الفاتح داؤد يكتب،،،مأزق المليشيا في دارفور

0


كل الاخبار القادمة من اقليم دارفور المنكوب،تؤكد ان الملايين من سكان الاقليم باتوا مهددون بخطر مجاعة طاحنة،بدات نذرها تلوح في الافق، بعد ايام من أنسحاب الجيش من رئاسات الفرق والوحدات العسكرية في الاقليم، الامر الذي بدأت تدرك خطورته المليشيا علي مستقبلها في الاقليم لكن بعد فوات الاوان،وكشفت عن ذلك بعض تصريحات ابواقها الاعلامية،التي المحت الي انها اخطأت خطأ استراتجيا فادحا،بتوسيع نطاق عملياتها غربا دون اكتراث للمألات السياسية والامنية لتلك الخطوة، حتي وجدت نفسها وجها لوجه امام سؤال السلطة والتزامات الدولة،التي تقتضي بالضرورة اطعام الناس من المسغبة و الجوع وتامينهم من الخوف والرعب، فضلا عن تحمل المسئولية السياسية الكاملة عن ادارة المرافق المدنية لحواضر الولايات التي سيطرت عليها المليشيا،التي للمفارقة شهدت شانها شأن كل المدن التي استباحوها موجات نزوح ولجوء واسعة نحو الملاذات الامنة ،هربا من الة القتل والدمار والسلب والنهب،وكذالك هربا من شبح الموت الذي بات يطاردهم في حلهم وترحالهم .
لقد ادركت قيادة المليشيا بعد ذهاب السكرة،ان جهاز الدولة قد انهار هناك وان مرافق تقديم الخدمة قد دمرت وان منسوبي الحكومة هناك، قد باتوا بين قتيل وجريح ونازح وشريد ولاجى واسير ،حتي اصبحت قيادة المليشيا امام الامر الواقع،حين بدات تستوعب ان سلاح الغذاء والجوع الذي لم يكن في اعتبارها، قد اصبح من اكثر الاسلحة فتكا وخطرا علي سلطتها، والذي سوف يهزم بالطبع كل انتصاراتها الزائف سياسيا وعسكريا.
خاصة بعد ان اصبحت مدن دارفور المنكوبة خارج السلطة السياسية لحكومة الخرطوم . وبالتالي اصبحت في حل من اي التزامات خدمية او قانونية تجاه الولايات خارج سلطتها.
كما اكدت معظم التقارير الواردة من هناك، ان تلك الولايات باتت تعاني من فجوة غذائية حادة،بسبب شح المواد الغذائية الاساسية ،خاصة الدقيق وزيوت الطعام والسكر والبصل والملح والدواء والوقود.بعد ان طال الدمار كل المخزون الاستراتجي من الحبوب في المخازن الحكومية ومستودعات المنظمات الدولية.فضلا عن انعدام المواد البترولية بعد انقطاع خطوط الامداد من الخرطوم وبورتسودان والولايات المجاورة.
حيث كشفت مصادر عليمة عن تجاوز سعر جالون البانزين حاجز ال “60” ألف ج،فيما بلغ سعر الجاز”70 ألف ج،الامر الذي زاد من تكاليف الترحيل وقلص حركة المركبات التجارية من ولايات الوسط نحو غرب السودان، خاصة أن جل ولايات دارفور لازالت تعاني من اثار الحرب ،وتعتمد بصورة كلية علي الولايات المجاورة في استجلاب السلع الاستهلاكية والخدمات الضرورية الواردة من الخرطوم وولايات الوسط.
حتي وصلت هذه المعاناة الي تخوم تشاد المجاورة للسودان.
التي يبدو انها قد تأثرت بالحرب في السودان بصورة مباشرة، وبدأ شبح المجاعة يهدد سكان مدنها المجاورة للسودان التي تعتمد علي التبادل التجاري.
حتما ستجد قيادة المليشيا نفسها في القريب العاجل امام معركة التزامات خدمية وسياسية طاحنة ،وامام خيارات مرة قد ترغمها علي تقديم تنازلات سياسية مؤلمة،اما الاعتراف بسلطة الجيش والحكومة التي يديرها، او الاستعداد لسيناريوهات ثورة الجياع وفرار المقالتين. الذين بالطبع سيعانون الامرين وتعاني حواضنهم الاجتماعية من الجوع وقلة المواد الغذائية كلما طال امد الحرب.
التي حتما ستحول سكان دارفور التي تديرها المليشيا الي ضحايا للمجاعة والحرب معا، بعد توقف مئات الشاحنات التجارية التي كانت تجلب المواد الغذائية والأدوية والضرويات، لاسباب امنية بعد انحياز القوة المشتركة التي كانت تطلع بمهمة التامين الي جانب الجيش، وهذا ما جعل ولايات دارفور تبدو شبه محاصرة اقتصاديا وسياسيا .
لذالك كل التوقعات ترجح حدوث مجاعة طاحنة في دارفور حال استمرار سيطرة المليشيا علي دارفور، والتي بالطبع سيكون أول المتضررين منها حواضنها الاجتماعية، التي عليها ان تستعد لحملات السلب والنهب بذات عقيدة و سلاح المليشيا ..
الجوع كافر

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.