والجوع يفتك بالسكان*
كشف ناشطون،، عن انعدام شبه كامل للمواد الغذائية في ‎#الفاشر بولاية ‎#شمال_دارفور، في ظل تطاول أمد الحصار الذي تفرضه مليشيا ‎الدعم السريع على المدينة.
واختفت السلع المهمة من المحلات التجارية، بما في ذلك السكر والبصل والأرز والملح والعدسية، وسط تناقص حاد في مخزون الدخن والذرة الرفيعة والأدوية المنقذة للحياة في الفاشر.
وقال مجلس تنسيق غرف طوارئ شمال دارفور، في بيان “تقديراتنا الميدانية في الفاشر تُشير إلى انعدام شبه كامل للمواد الغذائية الأساسية بنسبة تصل إلى 88%”.
وأوضح أن الأزمة التي تُعاني منها الفاشر تجاوزت مرحلة التحذير إلى مرحلة المأساة الإنسانية الحقيقية.
وأشار إلى أن الأطفال والنساء يُعتبرون الأكثر ضعفًا، حيث يعانون من الجوع بشكل مروّع، كما أن مشاهد الهزال وسوء التغذية الحاد أصبحت مألوفة في المخيمات والمجتمعات المضيفة.

*الحقيقة توثق*
*مجازر المليشيا بقرى شمال كردفان: مقتل “450”مدنيًّا بينهم نساء حوامل وإجبار أكثر من”3400″أسرة على الفرار*:
كشفت منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونيسف”، عن ارتفاع ضحايا الهجمات على قرى محلية بارا بولاية شمال كردفان إلى “450” قتيلًا، بينهم امرأتان حاملتان.

وقالت المنظمة أن مليشيا الدعم السريع تنفذ،منذ يونيو الماضي هجمات واسعة النطاق على قرى محلية بارا، التي تبعد نحو 40 كيلومترًا شمال الأبيض، عاصمة ولاية شمال كردفان، في ظل تقدم الجيش إلى المحلية.

وقالت المديرة التنفيذية ليونيسف كاثرين راسل، في بيان ، إن “التقارير أفادت بمقتل أكثر من “450” مدنيًّا بينهم “24” فتى على الأقل و”11 ” فتاة وامرأتان حاملتان، في الهجمات المروّعة على تجمعات سكنية حول مدينة بارا”.

وأبدت خشيتها من إرتفاع عدد ضحايا الأطفال جراء الهجمات، في ظل إصابة العشرات واختفاء الكثيرين.

ووجدت الهجمات التي شُنَّت على قرى بارا، خاصة شق النوم وحلة حامد، استنكارًا واسعًا من قوى سياسية ومجموعات حقوقية.

ورافق هجمات مليشيا الدعم السريع على القرى أعمال نهب واسعة النطاق مع تدمير الممتلكات وإحراق المنازل واعتقال عشرات الأشخاص.

واعتبرت كاثرين راسل الهجمات على قرى بارا بأنها “مشينة وتمثل تصعيدًا مرعبًا للعنف وتجاهلًا تامًّا للحياة البشرية والقانون الإنساني الدولي”.

*أحزاب وكيانات سودانية تدين*
أدان حزب الأمة القومي، ومجموعة محامو الطوارئ، الهجمات التي شنتها مايشيا الدعم السريع على عدة قرى بولاية شمال كردفان، أودت بحياة المئات من المدنيين.
وقال حزب الأمة القومي، في بيان إن “قرية ود حامد بمحلية بارا تعرضت لقصف بالأسلحة الثقيلة من مليشيا الدعم السريع خلّف أعداد كبيراة من القتلى و الجرحى وعمليات نهب واسعة”.
وأشار إلى أن مليشيا الدعم السريع شن هجوماً مسلحاً على قريتي شق النيم الشرقية والغربية، أسفر عن مقتل وإصابة عشرات الأشخاص، فيما تعرضت إحدى القريتين لحريق كامل.
وذكر إنّ ما تقوم به المليشيا من انتهاكات سافرة في هذه المنطقة يُعد جريمة مكتملة الأركان، وتمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي الإنساني.

وحمّل الحزب قيادات هذه القوات المسؤولية القانونية والأخلاقية كاملة عمّا جرى ويجري من ترويع وقتل وتهجير.

بدوره، قال بيان أصدره محامو الطوارئ – مجموعة حقوقية تنشط في رصد انتهاكات الحرب – إن مليشيا الدعم السريع هاجمت في 12 يوليو مناطق “شق النوم، أم نبق، فوجة، جكوة، مشقة”، مرتكبة مجازر مروعة بحق المدنيين، راح ضحيتها أكثر من 200 شخص في قرية “شق النوم” لوحدها، معظمهم قُتل حرقاً داخل منازلهم أو رمياً بالرصاص إلى جانب عشرات المخفيين قسرياً والمعتقلين الذين لا يزال مصيرهم مجهولاً.

وأوضح البيان أن هذه الهجمات رافقتها أعمال نهب وتدمير للممتلكات ونهب للمواشي، كاشفاً عن دفن الضحايا في مقابر جماعية نتيجة لتعذر التشييع الفردي في ظل القصف والتهديد المستمر..

وقالت وكالة (رويترز) إن مليشيا الدعم السريع شبه العسكرية قتلت ما يقرب من “300 ” شخص في هجمات بولاية شمال كردفان.

وأجبرت أكثر من “3400 ” شخص على الفرار، بحسب الأمم المتحدة.
وأثبتت رويترز ،وفقاً لمصادرها أن هذه القرى المستهدفة كانت خالية تماما من أي أهداف عسكرية، مما يوضح الطبيعة الإجرامية لهذه الجرائم التي نفذت في تجاهل تام للقانون الإنساني الدولي”.

واتهمت الولايات المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان مليشيا الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وإبادة جماعية. ونفذ جنودها سلسلة من عمليات النهب العنيفة في الأراضي التي سيطرت عليها في أنحاء البلاد.

*‏الصحفي والمختص في حقوق الإنسان نيكولاس كريستوف يحمّل الإمارات مسؤولية الفظائع التي وقعت على المدنيين بقرى شمال كردفان.*
في تعليقه على التقرير الصادر عن مختبر الأبحاث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل (HRL)، والذي وثّق مجزرة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في شق النُّوم، شمال كردفان، نشر الصحفي الأمريكي البارز نيكولاس كريستوف تغريدة لاذعة حمّل فيها الإمارات العربية المتحدة مسؤولية دعم هذه الجرائم في السودان .

تغريدة كريستوف جاءت بعد نشر تقرير مفصّل من جامعة ييل، استخدم صور أقمار صناعية عالية الدقة لتوثيق الدمار الواسع والمجازر الجماعية في قرية شق النُّوم بتاريخ 12 يوليو 2025. التقرير أكد مقتل أكثر من “200” مدنياً حرقًا أو رميًا بالرصاص، مع تقديرات تشير إلى أن العدد قد يصل إلى أكثر من “300” قتيل. الصور أظهرت منازل مدمّرة بالكامل وآثار آليات ثقيلة في محيط القرية.
كما وضع التقرير المجزرة في سياق حملة عسكرية أوسع تنفذها مليشيا الدعم السريع لتطويق مدينة الأبيض، تخللتها معارك في أم صُميمه، واستمرار سيطرة المليشيا على مدينة بارا، إلى جانب تدمير معدات وآليات عسكرية في الأبيض — وكلها موثقة بصور الأقمار الصناعية.
كريستوف، المعروف بمواقفه الإنسانية الجريئة، وجّه انتقادات حادة لـ الدور الإماراتي في تسليح وتسهيل عمليات مليشيا الدعم السريع، كما اتهم الإدارتين الأمريكية السابقتين والحالية بالصمت رغم وضوح الأدلة.

*الحقيقة توثق*:
*مليشيا الشعبية” تستمر في قصف عددًا من أحياء الدلنج بالمدفعية الثقيلة وتضرب حصاراً قاسياً على المدنيين*:
قصفت الحركة الشعبية بقيادة عبدالعزيز الحلو، مدينة الدلنج ثاني أكبر مُدن ولاية جنوب كردفان بعد العاصمة كادقلي، بالمدفعية الثقيلة، مما أوقع خسائر طالت عدد من المنازل.

و هاجمت الحركة الشعبية مسنودة بمليشيا الدعم السريع منطقتين على الأقل بولاية جنوب كردفان في محاولة ترمي لعزل كادقلي عن الدلنج واعادة الحصار مجدداً، لكن الجيش السوداني أعلن التصدي للهجوم مكبداً القوة المهاجمة خسائر في الأرواح والعتاد الحربي.

وقالت مصادر محلية لـ”سودان تربيون” إن”مليشيا الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية نفذت قصفاً مدفعياً وبشكل مكثف ومستمراً طال عدد من أحياء مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان”.

وأفادت المصادر ان القصف تسبب في تدمير نحو “5” منازل على الأقل جزئيًا وكلياً .

وتعاني الدلنج منذ الأشهر الأولى للحرب حصاراً خانقاً فرضته الحركة الشعبية قيادة عبد العزيز الحلو.
وتسبب الحصار في خلق أزمة إنسانية وإنعدام للسلع الغذائية والدوائية.

وفي سياق آخر، اتهم رئيس المكتب السياسي للتحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية مبارك أردول الحركة الشعبية ومليشيا الدعم السريع، بقتل نحو “14 ” مدنياً على الأقل ونهب ما لايقل عن اثنين الف من الماشية اثناء هجومهما على منطقة الدشول بولاية جنوب كردفان.

وقال أردول في تغريدة على منصة “إكس” ان “الحركة الشعبية ومليشيا الجنجويد بعد فشلهم ودحرهم من منطقة الدشول توجهت القوة المهاجمة نحو حظائر المواشي التابعة للمنطقة مرتكبة مجزرة بشرية راح ضحيتها اكثر من ” 14 ” مواطناً ونهب الآلاف من قطعان الماشية”.

ورأى أن ما جرى هو عملية إنتقام ممنهجة تهدف لتهجير وإفقار سكان المنطقة، وأكد أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وأضاف قائلاً “سنقتص لهؤلاء الأبرياء وستُدفع خسائرهم من الغُزاة عدًا ونقدًا”.

*الحقيقة توثق*:
*الأمم المتحدة: “مستويات مقلقة” للعنف الجنسي في السودان،وتكشف عن”521″ حالة:*
قالت القائمة بأعمال منسق الشؤون الإنسانية والمقيم للأمم المتحدة في السودان، كريستين هامبروك
إن التقارير حول الإغتصاب والإستعباد الجنسي وإختطاف النساء والفتيات لا تزال تَرِد بمعدل مروع.
وقالت هامبروك في بيان إن النساء والفتيات تأثرن بشكل غير متناسب… كما تعرض الرجال والفتيان أيضاً للعنف الجنسي، وغالباً ما يتم ذلك في صمت ومع قلة الالتفات لاحتياجاتهم”.

وسلطت الضوء على ارتفاع حاد في العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي، وعزت معظم حالات الاغتصاب والاغتصاب الجماعي والاستعباد الجنسي والزواج القسري الموثقة إلى مخيمات النزوح التي تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع.

فيما كشف الخبير المعني بحالة حقوق الإنسان في السودان رضوان نويصر، عن توثيق 521 ضحية للعنف الجنسي المتصل بالنزاع في السودان.
وقال نويصر،في بيان إنه “حتى نهاية مايو 2025، وثّقت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان “368” حادثة عنف جنسي مرتبط بالنزاع في السودان منذ اندلاع الحرب، شملت ما لا يقل عن “521” ضحية”.

وأوضح أن أكثر من نصف الحالات الموثقة عبارة عن جرائم إغتصاب، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي، معظمها بحق النساء والفتيات النازحات وغالبًا ما يتسم بالكراهية العرقية.

وأفاد بأن 70% من حوادث العنف الجنسي نُسبت إلى مليشيا الدعم السريع.
فيما أكدت منظمات حقوقية أن مليشيا الدعم السريع تتخذ الاغتصاب سلاحًا في الحرب واستراتيجية لإذلال المجتمعات، نظرًا إلى أن أكثر من نصف الحالات الموثقة عبارة عن اغتصاب جماعي.

وأفادت أطباء بلا حدود، بأنها قدّمت منذ يناير 2024 إلى مارس 2025 الرعاية إلى “659” من ضحايا العنف الجنسي في ولاية جنوب دارفور التي تخضع لسيطرة مليشيا الدعم السريع منذ أكتوبر 2023.

وأكد رضوان نويصر وجود مئات حوادث العنف الجنسي المتصل بالنزاع، لم يُبلغ عنها بسبب وصمة العار، والخوف من الانتقام، وانهيار الأنظمة الطبية والقانونية في بعض المناطق.

وشدد على أن العنف الجنسي يُخلّف ندوبًا دائمة على الأفراد والأسر والمجتمعات بأكملها في كل أنحاء السودان، حيث لا يزال مستشريًا على نطاق واسع، معربًا عن قلقه إزاء استمرار فشل أطراف النزاع في منع وقوعه.

*أداة رعب وانتقام*
وذكر أن شهادات الضحايا تشير إلى مدى الوحشية المُروّعة، حيث وثّقت المفوضية حالات اغتصاب ارتُكبت بحق الضحايا أمام أفراد أُسرهم، وحوادث اختطاف متبوعةً بعنف جنسي، واتجارًا لغرض الاستغلال الجنسي، واعتداءاتٍ على ناشطات.

وأضاف: “غالبًا ما يرافق العنف الجنسي وقوع انتهاكات جسيمة أخرى، منها القتل، والتعذيب، والاحتجاز التعسفي”.
وأدان نويصر إستخدام العنف الجنسي كسلاح في الحرب، مشددًا على أن انتشاره يُخلّف آثارًا مُدمّرة وطويلة الأمد على الصحة الجسدية والإنجابية والنفسية للناجيات، ويُمزّق النسيج الاجتماعي لمجتمعات بأسرها.

وطالب بضرورة محاسبة الجُناة وتعبئة آليات العدالة الوطنية والدولية لإنهاء الإفلات من العقاب عن هذه الجرائم البشعة، علاوة على حماية النساء والفتيات والرجال والفتيان من العنف الجنسي.

وفي أغسطس 2025 وثق تقرير صادم لشبكة المبادرة الإستراتيجية للنساء في القرن الإفريقي “SIHA” لعمليات إختفاء قسري، وإختطاف، وعنف جنسي وإستعباد قسري إستهدفت النساء والفتيات منذ بداية الحرب في 15 أبريل 2023. وسمّي التقرير مليشيا الدعم السريع المدعومة من الإمارات كالمسؤول الرئيسي عن معظم هذه الجرائم، موضحًا أنماطًا واضحة و ارتفاع كبير في حالات الاختطاف خلال الأيام الأولى من الغزو، واستمرار الاختفاءات بعد استقرار المليشيا في المناطق.

وتضمن شهادات مروّعة – لنساء اختُطفن من الشارع، شقيقتان أُخذتا تحت تهديد السلاح أمام والدتهما، فتيات قاصرات أُعدن في مركبات تابعة للمليشيا ومعهن بضائع مسروقة، وناجيات يصفن شهورًا من الاحتجاز في ظروف مهينة، أحيانًا إلى جانب جثث ضحايا أخريات. بعض القضايا انتهت بدفع فدية، وأخرى انتهت بمأساة.

كما روى التقرير قصصًا شخصية مثل قصة سهام إسحاق حسن التي تبحث عن ابنتها رقية منذ أكثر من عام، دون أن تعرف ما إذا كانت على قيد الحياة أو فارقت الحياة.

ويدعو التقرير إلى تحرك عاجل – من الإفراج عن جميع النساء والفتيات المحتجزات بشكل غير قانوني، إلى توسيع قدرة الملاجئ، وتعزيز التحقيقات، وزيادة الرقابة الدولية.

*مقتطفات من التقرير :*
قامت شبكة المبادرة الإستراتيجية بمتابعة نشطة لحالات النساء والفتيات المفقودات التي أُبلغ عنها عبر الإنترنت وتمكنت من توثيق “236” حالة لنساء وفتيات تم الإبلاغ عن فقدانهن. ورغم أن هذا الرقم كبير ويُعد أقل بكثير من العدد الحقيقي، إلا أنه لا يزال أقل مقارنة بعدد الرجال المفقودين.
● ففي ولاية الخرطوم، وقعت معظم حالات الاختفاء بين شهري أبريل ومايو 2023، خلال المراحل الأولى لغزو مليشيا الدعم السريع للعاصمة.

● وفي 28 مايو 2023، عُثر على هالة أحمد إسحاق، وهي شابة من حي الحاج يوسف، مقتولة داخل سيارة مسروقة كانت في حوزة مليشيا الدعم السريع. كانت السيارة تحمل آثار طلقات نارية، وتوفيت هالة إثر إصابتها بطلق ناري في الرأس، مما يرجّح أنها اختُطفت على يد المليشيا قبل مقتلها المأساوي.

● فيما عُثر على فتاة أخرى تُدعى إنصاف سرور فضل الله مقتولة قرب محطة وقود في منطقة الجريف بالخرطوم. دُفنت بدايةً تحت رقم “3487” لعدم معرفة هويتها، ولم يتمكن أهلها من التعرف عليها والعثور على قبرها إلا بعد انتشار صورتها على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي، مما يشير إلى أنها كانت مفقودة منذ فترة.

● وفي مايو 2023، تلقت شبكة SIHA تقارير إضافية عن مشاهدة نساء وفتيات في إقليم دارفور داخل مركبات تابعة لمليشيا الدعم السريع. ووفقًا لشهادات شهود عيان، كانت النساء والفتيات مقيّدات في مؤخرة شاحنات صغيرة، مما أثار مخاوف جدية بشأن مصيرهن ودور المليشيا في اختفائهن.

● وفي ولاية سنار، كانت الأوضاع شديدة الخطورة منذ غزو مليشيا الدعم السريع في يونيو 2024، إذ أُبلغ عن فقدان نحو 1000 شخص، بينهم أسر كاملة، وفقًا لتجمع شباب سنار. كما سُجلت “14” حالة إضافية تتعلق بفقدان نساء وفتيات في الشهر نفسه. ويعكس هذا الاتجاه المقلق التأثير المدمر لوجود مليشيا الدعم السريع، حيث ترتفع حالات الاختفاء بشكل حاد كلما سيطرت على مناطق جديدة، على غرار الزيادة الكبيرة التي أعقبت هجوم المليشيا على ولاية الجزيرة في منتصف ديسمبر 2023.

● واختفت جهاد فضل الله سليمان ناصر، وهي أم في الثلاثينيات من عمرها، في يوليو 2023 أثناء بحثها عن دواء لابنها. وكانت هي وصديقتها وهلة قد شوهدتا آخر مرة وهما تدخلان مركبة مع أحد عناصر مليشيا الدعم السريع.

● ووثّقت بعثة تقصي الحقائق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة للسودان حادثتين مروعتين بشكل خاص في ولايتي غرب دارفور والخرطوم، حيث تم اختطاف نساء من الشارع على يد مليشيا الدعم السريع. احتُجزت الضحايا لفترات تراوحت بين أربعة أيام وأكثر من ثمانية أشهر، وتعرضن خلالها لاغتصاب متكرر، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي. وفي شهادة أخرى، رُوت واقعة في جنوب دارفور اختُطفت فيها امرأة من أحد الطرق، واحتُجزت ثلاثة أيام، وتعرضت خلالها لاغتصاب متكرر على يد عناصر المليشيا.

●،فيما وثّقت شبكة SIHA حالة شقيقتين صغيرتين، د. وع.، تبلغان من العمر 15 و13 عامًا، تم اقتيادهما بالقوة تحت تهديد السلاح على يد عناصر المليشيا أمام والدتهما في منطقة الكلاكلا بالخرطوم.

● الفتيات القاصرات اللاتي يتم إختطافهن يُحتجزن أحيانًا لفترة وجيزة قبل أن تتم إعادتهن إلى عائلاتهن في مركبات مرتبطة بمليشيا الدعم السريع. وغالبًا ما تُعاد معهن بضائع مسروقة، ربما بهدف التغطية على النشاط الإجرامي وكمحاولة لتعويض المتضررين.

● كما وردت لشبكة SIHA قضية مروعة للغاية تتعلق بفتاة أُفرج عنها من قبل المليشيا بعد دفع فدية، بعدما كانت محتجزة مع 19 من الفتيات بعض هؤلاء الفتيات تعرضن لعنف جنسي، وعُثر عليهن بلا ملابس، وللأسف وُجدت بعضهن مقتولات. وقد احتُجزت الفتاة في مكان مليء بجثث متحللة لفتيات أخريات، مما يوضح الظروف المروعة التي عانين منها.

● تبيّن من التقرير أن عددًا غير معروف من النساء والفتيات من الخرطوم ودارفور كن محتجزات كرهائن في داخلية “المُساعي” بجامعة نيالا، التي كانت تحت سيطرة مليشيا الدعم السريع. ومن بين هؤلاء ثلاث شابات تم اختطافهن من شمال الخرطوم. وجاءت هذه المعلومات المروعة من إحدى المحتجزات التي تمكنت من الهرب، لكن مصير الفتيات الأخريات لا يزال مجهولًا.

مع تحديد مليشيا الدعم السريع كمرتكب لمعظم حالات الاختفاء الموثقة في السودان، تجادل شبكة المبادرة الإستراتيجية للنساء في القرن الإفريقي (SIHA) بضرورة اعتبار هذه الحالات بمثابة حالات ترقى إلى الاختفاء القسري. ويأتي ذلك مع التأكيد على أن الشبكة لا تعترف بالدعم السريع كفاعل شرعي من فاعلي الدولة، لكنها تسيطر فعليًا على مناطق خاضعة لها مثل الجنينة، وزالنجي، ونيالا، والضعين.

فقامت الشبكة بمتابعة نشطة لحالات النساء والفتيات المفقودات التي أُبلغ عنها عبر الإنترنت منذ بداية الحرب وحتى ديسمبر 2024، وهو تاريخ إعداد هذا التقرير. وحتى الآن، تمكنت من توثيق “236” حالة لنساء وفتيات تم الإبلاغ عن فقدانهن. ورغم أن هذا الرقم كبير ويُعد أقل بكثير من العدد الحقيقي ، إلا أنه لا يزال أقل مقارنة بعدد الرجال المفقودين.

*الحقيقة توثق*:
*مجزرة جديدة بمعسكر أبو شوك للنازحين والأمم المتحدة تُدين*:
في 12 أغسطس 2025 ــ إستنكر المنسق المناوب لمكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان “أوتشا” شيلدون يت هجوم مليشيا الدعم السريع على مخيم أبو شوك للنازحين شمالي الفاشر بولاية شمال دارفور.

حيث نفذت المليشيا هجومًا على شمال وجنوب وشرق الفاشر يُعتبر الأعنف من نوعه، كما توغلت مقاتليها داخل مخيم أبو شوك قبل أن يُجبرها الجيش السوداني والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح على الانسحاب بعد ساعات من الاشتباكات.

وقال شيلدون يت، في بيان، إنه “يشعر بالذهول إزاء التقارير التي تفيد بوقوع هجوم واسع النطاق على الفاشر بما في ذلك مخيم أبو شوك، حيث دفع المدنيون الثمن الأعلى في الصراع مرة أخرى”.

وأشار إلى أن المصادر المحلية أفادت بمقتل “40” مدنيًا على الأقل وإصابة “19” آخرين في مخيم أبو شوك، في هجوم نُسب إلى مقاتلي الدعم السريع.

ونزحت مئات الأسر من المخيم هربًا من نيران مليشيا الدعم السريع إلى داخل المدينة قبل أن يعود بعضهم إلى منازلهم بعد توقف المعارك، فيما أكدت منظمة الهجرة الدولية فرار “500” شخص من المخيم إلى مواقع داخل المدينة بسبب الهجوم الاخير.
وأوضح شيلدون يت أنه يُدين الهجمات المتعمدة والعشوائية ضد المدنيين، حيث تتحمل الأطراف المتنازعة مسؤولية ضمان حمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، مطالبًا بعدم استهداف مخيمات النزوح ومراكز الإيواء.

وأبدى قلقه من إغلاق جميع طرق الخروج من الفاشر، مما أدى إلى محاصرة المدنيين.
وشيدت مليشيا الدعم السريع خنادق عميقة حول الفاشر مع نشر آلاف المقاتلين في الطرق المؤدية إليها، مما يصعب على “300 ” ألف مدني لا يزالون محاصرين في المدينة النزوح منها، كما أنها لا تتوانى عن قتل الفارين.

وتشن المليشيا هجمات على الفاشر منذ 11 مايو 2024 في محاولة للسيطرة على موقع حضري يسيطر عليه الجيش السوداني في إقليم دارفور، وذلك بعد شهر من فرضها حصارًا على المدينة ظلت تشدده بمرور الوقت مع منع وصول السلع والإغاثة والأدوية.
وكرر شيلدون دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للوصول إلى هدنة إنسانية في الفاشر للسماح بإيصال الغذاء والمياه والأدوية والإمدادات المنقذة للحياة إلى المحاصرين الذين يواجهون الجوع الحاد والمجاعة في المدينة.

ووافق الجيش السوداني على دعوة الأمين العام بعقد هدنة لمدة أسبوع في الفاشر، فيما رفضت مليشيا الدعم السريع المقترح.

*الحقيقة توثق*:
*بالإجماع وبشكل قاطع مجلس الأمن يرفض حكومة المليشيا المزعومة ويطالب بالوفاء بالقرار “2736” وفك الحصار عن الفاشر*:
في 13 أغسطس2025 رفض أعضاء مجلس الأمن الإعلان عن إنشاء سلطة حكم موازية في المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الدعم السريع. وأعربوا عن قلقهم البالغ إزاء تداعيات هذه الإجراءات التي تُمثل تهديداً مباشراً لسلامة أراضي السودان ووحدته، وتُنذر بتفاقم الصراع الدائر في السودان، وتفتيت البلاد، وتفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا.

وأكد أعضاء مجلس الأمن، بشكل قاطع، التزامهم الراسخ باستقلال السودان ووحدته وسلامة أراضيه. وشددوا على أن أي خطوات أحادية الجانب تُقوّض هذه المبادئ لا تُهدد مستقبل السودان فحسب، بل تُهدد أيضاً السلام والاستقرار في المنطقة بأسرها. وأكدوا مجدداً أن الأولوية هي لاستئناف الأطراف للمحادثات للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف اللازمة لحل سياسي للنزاع، بمشاركة جميع الأطراف السياسية والاجتماعية السودانية الفاعلة، لإعادة إرساء انتقال سياسي موثوق وشامل نحو حكومة وطنية منتخبة ديمقراطياً، بعد فترة انتقالية بقيادة مدنية، لتحقيق تطلعات الشعب السوداني في مستقبل سلمي ومستقر ومزدهر، بما يتوافق تماماً مع مبادئ الملكية الوطنية.

كما استذكر أعضاء مجلس الأمن القرار 2736 (2024)، الذي يطالب قوات الدعم السريع برفع الحصار عن الفاشر، ويدعو إلى وقف فوري للقتال، وتهدئة الأوضاع في الفاشر وما حولها، حيث يُخشى انتشار المجاعة وسوء التغذية في ظل ظروف أمنية قاسية. كما أعربوا عن قلقهم البالغ إزاء التقارير الواردة عن تجدد هجوم قوات الدعم السريع في الفاشر. وحثّ أعضاء مجلس الأمن قوات الدعم السريع على السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى الفاشر.
أدان أعضاء مجلس الأمن أيضاً الهجمات التي شنتها الأطراف المتنازعة في إقليم كردفان السوداني خلال الأسابيع الأخيرة، والتي أسفرت عن مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. وأعرب أعضاء المجلس أيضاً عن قلقهم العميق إزاء آثار النزاع، بما في ذلك الهجمات على العمليات الإنسانية. ودعوا الأطراف في السودان إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، بما يتوافق مع أحكام القانون الدولي ذات الصلة.
وطالب أعضاء مجلس الأمن جميع أطراف النزاع بحماية المدنيين والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، والوفاء بالقرار 2736 (2024)، وكذلك الوفاء بالتزاماتها بموجب إعلان جدة. كما دعوا جميع أطراف النزاع إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي. ودعا الأعضاء إلى محاسبة جميع مرتكبي الانتهاكات الجسيمة.

وحث أعضاء مجلس الأمن جميع الدول الأعضاء على الامتناع عن التدخل الخارجي الذي يهدف إلى تأجيج النزاع وعدم الاستقرار، ودعم جهود السلام الدائم، والوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما فيها القرار 2750 (2024).

كما أكد أعضاء مجلس الأمن تضامن المجلس والتزامه الراسخ بمواصلة دعم السودان وشعبه في تطلعاتهم إلى استعادة السلام والأمن والاستقرار والازدهار الدائم في بلادهم لما فيه مصلحة جميع السودانيين.

وجدد أعضاء مجلس الأمن دعمهم الكامل للمبعوث الشخصي للأمين العام، السيد رمضان لعمامرة، وجهوده المبذولة مع الأطراف والمجتمع المدني، بما يؤدي إلى حل مستدام للنزاع من خلال الحوار.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.