الحقيقة تصدر العدد الجديد حافل بالموضوعات
بسم الله الرحمن الرحيم
*الحقيقة*
المجلة الإلكترونية الدورية الأولى المتخصصة في رصد وتوثيق جرائم مليشيا الدعم السريع المتمردة في السودان، اتكون مرجعية للمنظمات والآليات الدولية المعنية بحماية حقوق الآنسان في العالم-العدد25-مايو-2025.
*تغطية خاصة*
*تمهيد*
تأسس معسكري زمزم وأبو شوك للنازحين في العام 2003، إستجابة لتدفق أعداد هائلة من المدنيين نتيجة للنزاعات المسلحة في دافور خاصة في مناطق جنوب وغرب وشمال دارفور.
وينتمي أغلب سكان معسكري زمزم وأبو شوك، إلى قرى ومدن مثل كبكابية، طويلة، شنقل طوباي، قريضة، كتم، مليط، وغيرها .
يقع المعسكرين ضمن إختصاص حكومة السودان، لكن في الواقع تتم إدارة شؤونه اليومية بواسطة منظمات إنسانية دولية مثل:
● المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (UNHCR).
● برنامج الغذاء العالمي (WFP).
● منظمات غير حكومية محلية ودولية.
● إضافة إلى لجان داخلية من النازحين تشارك في تنظيم الحياة داخل المعسكر.
ويعد معسكر زمزم هو أحد أكبر معسكرات النزوح في السودان، ويقع على بُعد حوالي 12 كيلومترًا غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ويأوي أكثر من 700,000 نازح، معظمهم من النساء والأطفال.
ويُعتبر المعسكر مركزًا حيويًا لتقديم المساعدات الإنسانية، حيث يضم منشآت صحية وتعليمية بدائية تديرها منظمات دولية ومحلية ورغم ذلك، يعاني السكان من نقص حاد في الخدمات الأساسية، بما في ذلك المياه النظيفة والرعاية الصحية.
في 11 أبريل 2025، إقتحمت مليشيا الدعم السريع #مخيم_زمزم، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين، بينهم موظفين في الحقل الصحي والانساني،هذه الهجمات أجبرت الآلاف على الفرار سيرًا على الأقدام إلى مدينة الفاشر المحاصرة، في ظروف إنسانية كارثية.
وتواصلت الهجمات على المعسكر لعدة أيام، مما أدى إلى تدمير واسع النطاق وتشريد السكان. وأفادت مصادر محلية بأن مليشيا الدعم السريع سيطرت على المعسكر بالكامل، مما أثار مخاوف من تكرار سيناريوهات التطهير العرقي التي نفذتها مليشيا الدعم السريع على أثنية المساليت ومناطق أخرى في دارفور.
ويعد الهجوم على معسكر زمزم انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، وجريمة حرب تستوجب المساءلة.
فيما هددت مليشيا الدعم السريع بإجتياح الولاية الشمالية بعدد”2″ الف عربة قتالية،ودأبت في إستهدافها المتكرر لقطاع الكهرباء بعدد من الولايات سيما كهرباء سد مروي بالولاية الشمالية الآمنة، مما زاد من معناة المواطنين في الحصول على المياه والخبر والتأثير القطاعات الانتاجية،وازدياد معاناة المرضى من النساء والاطفال وكبار السن داخل المستشفيات،وفي ظل كل هذه الجرائم يقف المجتمع الدولي صامتا ، بينما تنظم دول ترعى هذه المليشيا وتدعمها بالعتاد لقتل الشعب السوداني مؤتمرات تقديم السلاح داخل الخبز.
*تغطية خاصة للحقيقة في عددها”25″، لهجمات مليشيا الدعم السريع على معسكري زمزم وابوشوك للنازحين بشمال دارفور،ومجازرها ضد المدنيين وتهديداتها بإجتياح الولايات الآمنة وإستهدفها للبنية التحتية،مع تسليط الضوء على مؤتمرات غسل الأيادي الملطخة بدماء الشعب السوداني تحت مزاعم السلام*
*الحقيقة توثق*
*مقتل وإصابة 500 شخص جراء هجمات مليشيا الدعم السريع على الفاشر،بينهم موظفين دوليين*
قُتل وأصيب نحو “500” شخص جراء هجمات مليشيا الدعم السريع على مخيم زمزم للاجئين جنوب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.
وكانت مليشيا الدعم السريع اقتحمت مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان،في 11/أبريل2025 وشرّدت المقيمين فيه وقتلت عددًا كبيرًا منهم.
وأصدرت حكومة شمال دارفور بياناً حول هجوم المليشيا المتمردة على معسكر «زمزم» للنازحين
وكشفت أن مليشيا آل دقلو الإرهابيـة، قد قامت بتصفية كل الكوادر الطبية، ومرافقي المرضى بمستشفى منظمة الإغاثة الدولية (رليف) عقب اقتحامها معسكر زمزم للنازحين، وذلك في جريمة تجاوزت كل القيم الإنسانية والأخلاقية والدينية والأعراف والتقاليد.
وأضافت في بيانها الذي أصدرته باسم والي شمال دارفور الحافظ بخيت محمد، أن المجموعة الإرهابية لم تكتف بهذه الجريمة النكراء، بل أقدمت على ارتكارب مجزرة بشرية أخرى، وذلك بتصفية العشرات من حَفَظَة القرآن الكريم في خلوة الشيخ فرح بمعسكر زمزم.
ووجهت المليشيا مدفعيتها الثقيلة صوب معسكر أبوشوك بشمال الفاشر، مخلفة عشرات الجثث والإشلاء من النازحين الأبرياء بجانب المواطنين العُـزّل الذين جاءوا إلى السوق الوحيد في المدينة لشراء احتياجاتهم الضرورية رغم شحها وانعدامها.
وقالت الحكومة إنّ المليشيا قد قامت كذلك بتصفية المدير الطبي لمستشفى مدينة أم كدادة الدكتور نور الدين آدم عبد الشافع وكل الطاقم الطبي ومرافقي المرضى، مما يؤكد سلوك المليشيا الإرهابية، العدواني والبربري والوحشي على المواطنين الأبرياء العُـزّل.
وقالت الحكومة في بيانها، إن استهداف المليشيا للكوادر الطبية هو امتداد لنهجها الإجرامي فى قتل الأبرياء بطرق خبيثة، حيث مازالت تحاصر مدينة الفاشر مستخدمة سلاح الجوع والفاقة والحرمان وإنه من المؤسف حقاً أن تتم هذه المجازر والجرائم البشعة دون أن يُحرّك ساكن للضمير العالمي بإدانتها والوقوف ضدها، مما يستدعي أبناء السودان ودارفور لمناصرة القوات المسلحة السودانية ودعم صمود الفاشر.
وقالت منظمة الإغاثة الدولية في بيان لها : ببالغ الأسى، نعلن أن مقاتلي قوات الدعم السريع اقتحموا، مساء الجمعة بالتوقيت المحلي، الحادي عشر من أبريل/نيسان، الحدود الخارجية لمخيم زمزم في السودان حيث كنا آخر من يقدم الخدمات الصحية والإنسانية الأساسية.
ودُمّرت السوق المركزي في زمزم ومئات المنازل المؤقتة بالكامل.
واضافت أن هذا الهجوم يستهدف جميع البنى التحتية الصحية في المنطقة لمنع وصول النازحين داخليًا إلى الرعاية الصحية وان إحدى عياداتهم كانت أيضًا جزءًا من هذا الهجوم، إلى جانب مرافق صحية أخرى في الفاشر.
وقالت المنظمة في ييانها أن تسعة من زملائنا قُتلوا بلا رحمة،بواسطة مليشيا الدعم السريع، بمن فيهم أطباء وسائقو إحالة وقائد فريق.
وإستشهدت ضمن الكوادر الطبية بمستشفى زمزم،هنادي حامد “بت الفاشر” متاثرة باصابتها في الهجوم الذي نفذته مليشيا الدعم السريع على المعسكر.
وتصدر إسم الطبيبة السودانية هنادي منصات التواصل الاجتماعي في السودان بعد أن نعتها “تنسيقية لجان المقاومة” الفاشر
ونشرت التنسيقية عبر صفحتها على فيسبوك: “وداعا الطبيبة هنادي التي داوت الجرحى وساندت الأبطال، ثم رحلت شهيدة بشرف. لقد ترجلت اليوم جسدا من ضمن شهداء معسكر زمزم، لكنها بقيت فينا روحا وذكرى لا تنطفئ، رحلت وهي تؤدي واجبها الوطني والإنساني، شهيدةً كما تحب الأحرار أن يُكتب لهم الرحيل”.
ونعت الحكومة السودانية، الطبيبة هنادي حامد، وقال المتحدث باسم الحكومة السودانية، خالد الإعيسر في منشور على صفحته بفيس بوك، (بقلوب يعتصرها الألم والحزن، ننعى بكل إكبارٍ وإجلال، المناضلة البطلة، الميرم الشهيدة الدكتورة هنادي حامد “بت الفاشر”، التي سطرت اسمها بأحرفٍ من نور في سجل الشجاعة والكرامة، وجعلت من نفسها رمزاً للانتماء، والإباء، والوفاء لوطنها وشعبها).
وأضاف الإعيسر قائلا، : لقد كانت الشهيدة مثالاً للمرأة الحرة، الرافضة للخنوع أمام وحوش الإجرام والعدوان، فاختارت السير في طريق المقاومة كتفاً بكتف مع رفاقها المقاتلين، وتقدمت الصفوف لإنقاذ الجرحى والأسرى في معارك الكرامة.
إلى ذلك قال وزير الخارجية السوداني إن هجمات مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان تأتي ضمن خطة لاستخدام المدنيين دروعًا بشرية للسيطرة على المدينة،
ونقلت الأمم المتحدة عن “مصادر موثوقة” أن أكثر من “400” شخص قتلوا في الهجمات التي نفذتها أخيرًا مليشيا الدعم السريع في إقليم دارفور بغرب السودان، حسب وكالة فرانس برس.
وفي بيان لها استنكرت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة في السودان ،في 12 أبريل 2025 الهجمات التي نفذتها قوات الدعـ.ـم السـ.ـريع يوم 11 أبريل على مخيمي زمزم وأبو شوك ومدينة الفاشر بشمال دارفور، والتي خلّفت أكثر من 100 قتيل، منهم 20 طفلاً و9 من العاملين في المجال الإنساني والمخيمان يأويان أكثر من 700,000 نازح يعانون الآن من العنف المتصاعد ودعت الى محاسبة مرتكبي انتهاكات القانون الدولي الإنساني.
وفي 24أبريل 2025،أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بشدة، مقتل عشرات المدنيين في هجمات على مدينة الفاشر، ومخيمي زمزم وأبو شوك وغيرهما من المواقع القريبة التي يأوي إليها النازحون، في ولاية شمال دارفور.
وفي بيان منسوب إلى المتحدث باسمه، ذكّر الأمين العام بأن عدد العاملين في المجال الإنساني الذين قُتلوا في السودان قد ارتفع الآن ليصل إلى أكثر من “90” شخصاً منذ بدء النزاع في أبريل 2023.
وقال غوتيريش إن منطقة الفاشر محاصرة منذ أكثر من عام، “مما أدى إلى حرمان مئات الآلاف من المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة”، وأشار إلى رصد حالات مجاعة في مخيم زمزم ومخيمين آخرين للنازحين في المنطقة.
وأكد أن الهجمات الموجهة ضد المدنيين والهجمات العشوائية محظورة تماماً بموجب القانون الدولي الإنساني، وشدد على ضرورة احترام وحماية موظفي الإغاثة الإنسانية والعاملين في المجال الطبي، وقال: “يجب تقديم مرتكبي هذه الهجمات إلى العدالة .
فيما أصدر مكتب الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية الأميركية بيانًا شديد اللهجة عبّر فيه عن “قلق عميق” إزاء الهجمات التي نفذتها مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) على معسكري زمزم وأبو شوك للنازحين قرب مدينة الفاشر، شمال دارفور.
وجاء في البيان:
“ندين هجمات الدعم السريع على أكثر الفئات ضعفًا من المدنيين، بما في ذلك مقتل تسعة من عمال الإغاثة الممولين من الولايات المتحدة، الذين كانوا يقدّمون مساعدات منقذة للحياة.”
وأضافت الولايات المتحدة أنها تحث على “حماية المدنيين، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني”، مشددة على ضرورة “فتح ممرات إنسانية تتيح الوصول الآمن للمساعدات وتمكين المدنيين من الهروب من مناطق العنف”. كما أكدت أن على جميع الأطراف “الامتثال للقانون الدولي الإنساني” وأنه “يجب محاسبة الجناة”.
وفي 17أبريل 2025 إعتمد مجلس الأمن بيان صحفي، أدان فيه إعتداءات مليشيا الدعم السريع على الفاشر ومعسكري زمزم وأبو شوك، داعياً إلى المساءلة الفورية، وجدد المجلس التزامه بسيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه.
فيما أدان الإتحاد الأفريقي،أمانة إقليم البحيرات وعدد من الدول منها السعودية وقطر ومصر والصومال هجمات مليشيا الدعم السريع قرب الفاشر مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المدنيين وعاملي الإغاثة معربة عن استنكارها للهجمات التي اعتبرتها “انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني” مؤكدة رفضها استهداف المدنيين ومشددة على ضرورة حماية العاملين في المجال الإغاثي.
وفي 13 أبريل 2025 ــ شهدت محلية أم كدادة بولاية شمال دارفور، على مدار ثلاثة أيام، أوقاتًا عصيبة بعد اجتياح مليشيا الدعم السريع للمدينة، مما أودى بحياة “52” مدنيًا على الأقل، وإحراق “900” منزل.
وقال محامو الطوارئ، في بيان تلقته إن “الدعم السريع هاجمت أم كدادة وقامت بتصفية “52” مدنيًا داخل المدينة، كما اقتحمت المستشفى المحلي واعتدت على المرضى وأعدمت أفراد الطاقم الطبي”.
وكان مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، قد اعلن عن نزوح “250” ألف شخص من المالحة الواقعة على بُعد 210 كيلومترات من الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.
وأشار إلى أن العديد من النازحين يعيشون في 15 قرية ويفتقرون إلى الضروريات الأساسية.
وأدّى الحصار الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على الفاشر منذ قرابة العام، قبل تشديده في الأسابيع الأخيرة بعد اجتياح قرى غرب وشمال المدينة، إلى شح كبير في السلع ومياه الشرب في عاصمة إقليم دارفور التاريخية.
وطالب مكتب أوتشا بضرورة حماية المدنيين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق وصون سلامة النازحين وكرامتهم وحقوقهم.
وفي 1 أبريل 2025- أعلنت اللجنة العليا لإدارة معسكر أبو شوك بولاية شمال دارفور، عن توثيق “27”,حالة إغتصاب لنساء وفتيات،بينهم :14″قاصر، ارتُكبت على يد مليشيا الدعم السريع، خلال الثلاث أشهر الاخيرة.
ويتعرض المخيم يوميًا لقصف مدفعي من مليشيا الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح نحو 70% من سكانه وفقًا لقيادات أهلية.
ويأوي المخيم أكثر من مليون نازح ويقع في الجزء الشمالي من مدينة الفاشر.
كما أدى القصف إلى تدمير آلاف المنازل، وموارد المياه، والمرافق الطبية.
وكشف العمدة ساجو لسودان تربيون أن عدد القتلى بلغ “154” شخصًا بينهن “57” إمرأة، بالإضافة إلى إصابة “267” آخرين خلال نفس الفترة، في حين فقد “75” جريحًا أطرافهم نتيجة القصف الكثيف والمستمر على المعسكر من قيل مليشيا الدعم السريع.
وكانت منظمات دولية أعلنت عن وقوع مجاعة في معسكر أبو شوك، بسبب انعدام المواد الغذائية والمساعدات الإنسانية، نتيجة الحصار المتواصل الذي تفرضه مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر،رغم قرار مجلس الأمن بفك الحصار عنها.
*الحقيقة توثق*:
*أخطأنا في عدم الهجوم عليها:قائد ثاني مليشيا الدعم السريع يهدد بإجتياح الولاية الشمالية بعدد “2 “الف عربة قتالية*
بعد خسارتها ولاية الخرطوم، إلى جانب عدد من الولايات وسط السودان، أطلقت مليشيات الدعم السريع تهديداً باجتياح الولايات الشمالية التي ظلت بمنأى عن العمليات العسكرية البرية منذ بدء الحرب في منتصف إبريل/ نيسان 2023 باستثناء تعرضها لهجمات متكررة بطائرات مسيّرة استهدفت محطات الكهرباء ومقرات الجيش. وأثارت هذه التهديدات موجة من الدعوات من المواطنين، على وسائل التواصل الاجتماعي للتسليح والاستنفار لمواجهة الهجوم المتوقع للدفاع عن أنفسهم من جرائم هذه المليشيا.
*عبد الرحيم دقلو: كنّا مخطئين حول مكان المعركة والآن سنصحح الخطأ*
وظهر نائب قائد مليشيا الدعم السريع، عبد الرحيم دقلو، في خطابات على مواقع تواصل اجتماعي متعددة مهدداً بتصعيد الحرب. وقال في خطاب أمام مجموعة من المقاتلين في مكان غير محدد بدارفور، إنهم كانوا “مخطئين حول مكان المعركة، ولكن الآن سيصححون الخطأ لتكون المعركة في (ولايتي) الشمالية ونهر النيل”. وأضاف أنه تم تجهيز ألفي سيارة عسكرية عبر الصحراء لأجل ذلك، مهدداً في الخطاب نفسه الضباط المتقاعسين عن القتال بالفصل والمحاكمة إذا لم يبلغوا المقدمة خلال ساعات.
وفي خطاب آخر أمام عدد من قواته في مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، في الثالث من إبريل، قال عبد الرحيم دقلو إنه سيهاجم مدن عطبرة ودنقلا والقرير والدبة ومروي وشندي والقولد في ولايتي الشمالية ونهر النيل، واحدة تلو الأخرى.
من جهتها نشرت مليشيا “الدعم السريع” على تطبيق تليغرام فيديو يظهر مجموعة من المقاتلين يستقلون سيارات عسكرية معلنين جاهزيتهم لمهاجمة ولاية الشمالية. وأضافت أن ما أسمتها قوات “فرسان البوادي” تستعد لتحرير “الشمالية”
وجاءت تهديدات مليشيا الدعم السريع بعد هزائم منيت بها في عدد من ولايات السودان مما جعلتها تدأب في إستهداف البنية التحتية بالولاية الشمالية عبر المسيرات الإنتحارية ،ولم يمضي وقتا طويلا حيث إرتكبت هذه المليشيا أكبر مجزرة بشرية في معسكر زمزم للنازحين بشمال دارفور بعد تجاوزها وإنتهاكها لقرار مجلس الامن الخاص بفك الحصار عن الفاشر.
*الحقيقة توثق*:
*توقف خدمات الكهرباء والمياه والخبز،وتزايد معناة المواطنين والمرضى بالمستسفيات بسبب الإستهداف المتعمد لقطاع الكهرباء*
تشهد عدد من ولايات السودان
إستهدافاً متعمّداً من قبل مليشيا الدعم السريع لتدمير قطاع الكهرباء وتعطيل المحولات الرئيسة، والفرعية وذلك بالقضارف، ومحطة سد مروي ومحطة دنقلا بالولاية الشمالية، ومحطة عطبرة باستخدام المسيرات الإنتحارية، ما تسبّب في عرقلة انسياب خدمات الكهرباء والمياه والخبز بأجزاء واسعة من ولايات السودان وزاد من معناة المواطنين بصورة مباشرة ،كما تضرّر القطاعات الإنتاجية الحيوية،وتزايد معاناة المرضى من النساء والأطفال وكبار السن داخل المستشفيات .
وندّد مختصون بالقطاع بالعمليات التخريبية التي تمت، خاصة في سد مروي. وإنتقد الوزير السابق للطاقة والنفط إسحاق جماع، في حديثه لـ”العربي الجديد”، إستهداف محطات الكهرباء ومحولات التوزيع، بدءاً من المحطة الكهربائية بسد مروي في الولاية الشمالية ومحولات القضارف وكهرباء الشوك، ومحطة عطبرة التحويلية بنهر النيل من قبل مليشيا الدعم السريع المتمرّدة.
وأضاف أن هذه المليشيا هدفها تدمير البلاد بشكل كلّي وتعطيل النشاط الاقتصادي والخدمي والتجاري والمعيشي للشعب. ودعا إلى توثيق هذا الاستهداف بدقة وعرضه على الرأي العام الخارجي الذي يقف متفرّجاً وعاجزاً أمام ما يحدث في السودان.
فيما أعلنت شركة كهرباء السودان أن مليشيا الدعم السريع إستهدفت محطة مروي بطائرات مسيرة، ما أدى إلى انقطاع التيار بالولاية الشمالية.
وأضافت أن “الاستهداف أدى إلى تضرر المحول المغذي للولاية الشمالية، مما تسبب في انقطاع التيار الكهربائي”.
وأكدت الشركة السودانية في بيان آخر بتاريخ 17أبريل2025 أن “هذا الإستهداف المتكرر لمحطات الكهرباء ،أدي الى فقدان العديد من الخطوط البديلة اللازمة للمعالجة،مما ينعكس سلبا على خدمات المواطنين”.
من جانبها، قالت الفرقة 19 مشاة في الجيش السوداني بمدينة مروي في بيان، إنها “تمكنت من إسقاط عدد من المسيرات التي أطلقتها مليشيا الدعم السريع المتمردة نحو مقر قيادة الفرقة 19 مشاة وسد مروي”.
وأكد البيان أن “محاولات الاستهداف المتكررة للبنية التحتية للمواطن لن تنجح في تحقيق أهدافها، وأن الجيش مستمر في حماية مقراته وتأمين المناطق الاستراتيجية”.
وتكرر هجوم مليشيا الدعم السريع على سد مروي الكهرومائي الواقع على مجرى نهر النيل في الولاية الشمالية بالسودان على بعد 350 كيلومترا من العاصمة الخرطوم والذي يغذي عدد من الولايات،مما أثر مباشرة على حياة المواطنين،في الحصول على مياه الشرب والخبر وتوقف أقسام الطوارئ بعدد من المستشفيات بسبب إنقطاع الكهرباء،وإنعدام المياه فيما يتعرض حياة الآف المرضى للخطر.
*الحقيقة توثق*:
*مجزرة جديدة.. المليشيا تغتال (106) من سكان الجموعية*
أسفر هجوم شنته مليشيا في مطلع ابريل2025، على قرية “إيد الحد” إحدى قرى الجموعية الواقعة جنوب أم درمان عن مقتل (106) من المدنيين.
وأبلغ أحد أعيان قبيلة الجموعية التي تسكن المنطقة قناة “العربية/الحدث”، أن قوة من المليشيا قوامها “20” عربة مقاتلة هاجمت قرية “إيد الحد” ما أدى لمقتل “106” من السكان وجرح :37 ” آخرين.
وقال إن سكان المنطقة اضطروا للدفاع عن أنفسهم ومواجهة مليشيا الدعم السريع قبل أن تتدخل قوات الجيش عبر المسيرات وتجبر القوة المهاجمة على الفرار، على حد وصفهم.
وفي 27أبريل2025، وثقت مليشيا الدعم السريع أبشع جريمة ضد الإنسانية إرتكبتها بجنوب ام درمان-الصالحة حيث أقدمت على تصفية”31″ مواطنا بينهم أطفال ،تم قامت بإحرقهم،بعد أوامر مباشرة من أحد قادتها الميدانيين فيما هدد احد المستشارين لمليشيا الدعم السريع عبر قناة الجزيرة بمزيد من التصفيات للمواطنين العزل.
*الحقيقة توثق*:
*مؤآمراتهم تسبقها الدماء- مؤتمر لندن مسرحية أعدتها بريطانيا ومولتها الإمارات*
إنهارت محاولة بريطانيا لتأسيس مجموعة إتصال تُسهّل محادثات وقف إطلاق النار في السودان، وذلك في 15/ أبريل2025، عندما رفضت دول عربية توقيع بيان مشترك بعد المؤتمر الذي عُقد في لندن.
وقال مصدر في تصريحات خاصة لموقع “المحقق” الإخباري إن الخلاف في المؤتمر كان حول مسألة محددة، وهي أن الدول العربية بقيادة مصر كانت مصرة على ضرورة النص بالحفاظ على المؤسسات الوطنية وعلى رأسها القوات المسلحة السودانية، مبيناً أن الإمارات كانت هي الدولة الوحيدة التي اعترضت على ذلك، وأن كل الدول المشاركة بما فيها بريطانيا كانت مع التوجه العربي، مضيفاً أن هذا الخلاف كان مبدأ أساسياً من الصعوبة التخلي عنه، وأنه لابد من النص عليه بعبارات واضحة.
وأكد المصدر أن “لجنة الاتصال” كانت نوعاً من أشكال الوصاية الدولية تتجاوز المؤسسات الدولية، وأن السودان دولة مستقلة ولا يمكن القبول بذلك.
وأشار المصدر إلى أن الخطأ الأساسي في المؤتمر كان عدم دعوة السودان، وقال إنه في الوقت الذي تمت فيه دعوة دول معتدية ومتورطة في الحرب وليس لها مصلحة في الاستقرار لم يدع السودان، مضيفا أن مبرراتهم بأن دعوة السودان كانت تستوجب دعوة الدعم السريع، وهي أيضاً مردود عليها، متسائلاُ هل يتم دعوة حركة الشباب المجاهدين في الصومال عند مناقشة الأزمة الصومالية؟ منوهاً إلى أن مافعلته مليشيا الدعم السريع من تخريب وتدمير وتشريد وقتل في السودان أفظع بكثير مما حدث في الصومال، مضيفاً أن الهجوم على معسكر زمزم وضرب الأماكن الحيوية بالسودان من قبل مليشيا الدعم السريع بالتزامن مع انعقاد المؤتمر يعطي إشارة إلى أن لدى المليشيا تطمينات بأنه لن يتم إدانة هذه الانتهاكات المشينة، وتابع أن هذه الأعمال إرهابية، وفيها استخفاف لأنها تأتي في وقت ينعقد فيه مؤتمر دولي لحكومات ومنظمات دولية واقليمية معروفة.
ولفت المصدر إلى أن دعوة جيران السودان للمؤتمر كان به انتقائية، متسائلا لماذا لم تدع أريتريا، وماهو الداعي لدعوة دولة مثل الإمارات وهي متورطة في الحرب، وقال هل هذا تشجيع ومكافأة للإمارات التي تغذي الحرب وتمد المليشيا بالأسلحة والعتاد، مؤكدا أن الذي أفشل المؤتمر هو وجود الإمارات، وقال إن ماتم ترويجه بأن هناك خلاف عربي غير صحيح، وأن كل الدول العربية التي شاركت إضافة إلى الجامعة العربية كانت على موقف واحد مع الدولة السودانية ومؤسساتها بخلاف موقف الإمارات، وحتى الدول الأخرى المشاركة بما فيها بريطانيا نفسها كانت مع الموقف العربي الموحد.
وأوضح المصدر بأنه كان هناك اتصال بين المبعوث البريطاني والقيادة السودانية حول المؤتمر، وأن رد القيادة كان أن السودان لا يحتاج لمزيد من المؤتمرات، وأن هناك أطرافاً تغذي الحرب وعلى المجتمع الدولي أن يأخذ موقفا بالضغط على هذه الأطراف وادانتها، وإن ذلك ما يحتاجه السودان، مشيرا إلى أن ماجاء في نهاية المؤتمر به نقاط إيجابية لصالح السودان، لكنه يحتاج لكثير من الدراسة، داعيا الحكومة البريطانية والدول الغربية لمراجعة مواقفها في التعامل مع القضية السودانية، وقال إن استبعاد السودان من هذه المؤتمرات والتعويل على الدول الضالعة في الحرب هو سبب فشلها وقد ثبت ذلك بالتجربة.
وقالت وزارة الخارجية البريطانية إنها تأسفت لعدم التوصل إلى اتفاق بشأن مسار سياسي للمضي قدمًا.
وأصدر وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، ونظراؤه من فرنسا وألمانيا والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بيانًا مشتركًا للرؤساء المشاركين في ظل غياب بيان ختامي، تعهدوا فيه بدعم “الجهود الرامية إلى إيجاد حل سلمي ورفض جميع الأنشطة، بما في ذلك التدخلات الخارجية، التي تؤدي إلى تصعيد التوترات أو إطالة أمد القتال أو تمكينه”، كما دعا البيان إلى حل لا يؤدي إلى تقسيم السودان.
فيما قالت صحيفة الغارديان ان الضغوط تتزايد على دولة الإمارات العربية المتحدة بشأن مشاركتها في مؤتمر حاسم في لندن يهدف إلى وقف الحرب في السودان، وذلك بعد تسريب تقرير سري من الأمم المتحدة يثير تساؤلات جديدة حول دور الإمارات في هذا الصراع المدمر.
وتواجه الإمارات إتهامات بتزويد ميليشيات سودانية بالأسلحة سرًا عبر دولة تشاد المجاورة، وهي تهم نفتها الإمارات بشدة مرارًا.
لكن تقريرًا داخليًا – موسومًا بـ”سري للغاية” وحصلت عليه صحيفة الغارديان – كشف عن “رحلات متعددة” من الإمارات لطائرات شحن يُعتقد أنها تعمدت تجنب الرصد أثناء توجهها إلى قواعد في تشاد، حيث يتم رصد عمليات تهريب أسلحة عبر الحدود إلى السودان.
واضافت هذه المزاعم مزيدًا من التعقيد إلى موقف وزير الخارجية البريطاني، ديفيد لامي، الذي وجه دعوة مثيرة للجدل للإمارات إلى جانب 19 دولة أخرى للمشاركة في محادثات السلام بشأن السودان في قصر لانكستر في 15 أبريل، في الذكرى الثانية لاندلاع الحرب التي تسببت بأكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث شُرّد أكثر من 12 مليون شخص.
وقال دبلوماسي رفيع مطّلع على التقرير المسرّب (طلب عدم ذكر اسمه): “يتعيّن على المملكة المتحدة أن تشرح كيف تردّ على مجازر الأطفال وعمال الإغاثة، بينما تستضيف الإمارات في مؤتمرها في لندن”.
ويتألف التقرير من 14 صفحة، أُنجز في نوفمبر الماضي، وأُرسل إلى لجنة عقوبات السودان في مجلس الأمن، وأعدّه فريق من خمسة خبراء من الأمم المتحدة وثّقوا “نمطًا ثابتًا” من رحلات الشحن الجوي لطائرات من طراز إليوشن Il-76TD، انطلقت من الإمارات إلى تشاد، وحددوا ثلاثة مسارات برية محتملة لتهريب الأسلحة إلى السودان.
وأفاد التقرير أن الرحلات من الإمارات إلى تشاد كانت منتظمة بدرجة شكّلت “جسرًا جويًا إقليميًا جديدًا”، وأشار إلى أن بعض الطائرات اختفت من الرادار في “مقاطع حاسمة” من رحلاتها، ما أثار شبهات حول “عمليات سرية محتملة”.
المثير أن هذه النتائج لم تُذكر في التقرير النهائي لفريق خبراء الأمم المتحدة حول السودان، المتوقع نشره خلال أيام، ولم يُذكر اسم الإمارات في التقرير النهائي الذي يتكون من 39 صفحة إلا في سياق المشاركة في محادثات السلام.
وتأتي الأسئلة حول الدور الإماراتي المحتمل في مليشيا قوات الدعم السريع بعد نهاية أسبوع دامٍ شهد مقتل أكثر من 200 مدني على يد قوات الدعم السريع في هجمات ضد مجموعات عرقية نازحة، وفي محيط مدينة الفاشر، آخر مدينة كبرى لا تزال تحت سيطرة الجيش السوداني في إقليم دارفور.
وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت رسميًا في يناير أن مليشيا الدعم السريع ارتكبت جرائم إبادة جماعية في السودان.
واتهم السودان وآخرون، الإمارات بتسليح ميليشيا الدعم السريع. وانتقدت الحكومة السودانية منظمي المؤتمر لاستبعادها من الاجتماع مع دعوة الإمارات.
وفي فعالية منفصلة صباح الثلاثاء،15أبريل2025, دعت منظمات إغاثية وحقوقية المجتمع الدولي إلى معاقبة الدول المتورطة بشكل مباشر أو غير مباشر في إرسال الأسلحة إلى الأطراف المتحاربة، في انتهاك لحظر السلاح الذي فرضته الأمم المتحدة.
وقالت ياسمين أحمد، مديرة هيومن رايتس ووتش في المملكة المتحدة: “سيفشل المجتمع الدولي فشلًا ذريعًا بحضور أطراف ضالعة في النزاع، لمؤتمر لندن ولم يخرج منه شيء مرة أخرى .