قراءة للصحفي غريغ كارلستروم لدوافع الإمارات لدعم مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).. ولماذا فشلت في حديثه عبر بودكاست “The Intelligence” الصادر عن الإيكونوميست
⭕متابعات الحقيقة:
قراءة للصحفي غريغ كارلستروم لدوافع الإمارات لدعم مليشيا الدعم السريع (الجنجويد).. ولماذا فشلت
في حديثه عبر بودكاست “The Intelligence” الصادر عن الإيكونوميس:
قدّم الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط غريغ كارلستروم قراءة معمقة ومثيرة حول الدور الذي تلعبه الإمارات في النزاعات الإقليمية، لا سيما في السودان، وأوجه الاختلاف الواضحة بين سياساتها وسياسات حليفتها الظاهرية، المملكة العربية السعودية.
أولاً: الفرق بين الإمارات والسعودية
أوضح كارلستروم أن كلاً من الإمارات والسعودية تسلكان طريقين مختلفين تمامًا. ففي حين تسعى السعودية إلى تحقيق نوع من الاستقرار الإقليمي، تظهر الإمارات كقوة تزرع الاضطراب في عدد من دول المنطقة عبر دعم الميليشيات والانفصاليين.
ثانياً: أدلة دامغة رغم النفي
كارلستروم تحدث عن “كم هائل من الأدلة” التي تُظهر أن الإمارات قدمت دعماً عسكرياً ومادياً لمليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في السودان، ومن هذه الأدلة:
📌صور أقمار صناعية تُظهر تسليحاً مباشراً.
📌أسلحة استخدمتها المليشيا “يُرجّح بشدة أن مصدرها الوحيد كان الإمارات”.
📌تحقيقات أممية أثبتت وجود معدات عسكرية لا يمكن أن تكون قد أتت من أي جهة أخرى سوى الإمارات.
ورغم ذلك، تنكر الإمارات تماماً أي تورط، وقد لخّص كارلستروم ذلك بقوله:
“إن سؤالهم مباشرة لا يكون مثمراً عادة… إنهم يصرّون على أن ذلك لم يحدث أبداً، رغم أن العالم بأسره يعلم أنهم فعلوا ذلك.”
ثالثاً: الدافع الحقيقي – تنافس مع السعودية
أما عن الدوافع، فقد قلّل كارلستروم من أهمية تفسيرات اقتصادية كالوصول إلى الذهب أو الأراضي الزراعية، مؤكداً أن الإمارات بالفعل تستورد معظم ذهب السودان.
وبدلاً من ذلك، أشار إلى أن الدافع الأهم هو دافع أيديولوجي تنافسي، يتمثل في:
📌عداء عميق للإسلام السياسي ومحاولة تقويض نفوذ قطر وتركيا.
📌والأهم: رفض الإمارات أن تُرى كطرف ثانوي خلف السعودية، وسعيها لإثبات نفسها كقوة إقليمية مهيمنة.
رابعاً: لماذا لم تنجح هذه السياسة؟
يرى كارلستروم أن هذه المقاربة فشلت لثلاثة أسباب رئيسية:
📌تكلفة بشرية فادحة: دعم الحرب في السودان أدى إلى “عواقب مروعة”.
📌فشل عسكري: مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) فرت من الخرطوم، كما فشل حفتر في ليبيا.
📌ضرر على السمعة: حتى في واشنطن، حيث كانت الإمارات تتمتع بسمعة قوية، بدأ الحديث دون طلب عن فرض عقوبات عليها بسبب دورها في السودان.
وفي ختام حديثه، قدّم غريغ كارلستروم مقارنة لافتة بين الإمارات وسنغافورة، مستندًا إلى ما قاله له دبلوماسي سنغافوري في إحدى لقاءاته بالخليج، حيث ذكر أن المسؤولين الإماراتيين كثيرًا ما يرددون أنهم يطمحون لأن تصبح الإمارات “سنغافورة الشرق الأوسط”. وأكد الدبلوماسي أن الإمارات بالفعل تشبه سنغافورة في نواحٍ عديدة: تنوّع الاقتصاد، والاستقرار، والنفوذ الناعم.
لكن الفارق الجوهري كما قال أن سنغافورة لا تمارس عادةً رعاية الحروب بالوكالة في الدول المجاورة. وهو ما يجعل السياسة الإماراتية في رعاية النزاعات المسلحة، مثل دعم مليشيا الدعم السريع (الجنجويد) في السودان، ابتعادًا خطيرًا عن نقاط قوتها الحقيقية.