«الإمارات في إفريقيا: القوة، النفوذ والصراع»
في مقال نشرته وكالة بلومبرغ بعنوان
«الإمارات في إفريقيا: القوة، النفوذ والصراع»،
إستعرض فيه الصحفي سايمون ماركس كيف أن دولة الإمارات العربية المتحدة بنت شبكة لوجستية متكاملة لتعزيز نفوذها في الدول المحيطة بالسودان، شملت مستشفيات ميدانية ومهابط طائرات. وبحسب دبلوماسيين إقليميين ومحللين ومسؤولين تحدثوا للموقع، فإن هذه التحركات تأتي ضمن استراتيجية أوسع تسعى من خلالها الإمارات لترسيخ موقعها كقوة إقليمية مؤثرة في إفريقيا، عبر الدعم العسكري، والتموضع الاستراتيجي، وتوسيع النفوذ السياسي والاقتصادي، لا سيما من خلال علاقتها بمليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في السودان.
مقتطفات :
📌بحسب اثنين من مسؤولي إفريقيا الوسطى المطلعين على المحادثات، ومسؤولَين غربيَّين كبيرَين تم إطلاعهما على الأمر، فإن الدولة الخليجية الثرية ستستثمر في قطاعات الدفاع والتعدين والزراعة في هذه الدولة الإفريقية الفقيرة، مقابل السماح لها باستخدام مهابط للطائرات تقع في مناطق نائية بشرق البلاد.
📌تأتي الصفقة مع جمهورية إفريقيا الوسطى في الوقت الذي أنشأت فيه الدولة الخليجية شبكة لوجستية لدعم مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) وتعزيز نفوذها في الدول المحيطة بالسودان، بما في ذلك إقامة مستشفيات ميدانية عبر الحدود في تشاد وجنوب السودان،
📌الهدف النهائي للإمارات في إفريقيا ليس واضحًا تمامًا، لكن يبدو أن الأمر لا يتعلق فقط بكسب الأموال، إذ إن معظم صادرات السودان من الذهب، التي تبلغ قيمتها ملياري دولار، تذهب بالفعل إلى الإمارات من أجل المعالجة، بحسب وزارة المالية السودانية. بدلًا من ذلك، يتعلق الأمر بتعزيز مكانتها كقوة كبرى في قارة يشهد شركاؤها التقليديون مثل الغرب والصين تراجعًا في حضورهم، وفقًا لما ذكره كونور فاسي، المستشار الإداري لشؤون إفريقيا في شركة “جيه إس هيلد” (J.S. Held) في لندن.
📌وقال كاميرون هدسون، «مجموعة التحالفات المتنامية التي تبنيها الإمارات في تشاد، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وإثيوبيا، وجنوب السودان، والسودان، وليبيا، تُظهر مدى أهمية منطقة القرن الإفريقي في خططها وطموحاتها الإقليمية».
📌قال رئيس جيبوتي إسماعيل عمر جيله إن «السياسات الإماراتية بشكل عام تسبّب زعزعة عميقة لاستقرار المنطقة بأكملها».
📌في الصومال، قامت الإمارات بتوسعة المطار في مدينة بوساسو الساحلية، حيث تُدير مركزًا لوجستيًا إقليميًا وتُدرّب وتدعم القوات العسكرية التابعة لإقليم بونتلاند الذي يتمتع بالحكم الذاتي، وفقًا لثلاثة دبلوماسيين غربيين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لمناقشة مسائل حساسة. وتظهر صور الأقمار الصناعية توسعة كبيرة لمطار بوساسو، مع إنشاء منصات تحميل جديدة، ومدرج طائرات مُوسّع، وعدة حظائر للطائرات منذ بداية عام 2023، وهو الوقت الذي تزامن تقريبًا مع اندلاع الحرب في السودان.
📌في تقرير صدر في مايو، وثّقت منظمة العفو الدولية وجود أسلحة صينية الصنع في السودان، وقالت إن الإمارات «على الأرجح» هي من أرسلتها إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد). واستندت المنظمة الحقوقية إلى بيانات الأسلحة العالمية الصادرة عن معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI) لتحديد أن الإمارات هي الدولة الوحيدة التي اشترت هذا النوع من السلاح
📌قال بريان كاستنر، رئيس قسم أبحاث الأزمات في منظمة العفو الدولية، إن من «غير المرجح تمامًا» أن تكون هناك دولة أخرى ذات مصالح استراتيجية في السودان قد اشترت هذا السلاح سرًا، وقامت باستيراده دون أن يلاحظ أحد، ثم نقلته لاحقًا إلى الخرطوم.
📌في عام 2023، أعلنت الإمارات عن بنائها مستشفى ميدانيًا في مدينة أمجرس التشادية، بهدف دعم اللاجئين السودانيين الفارين من السودان عبر الحدود. وقال محققو الأمم المتحدة في العام الماضي إن الأدلة على أن الإمارات كانت تستخدم مهبط طائرات قريبًا من المستشفى الميداني كقناة لإمداد مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) بالسلاح كانت «موثوقة». إلا أن تقريرًا صادرًا هذا العام عن الأمم المتحدة ذكر أن الخبراء «لم يتمكنوا مؤخرًا من تأكيد عمليات نقل لمعدات عسكرية» من أمجرس إلى مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).
📌وفي مارس، أرسلت الدولة الخليجية وفدًا رفيع المستوى، من بينهم الشيخ شخبوط بن نهيان، إلى مخيم غوروم للاجئين في العاصمة جوبا، وفي الشهر نفسه، افتتحت الإمارات مستشفاها الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان، بالقرب من الحدود مع السودان. ورغم إعلان الإمارات أن العيادة تهدف إلى «تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة»، أفاد مسؤولان صحيان في المنطقة، طلبا عدم الكشف عن هويتهما خوفًا من الانتقام، بأن العديد من الحالات التي تم علاجها حتى الآن كانت لجنود مصابين يقاتلون في صفوف مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).
📌وفي تقرير غير منشور يعود إلى نوفمبر، اطّلعت عليه بلومبرغ، قال خبراء في الأمم المتحدة إن عدد رحلات الشحن الجوي القادمة من الإمارات إلى أمجرس وإنجمّينا ارتفع بشكل لافت بين مايو وسبتمبر 2024، بالتزامن مع تصاعد الأعمال القتالية في مدينة الفاشر السودانية، ما أثار الشبهات بشأن «عمليات سرية محتملة».
📌وقال المحلل كاميرون هدسون: «بشكل عام، تعمل الإمارات على تنويع انتشارها. كانت تركز بشكل كبير على تشاد، لذا توجهت إلى جنوب السودان، وهي تنظر أيضًا إلى إفريقيا الوسطى. هذا يبدو مخططًا له مسبقًا وبدرجة عالية من الاستراتيجية».