بريطانيا تسمح للأجانب بتملك 15% من صحفها ومراقبون يرون إن القرار قد يفتح الباب أمام تغلغل إماراتي لتوجيه الرأي العام الأوروبي و توظيف الإعلام لتجميل سجل حقوق الإنسان الإماراتي:
بريطانيا تسمح للأجانب بتملك 15% من صحفها ومراقبون يرون إن القرار قد يفتح الباب أمام تغلغل إماراتي لتوجيه الرأي العام الأوروبي و توظيف الإعلام لتجميل سجل حقوق الإنسان الإماراتي:
متابعات الحقيقة
الخميس – 15 مايو 2025
في خطوة مثيرة للجدل، أعلنت الحكومة البريطانية اليوم الخميس عزمها السماح للمستثمرين التابعين لحكومات أجنبية بامتلاك ما يصل إلى 15% من مؤسسات نشر الصحف البريطانية، وذلك في إطار إصلاحات إعلامية يمكن أن تنهي ضبابية مستمرة منذ فترة طويلة بشأن ملكية صحيفة التلغراف.
القرار يأتي في وقت يشهد العالم تزايدًا في التدخلات الأجنبية بقطاع الإعلام، وهو ما يثير تساؤلات حول تأثير هذه الاستثمارات على استقلالية الصحافة.
قرار مثير للجدل: فتح الأبواب أمام النفوذ الأجنبي
بحسب وزيرة الثقافة البريطانية ليزا ناندي، فإن هذه الإصلاحات تهدف إلى حماية التعددية الإعلامية، وتعكس الوسائل المتغيرة التي يحصل الأفراد من خلالها على الأخبار.
لكنها أضافت أن الحكومة تدرك الحاجة لحماية وسائل الإعلام من سيطرة الدول الأجنبية. القرار الجديد يسمح لبعض صناديق الثروة السيادية أو صناديق التقاعد باستثمار ما يصل إلى 15% في الصحف البريطانية، مع ضمان الحد من أي نفوذ أجنبي على محتوى الأخبار.
الإمارات في المشهد: محاولة للسيطرة على الإعلام الأوروبي
من أبرز المستفيدين من هذا القرار، الإمارات العربية المتحدة، التي سبق وأن حاولت عبر صندوق “ريدبيرد آي إم آي” المدعوم من أبو ظبي، السيطرة على صحيفة التلغراف ومجلة “ذا سبيكتاتور” عام 2023، عندما ساعدت في سداد ديون عائلة باركلي البالغة 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.6 مليار دولار) لبنك لويدز.
ورغم حظر حكومة المحافظين السابقة في بريطانيا الاستثمارات الحكومية الأجنبية في الصحف، فإن الإصلاحات الجديدة ستعيد فتح الباب أمام نفوذ الإمارات في الإعلام البريطاني.
وما يثير الجدل أن هذه الإصلاحات قد تمنح أبو ظبي فرصة لتعزيز نفوذها في الإعلام الأوروبي، وهو ما يعزز قدرتها على التأثير في السياسات التحريرية لهذه الصحف، مما قد يؤدي إلى تغيير التوجهات التحريرية بما يخدم أجندتها.
هدف خفي: نشر الإسلاموفوبيا وتجميل الصورة
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تصب في مصلحة النظام الإماراتي، الذي يسعى منذ سنوات للسيطرة على وسائل الإعلام الأوروبية، ليس فقط لتحقيق مكاسب اقتصادية، ولكن أيضا للتأثير على الرأي العام الأوروبي.
فقد استخدمت أبو ظبي في السنوات الأخيرة أدوات إعلامية للترويج لرؤيتها السياسية ولتشويه صورة الإسلام في الغرب عبر نشر الإسلاموفوبيا، وكذلك لتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي في ظل انتقادات متزايدة لسجلها الحقوقي.
خطر على الإعلام الحر: بين الاستقلال والسيطرة
يتخوف الكثير من المراقبين من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام المزيد من النفوذ الأجنبي في الإعلام البريطاني، مما يهدد استقلالية الصحافة ويزيد من التأثير السياسي للدول التي تستثمر في الصحف.
ومع السماح بملكية تصل إلى 15%، قد تجد الصحف البريطانية نفسها أمام ضغوط مستمرة لتبني أجندات سياسية لا تتفق مع قيم الصحافة الحرة. وهذا يشكل تحديًا جديدًا أمام الحكومة البريطانية التي عليها الموازنة بين تعزيز الاستثمار وحماية حرية الإعلام.