أخطر الافادات من ناجين من عمليات الاختطاف والاختفاء القسري واوضاع المختطفين داخل معتقلات المليشيا

0

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلة الحقيقة
المجلة الالكترونية الدورية الاولي المتخصصة في رصد وتوثيق انتهاكات مليشيا الدعم السريع المتمردة-تصدر بثلاث لغات

السجل الاسود للمليشيا رقم3
اسم المعتقل: الدكتور الرشيد محمد ابراهيم، الباحث والاكاديمي بعدد من الجامعات السودانية

بسم الله نبدأ قصة الاعتقال
“1”
تم اعتقالي في شهر سبعة بواسطة قوة تتبع للدعم السريع صحوت في الصباح باكرا علي طرق وكسر للبناية التي اسكن فيها ، وهي في حي مخصص للسكن ،فعندما نظرت من اعلي وجدت عربة تاتشر بها مدفع دوشكا وعدد اربعة اشخاص ،و في الخارج ثلاثة اشخاص كانوا يحاولون فتح الباب،كسرا بالبنادق فقدرت انهم سيكتفون بكسر الطابق الاول وتفتيشه بحثا عن سيارة ولكن بعد ان انتهوا من الطابق الاول ذهبوا للثاني ولماايقنت انهم سيأتوني للثالث،تخلصت اولا من التلفون حتي احمي نفسي وبلدي،حيث إدعوا لي انهم جاءؤا بمعلومات ،تم تفتيش البيت وبعثروا محتوياته وكان لدي اكل فبدأوا يأكلوا،قلت لهم اني استاذ جامعي واخرجت لهم بطاقتي وادخلتهم مكتبتي،فاخذوا يبحثون في،شهاداتي و يهددوني أنت ضابط في الجيش السوداني ،انت لواء،انت عميد ،انت قناص،فقلت لهم قناص في عمر الخمسين وانااستعمل نظارة في القراءة؟ .

يبدوا أنهم كانوا يريدون ابعادي لاتمام عملية السرقة،حيث كانت هنالك لابتوبات،فطريقة تفتيشهم كانت توحي أنهم يبحثون عن حلي، ومن الطرائف وجدوا كراسة رياضيات لاحد ابنائي فيها علامات” اكبر من واصغر من” فقالوا هذه احداثيات انتنوف،فقلت لهم ولي عهد ارسال الاحداثيات والان هذه الاشياء تعمل عبر الاقمار الصناعية ،اصروا الي اخذي الي اسفل العمارة فربطوا يدي وهددوني واطلقوا علي اعيرة نارية تحت ارجلي.
فعندما حثوا مني ثبات في الموقف عرضوا لي العمل معهم،فقالوا لي تدلنا علي البيوت التي فيها العربات فعرفت انهم لصوص، فاخذوني الي العربة، بعد اغماض اعيني ، فظلوا يهددونني “الزول ده نحن حنوديه” ويشيرون الي بناية بها “البد روم” وهي في بناية غير مكتملة.
“2”
قرر احد قادتهم ويدعي سعاته “عمر” قرر ادخالي معسكر “غوانتناموا” وهو يقع في الرياض شرق الادلة الجنائية وهذه البناية كانت قديما الجامعة “العربية المفتوحة”، فسرقوا هاتفي الصغير،ولدي بعض المصاريف اخذوها، فوضعونا في” البد روم،” في ظروف سيئة جدا لاتوجد فيه تهوية،فهنالك اعداد كبيرة من المجانين المعتقلين والمجرحين ، وكل تركيزهم مع المعتقلين ” انت عسكري وكم نمرتك العسكرية يازول،ثابث،امنع الكلام” وواضح ان لديهم مشكلة في ادارة السجن وهو غير مجهز ولاتوجد فيه ادني المقومات، وليس به دورات مياه سوي واحدة لعدد”700 شخص”. فمارأيناه يعكس الوجه الحقيقي للدعم السريع الذي كان يتشدق بحقوق الانسان وكرامة المواطن ، ومن الملاحظات ان اعداد كبيرة من المواطنين اعتقلوا من الاسواق والمخابز ومعظم العساكر هم من المعاشيين،اعمارهم فوق السبعون فيسيؤون معاملتهم،اعداد كبيرة من المعاشيين آتوا بهم بارشادات،من الخونة داخل الاحياء ، هنالك ايضا ضباط،من البوليس والمخابرات،كلهم اتوا عبر الارشاد، معظمهم من شرق النيل ومايو والديم واخرين اتوا بهم من الاذاعة والتلفزيون ،وايضا اعداد كبيرة من المواطنين وهنالك ايصا اطفال في سن ” الرابعة والخامسة عشر”.
“3”
الطعام عبارة عن وجبتان ،ومن المفارقات الغريبة كلما انتصرت القوات المسلحة كانوا يضربوا المعتقلين والاسري خصوصا العساكر.
فعندما حاوا الدخول للمدرعات وفشلوا وعرضوا اسراهم وجرحاهم اتوا بالعصا والهراوت وضربوا المعتقلين حتي تعرضت للكسر في ضلعي وربما احتاج لاجراء عملية،ايضا يسخدمون الفاظ نابية،وكلام عنصري ومسئ،كأن هذا السجن لايوجد فيه اي ادارة او مسؤول ،فمن الملاحظات ايضا يطول التحري مع المعتقلين حيث تحروا معي بعد،شهر كامل من الاعتقال .
فادخلوني الي المتحري بصورة مغلظة واغلب المتحرين من مرافيد البوليس،.احيانا يطلق سراح بعض الاسري دون التحري معهم،وواضح ان ليس هنالك نمط او طريقة للتعامل مع الاسري.
كان هنالك شخص يدعي الفاضل في استقبال “البد روم” تسبب في اذي وضرب المعتقلين،والعساكر.
“4”
غالب العساكر من المعتقلين عندما يتم اعدادهم العشرون او الثلاثون يتم ترحيلهم الي سوبا والفاضل هذا كان في هيئة العمليات بجهاز المخابرات،ومسؤول من استلام الاسري العسكريين وتسجيل اماناتهم واسلحتهم، وله عدد من المعارف من العساكر سوي في الشرطة او المخابرات او الجيش وهو من ابناء البني هلبة “عد الفرسان” عمل في نيالا في المطار ،فله نفوذ داخل المعتقل فكان يصر علي عدم اطلاق سراح المعتقلين ،حتي ولو باذن من مدير المعتقل اللواء عيسي بشارة
“5”
الخدمات سيئة جدا ،مياه الشرب تؤتي من مناطق مايو وهي مياه ابار غير صحية، ولاتوجد مياه للوضوء ،حيث توأضأت بعد “77” يوما،ولاتوجد إضاءة ليلا، والوضع الصحي متردي جدا كان هنالك عدد من الاطباء المعتقلين اجبروا علي معالجة المرضي،فكان هنالك طبيب اسمعه” علي” عندما عرفوا انه طبيب،اخذوه الي الوحدة الطبية فبدأ يجري عمليات الغيار للجرحي والمصابين،داخل المعتقل واحيانا خارج المعتقل لعلاج جرحي الدعم السريع.

وهنالك طبيب اخر تم اعتقاله لمدة سبعون يوما ويدعي “احمد خالد ” ويقال انه هرب في شهر سبتمبر ،وتم تهريبة عن طريق العاملين بالمطبخ فارجح ايضا ان هنالك من ساعدهم للتهربب من افراد الدعم السريع لانه كانت هنالك مشكلة في عدم صرف الرواتب فهؤلاء عقيدتهم القتالية تتوقف عن المال فقط ،كان هنالك طبيب اسنان وتمرجي داخل الوحدة الطبية ،فكان المعتقلين يضربون حتي داخل الوحدة العلاجية من قبل افراد الدعم السريع فهنالك من توفي .
كان هنالك معتقل اتوا به من كافوري ويدعي “محمد عبد الله سر الختم” وهو من سكان السروراب ومن منطقة شندي،تم صربه ضربا مبرحا حتي افقدوه التحكم في التبول والتبرز،واصابوا جزء من اجزاءه الداخلية فتوفي داخل الوحدة الطبية وعندمااعلنوا وفاته صليت عليه،صلاة الغائب .

أغلب الذين توفوا في المعتقل تم دفنهم في مغبرة جماعية جوار،كنانة،في الجزء الجنوبي الشرقي لكنانة.
والشهيد محمد عبد الله سر الختم يقال انه كان يتبع لاستخبارات الجيش ومن الاشياء الجميلة انه كان صابرا،وكان يقول لاحد اصحابه بشرنا متي،سيأتي الجيش؟ هذه من الكلمات التي ابكتنا

كان المتحرين اكثر مهنية،من افراد الدعم السريع الذين يحملون السياط، ودايما يوصوا بالافراح سوي بتقرير طبي او كبار السن، أو المرضي، ومن الاسماء التي كانت سيرتهم جيدة،المتحري”ابوشيبة ومتحري اسمه عمر ومتحري اخر اسمه حمدان فمعظمهم من البني هلبة والهبانية

كان هنالك عدد من الاجانب،وهم “تسعة”مصريين اعتقلوا من منطقة الشجرة،منذ الايام الاولي تتم معاملتهم معاملة قاسية،ففي احدي ايام شهر اغسطس او سبتمبر،اصيب احد المصريين بدانة داخل المعتقل،وهو من منطقة في الصعيد واسمه “ماجد”،وتعرض عدد من العمال”العتالة”بجروح ايضا بنفس الدانة، وهنالك عدد من اليمنين وهم من ملاك “بواخر بعبود” وهم “شيخ محمد” واخر اسمه “ياسر ” تم اعتقالهم من شارع علي عبد اللطيف جوار السفارة الامريكية سابقا”.
“6”
تعاملوا مع المصريين واليمنيبن بقسوة شديدة ولكنهم تساهلوا مع الاثيوبيين،ويصرون ان المصريبن يدعمون،البرهان ويقولون السيسي يدعم البرهان بالطائرات “والحرب قربت تقيف”، وواضح انهم لديهم رغبة شديدة في وقف الحرب.

من الغرائب ان هنالك مصري اسمه مصطفي وهو مكنيكي معروف كثيرا مايستعين به اللواء عيسي بشارة مدير الاستخبارات ،لتصليح عرباته الخاصة”الاوباما” والعربات التي تتم سرقتها،فهم يستخدمون المكنيكية في النهب والسرقة بصورة كبيرة.

ايضا يتم استخدام المعتقلين من “المواطنين والشماسة” في نقل السلاح فحدثني احدهم انهم ذهبوا بهم الي طريق بارا فنقلنا سلاح من هنالك، وتعطلت عربتنا وتعرضنا لضرب الطيران.

ومن جرائمهم أن عدد من المواطنين المعتقلين المتواجدين بمخازنهم توفوا انثاء ضرب مخازنهم في الخرطوم” 2″ ولم يتمكنوا من اخراجهم فكان ضمنهم جنوبيين وهم يثقون في الجنوبيين.

“7”
من الجرائم المزعجة في حق الانسانية والوطن انه يتم القبض علي تجار المخدرات “تتم مصادرة مخدر الايس والبنقو” والمخدرات الاخري ،ويتم اطلاق سراح التجار مقابل دفع مبلغ من المال ،وهنالك اشخاص كان بطرفهم كميات من الذهب تمت مساومتهم، ومصادرة الذهب،ففي ظل غياب القانون تتم المصادرة لصالح المليشيا.

شهدنا ايضا ضبط عدد من ماكينات تزوير العملة ،وكانت هنالك عملة مزورة،تتم تداولها داخل المعتقل ،لانه الجنجود يحتكرون بيع السجائر والتمباك،وبعض المخدرات باسعار عالية وبعض المنسوبين من الدعم السريع يتعاطون هذه المخدرات داخل المعتقل حيث لايوجد ضابط لسلوك الاشخاص داخل المعتقل.

يتم تجنيد واستقطاب بعض المواطنين عبر الترهيب،ويقولون ان لديهم لجنة تقييم لهذا الدور ورأينا لاحقا وبعد ايام قليلة أن بعض المعتقلين يحملون السلاح خارج المعتقل ولم نعرف كيف ومتي تم تدريبيهم ولكن هؤلاء ملشيات.

ايضا لديهم بعض العناصر داخل المعتقل لجمع المعلومات،حيث يتم اخذ المعتقلين لمنازلهم لاخذ اموالهم وعرباتهم.

هنالك مشاكل ايضا في المواد التموينية مثلا لبن اسامة داؤود تم بيعه والزيوت كذلك من صافولا وهنالك حادثة كبيرة حدثت عند مصادرة كميات من البلح من احد التجار حيث حدثت مشاجرة فيما بيهم حتي تدخلت القيادة وتم حبسهم.

“8”
تم احضار عدد من افراد الدعم السريع داخل المعتقل ويسمونهم “بالجاهزية”،فجلسنا مع سبعة منهم احضروهم من المزرعة الصينية، فعندما سألناهم لماذا اتيتم الي هنا ؟ قالوا ،انهم سألو من الذين تم تدريبهم من قبل الجيش او المخابرات، وتم فرزهم وجاءوا بنا هنا أي للمعتقل

لاول مرة اري قائد يحمل سوط،ويضرب الافراد نسبة لمخالفتهم التعليمات!

من الانتهاكات الخطيرة في معتقل غوانتناموا، يتم اعتقال كبار السن والمعاشيين،بعضهم منذ عهد نميري، حيث اتوا بشخص من امدرمان قادما من” ام مرحي” وكان كبيرا في السن،حيث فقد التحكم في التبول واحيانا كنا نغسله.
واذكر ان هذا الشخص كان يجلس جوار الحمامات،لانه ملابسه متسخة ووصل مرحلة أن الديدان اصبحت تسرح في جسمه.

ومن الجرائم ضد الانسانية سالت شخص عمره فوق الثمانون فقال لي جاءوا لكي ياخذوا ابني ولما رفضت اخذوني بدلا عنه وهنالك نماذج كثيرة من الانتهاكات .

فهنالك شخص اخر اتهموه بولاءه للجيش فعذبوه وقطعوا جزء من اذنه وفقد عقله فعندما يسألونه زملاءه المعتقلين “أضانك الثانية وين ؟يجيب اضاني في الجنة”

“9”
من المشاهد الغريبة بعض زوي الاحتياجات الخاصة والمجانين يتم اعتقالهم ،وحبسهم و يجلسون في “ممرات ” ويقضون حاجتهم في جرادل.

ايضا هنالك اطفال في سن الخمسة عشر يتم استغلالهم استغلال سئ ويفرجون عنهم .
السودان هذا شهد حروب كثيرة جدا ،ولكن كانت هنالك بعض القيم وبعض الاخلاق ولكن هذه الحرب منزوعة القيم والاخلاق في كل شئ وأكدت لنا ان هؤلاء بعيدين عن قيم وثقافة أهل السودان.

وشكرا /

الباحث والاكاديمي الدكتور الرشيد محمد ابراهيم
استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية/

تاريخ الاعتقال/5يوليو2023م

خاص بالحقيقة/

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.