تقرير لموقع Middle East Eye يكشف مأساة مدنيين من قبيلة الجموعية وقعوا ضحية مجزرة مروعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في منطقة الصالحة غرب أم درمان

0

Middle East Eye| تقرير لموقع
*يكشف مأساة مدنيين من قبيلة الجموعية وقعوا ضحية مجزرة مروعة ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في منطقة الصالحة غرب أم درمان:

القصة تبدأ عندما قررت عشرات العائلات الهرب من جحيم الحياة تحت حكم المليشيا: لا كهرباء، لا طعام، والماء ملوث لا يُشرب. لكن الرحلة نحو الأمان تحولت إلى كمين دموي.
في الطريق، أوقفت المليشيا القافلة، وأطلقت النار على الشاحنة، وجمعت الرجال في متاجر صغيرة حيث جرى تعذيبهم بوحشية بالسياط وقطع الإسمنت.
علي وداع، أحد الركاب، قُتل برصاصتين في القلب حين حاول إنكار انتمائه للجموعية.
يوسف حسين، أحد الناجين، قال: “هناك، تم تعذيبنا. استخدموا أي أدوات عثروا عليها.”
النساء، ومنهن أمل إسماعيل ورحاب إسماعيل، خضعن للاستجواب تحت التهديد وتمت مصادرة هواتفهن وأموالهن وحتى تحويل أرصدتهن من تطبيقات الهاتف البنكية. وبعد الإفراج عنهن، تعرضن لمحاولة اختطاف جديدة، وضُربت أمل بعنف وهي تحاول الدفاع عن رحاب.
لاحقًا، بدأت تتسرّب مقاطع فيديو صادمة تظهر رجالًا عُزّلًا مجرّدين من ملابسهم، وآخرين يُطلق عليهم النار وهم جالسون على الأرض. في أحد المقاطع، ظهرت جثة محمد إسماعيل تحت إطار سيارة، بينما يُجلد الخير إبراهيم، زوج رحاب.
تقول رحاب: “الخير كان شجاعًا. حتى في الفيديو ينظر مباشرة في عيني الرجل الذي يجلده. لن نغفر. ولن ننسى.”
في 19 مايو، وبعد دخول الجيش السوداني إلى الصالحة، بدأت الكارثة تتكشف: مقابر جماعية، وجثث مدفونة تحت أرضيات المنازل، و465 جثة عُثر عليها بسبب الجوع والإهمال، بعضها في مقابر جماعية تضم أكثر من 20 شخصًا في كل مرة.
العميد الريّح دفع الله أكد أن الجثث لا تزال تُكتشف حتى اليوم.

في مشرحة تابعة لجامعة استخدمتها المليشيا، وُجدت جثث متحللة داخل خزانات، بعضها يحمل ثقوبًا في الجوانب وفتحات في باطن الأقدام، ما يشير إلى التعذيب قبل القتل.
حتى القبور الحديثة كانت محفورة على عجل، وبعضها تُركت فيه ركب الجثث بارزة من التراب.

إبتسام عياد، معلمة من الصالحة، شاهدت توسّع المقبرة أمام عينيها، وقالت بأسى: “كانت الصالحة مكانًا جميلًا. اليوم، حتى بنات جيراننا اختطفتهن المليشيا.”
ورغم انكشاف الفظائع، فإن العائلات ما زالت تعيش في جحيم الانتظار.
تقول أمل: “حتى اليوم لا نعرف من الذي قُتل. والدنا يذهب إلى المشارح بحثًا عن المفقودين. الألم في عدم المعرفة يفوق كل شيء.”
وتضيف رحاب: “بعض الناس يفكرون في فتح القبور لمعرفة الحقيقة.”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.